هل تنهي نتائج انتخابات المجلس الأعلي للطرق الصوفية, التي جرت ظهر أمس الأول, بديوان عام محافظة القاهرة, وفاز بها10 من مشايخ الطرق الصوفية, الخلافات والصراعات القانونية بين المشايخ, أم تجددها وتزيدها اشتعالا؟ اسئلة عديدة فرضت نفسها بعد نتائج الانتخابات التي شهدت مشاحنات واعتراضات واحكاما قانونية ببطلان ترشح عدد من المشايخ, واحكاما قضائية مماثلة تؤكد حقهم في الترشح. نتائج الانتخابات, التي شارك فيها50 شيخ طريقة صوفية من مختلف محافظات الجمهورية, وبدأت بانسحاب9 من المترشحين علي قائمة ما يسمي ب جبهة إصلاح البيت الصوفي وتحرير محاضر رسمية بديوان عام محافظة القاهرة,احتجاجا علي عدم التزام الجهة المشرفة علي الانتخابات, بتنفيذ حكم القضاء الإداري الذي قضي ببطلان ترشح4 مشايخ, بسبب عدم قانونية الطرق الصوفية التي يمثلونها, جاءت كاشفة وحاسمة, وأسفرت النتائج النهائية عن فوز عشرة مشايخ بعضوية المجلس تحت رئاسة الدكتور عبد الهادي القصبي, شيخ المشايخ ورئيس المجلس, وهم: الشيخ سلامة الراضي وحصل علي47 صوتا, والشيخ عصام زكي وحصل علي46 صوتا, والشيخ سالم الجازولي وحصل علي44 صوتا, والشيخ أحمد الصاوي وحصل علي43 صوتا, والشيخ مصطفي القاوقجي43 صوتا, والشيخ مختار علي محمد43 صوتا, والشيخ عبد الرحيم العزازي43 صوتا, والشيخ محمود أبو الفيض41 صوتا, والشيخ محمد عاشور39 صوتا, والشيخ مالك علوان39 صوتا. وعلي الرغم من انسحاب عدد من المشايخ من القائمة المنافسة التي يترأسها الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي, شيخ الطريقة الشرنوبية, الذي وصف الانتخابات ب الباطلة, بسبب عدم تنفيذ أحكام القضاء الإداري, إلا أن نتائج الانتخابات جاءت لتعلن حصول اعضاء جبهة المعارضة بمشيخة الطرق الصوفية علي عدد لا يتجاوز4 أصوات لغالبيتهم, وهو الأمر الذي يراه الشيخ عبد الهادي القصبي واعضاء الجمعية العمومية,رفضا من جموع المشايخ لحالات التشهير والتنديد بعدد من الصحف, وتأكيدا للشرعية ورغبة أكيدة في اعادة ترتيب البيت الصوفي, بينما أكد الشيخ الشرنوبي, الذي حصل علي صوتين من اجمالي أصوات50 شيخا شاركوا في الانتخابات, استعداده لجولة جديدة من النزاعات بين المشايخ في ساحات القضاء. من جانبه علق الشيخ عبد الهادي القصبي, علي نتائج الانتخابات قائلا: المشايخ المبعدون بحكم الإدارية العليا, حصلوا علي أحكام مماثلة واستشكالات بوقف التنفيذ, ونتائج الانتخابات التي جرت بديوان عام محافظة القاهرة بإشراف اللواء أحمد فخر, رئيس المجلس المحلي للمحافظة, والمستشار القانوني لمحافظ القاهرة, هي انتخابات قانونية وصحيحة, كما يؤكد أن نتائج الانتخابات جاءت حاسمة وكاشفة ولا تدع مجالا للشك في رغبة أهل التصوف في التوحد ونبذ الخلافات التي عصفت بالبيت الصوفي, لأكثر من عامين, وحالت دون النهوض بالطرق الصوفية, واساءت كثيرا للمشايخ لدي الرأي العام. * هل تنهي نتائج الانتخابات الخلافات داخل البيت الصوفي أم تزيدها اشتعالا؟ يجيب الدكتور عبد الهادي القصبي قائلا: نتائج الانتخابات جاءت معبرة عن رأي المشايخ, ونحن نرحب بمن اختاره اعضاء الجمعية العمومية لنعمل جميعا علي وحدة الصف, ولن ننساق وراء دعاوي او تصريحات او بيانات تسئ الي الطرق الصوفية, فنحن في أمس الحاجة الي الوحدة والعمل معا لمواجهة التحديات واستنهاض دور الطرق الصوفية, واستعادة مكانتها علي الساحة في مواجهة التطرف والفتنة والإرهاب, وأقول لهؤلاء اتقوا الله في أهل مصر, وكفانا ما لحق بنا من اساءة بالغة وصراعات لا طائل من ورائها, وتضليل للرأي العام حول كثير من الحقائق, وقد جاءت نتائج الانتخابات لتعبر عن رغبة حقيقية من المشايخ, ومن اختاروهم لعضوية المجلس الأعلي للطرق الصوفية, في النهوض بالتصوف, وتصحيح المنهج الصوفي وتنقيته من الدخلاء, والقضاء علي المظاهر المسيئة للطرق الصوفية بالموالد والاحتفالات الدينية, واستكمال بناء المبني الجديد للمشيخة العامة للطرق الصوفية. كما اوضح القصبي ان المجلس الصوفي الأعلي بتشكيلته الجديدة سيسعي نحو وحدة الصف, ووضع الخطط لاستنهاض دور الطرق الصوفية, واستعادة مكانتها علي الساحة في مواجهة التطرف ودعاة الفتنة الطائفية والإرهاب, وتصحيح المنهج الصوفي وتنقيته من الدخلاء, والقضاء علي المظاهر المسيئة للطرق الصوفية بالموالد والاحتفالات الدينية, واستكمال بناء المبني الجديد للمشيخة العامة للطرق الصوفية. وعقد ندوات دينية بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف, لتبني خطابا دينيا معتدلا يعلي من شأن قيم المواطنة والوحدة الوطنية, وينشر القيم الإيجابية التي تبعث في الإنسان القرب الروحي من الله تعالي في أي مكان, موضحا أن الطرق الصوفية تستمد هذه الرؤية من كتاب الله تعالي وهو القرآن الكريم ومن سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم, والذي لخص رسالته في كلمات قليلة إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق, فالمسلم يجب أن يمد يده بالخير للجميع كما أن الصوفية لا تحض علي السلبية والانعزال عن المجتمع, وتعاليم الفكر الصوفي تأبي ذلك وترفضه فإذا لم يكن الصوفي يحمل الخير لبلده ومجتمعه, فهل يترك هذا المجتمع يغرق في لحظة حرجة أم يمد يده لينجو وينجو معه الناس, وأهل التصوف هم أهل السماحة والوسطية, وهم يعكسون في تدينهم سماحة الدين الإسلامي.