ذكر مسئولون في المخابرات الامريكية أنهم يعتقدون أن قادة ايران لم يقرروا بعد صنع قنبلة نووية وان المشكلات الاخيرة التي أصابت المعدات النووية الايرانية و أشار المسئولون أيضا إلى المشاكل التي تعرض لها بعض الافراد القائمين علي البرنامج النووي الايرانيوهو ما أحدث انتكاسة في الانشطة النووية الايرانية تقدر بعامين أو اكثر.ونقل تقرير لوكالة انباء رويترزعن مسئولين استخباراتيين امريكيين قولهم إن هذه التقديرات الجديدة استندت جزئيا علي المعلومات التي وفرتها المخابرات الاسرائيلية, التي افادت بأن اغتيال علماء نوويين ايرانيين وفيروس ستاكس نت الذي اخترق اجهزة الكمبيوتر الخاصة ببعض المفاعلات النووية الايرانية, ابطأ علي الارجح تقدم البرنامج النووي الايراني. وقال الجنرال مايكل هايدن المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية: لدينا وقت أكثر مما تصورنا. وأضاف أنه يعتقد الآن ان لحظة القرار المتعلقة بالضربة العسكرية المحتملة ضد ايران تأجلت الي فترة الرئاسة المقبلة التي ستحل بعد انتخابات عام2012. وعلي النقيض من تلك الآراء, يعتقد بعض المسئولين الحالين والسابقين في المخابرات الامريكية ان ايران تحاول بهمة تجميع البنية التحتية والمعرفة التكنولوجية لتصنيع قنبلة ذرية اذا ما قرر الزعماء الايرانيون ذلك. وقال مسئول أمريكي رفض الكشف عن هويته ان رجال المخابرات يعتقدون ان الايرانيين لا يتحركون بكل طاقتهم لتطوير سلاح نووي لكن هذا لا ينفي ان هناك نقاشا قويا الي حد ما داخل النظام الايراني حول المضي قدما في برنامجها النووي. وكان رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية المنتهية ولايته مئير داغان قد صرح منذ ايام بان طهران لن تكون قادرة علي تصنيع قنبلة نووية قبل أربع سنوات علي الاقل بسبب الاجراءات التي طبقت ضدها, وهي التصريحات التي اغضبت بشدة رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو الذي اعلن امس الاول ان القوة العسكرية هي الحل الوحيد لوقف الطموحات النووية الايرانية. و في السياق نفسه, اكد ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة الامريكية لشئون المخابرات المالية علي قوة و تأثير العقوبات الامريكية والدولية المفروضة علي طهران, و قال ليفي ان العقوبات ادت الي نقص الاستثمار في البنية الاساسية في مجال الطاقة الايرانية, وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لامكانيات طهران الاقتصادية في المدي البعيد. واضاف ان تضييق الخناق علي انتاج ايران من البترول زاد من الضغوط علي قادتها المتشددين لتخفيف جهودهم لامتلاك اسلحة نووية. وفي غضون ذلك,اعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبراست ان بلاده ستدعو خبراء اجانب لكي ينضموا الي المبعوثين الدوليين الذين دعتهم طهران لزيارة منشآتها النووية الاسبوع الماضي. ونقل التليفزيون الحكومي عن مهمانبراست قوله ان دعوة ايران لممثلين عن روسيا و الصين و الاتحاد الاوروبي ودولا عربية و نامية لزيارة منشآتها النووية ستمتد لتشمل دعوة خبراء اجانب. و ذكرت وكالة انباء ايرنا الرسمية الايرانية ان مندوب ايران لدي الطاقة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية اعلن ان مبعوثين من مصر و الجزائر و فنزويلا و سوريا سيزورون المواقع النووية الايرانية غدا-السبت و بعد غد الاحد علي حد قوله. وكانت طهران قد دعت الاسبوع الماضي مندوبي كل من الصين و روسيا والاتحاد الاوروبي و دول عربية و اخري نامية لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة مواقعها النووية الا انها استثنت من هذه الدعوة الولاياتالمتحدة وفرنسا و بريطانيا و المانيا. و في غضون ذلك,أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس انه سيكون منالصعبعلي مندوبها لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان يقبل دعوة طهران لزيارة منشآتها النووية دون ذكر سبب واضح لرفض هذه الدعوة. وقال هونج لي المتحدث باسم الوزارة ان مندوبنا لدي الوكالة الدولية لايزال في الصين, لذلك سيكون من الصعب عليه الذهاب الي ايران, دون ذكر مزيد من التفاصيل. وجاءت تلك التصريحات عقب يوم واحد من لقاء نائب المفوض النووي الايراني علي باقري مع كبار المسئولين الصينيين في بكين لبحث الملف النووي الايراني والعلاقات الثنائية بين البلدين. ويرجع بعض المحللين السياسيين اسباب رفض الصين الي عدم رغبة القيادة الصينية في إحداث اي صدام مع الولاياتالمتحدة قبل زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو الي واشنطن المقررة الاسبوع المقبل. و قال شي يانهونج الخبير في الشئون الدولية في احدي الجامعات في بكين من المرجح ان يكون الامر متعلقا بزيارة الرئيس الصيني الي الولاياتالمتحدة, و الرغبة في اظهار احترام الصين للموقف الامريكي من هذه الدعوة. و اضافانهم لا يريدون تعكير اجواء زيارة الرئيس. وفي المقابل مع الاعلان الصيني, وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دعوة طهران دول العالم لزيارة مواقعها النووية بانها تستحق الاهتمام و يجب ان تقبل. واضاف لافروف في تصريحات صحفية ان اي إجراء يشير الي نية ايران في مزيد من الانفتاح علي المجتمع الدولي لابد ان يقابل بالترحيب, الا انه حذر من ان هذه الزيارة لا يمكن ابدا ان تحل محل المهمة العادية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية