لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير هذه المقولة الخالدة للسيد المسيح تتفق مع المعاني الحكيمة التي ينادي بها رموز وقيادات الدين المسيحي الآن, وعلي رأسهم قداسة البابا شنودة. اغضب بهدوء.. تحلي بالحكمة.. تكلم بسماحة.. الدين محبة.. والوطن للجميع.. هذه المعاني وتلك النداءات يؤكد عليها الآن رموز الدين المسيحي سواء علي منابر الكنائس أو من خلال العظات الاسبوعية, ليحاول الجميع.. مسلمين واقباطا مشايخ وقساوسة إعلاء سماحة الاديان وتغليبها علي أي مشاعر أخري, باعتبار أن الدين هو المسئول عن صيانة الاخلاق وتحويل السلوك السلبي إلي عمل إيجابي. الكثيرون من رجال الدين المسيحي اكدوا لنا أن المسيحيين جميعا يستخدمون الحكمة والسماحة والهدوء من تعاليم السيد المسيح ويتذكرونه جيدا في جميع المواقف المؤلمة, وعلي الشباب أن يقتدي بالمسيح عليه السلام باعتباره القدوة, وأن من يتخلي عن هذه القيم فلن تستقيم حياته ولن يترسخ الايمان في قلبه. وفيما يخص الخطاب الدين المسيحي وأهمية تطويره أيضا من خلال العظات في دور العبادة المسيحية. يقول القمص عبدالمسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء مريم الاثرية بمسطرد: الخطاب الديني في الكنيسة القبطية روحي صرف يركز علي شرح الايمان المسيحي والسلوكيات التي يجب أن يتحلي بها الانسان المسيحي حسب وصايا الكتاب المقدس. كما أنه يدعو إلي رفع شكوانا إلي السلطة الحاكمة بهدوء وحكمة كما فعل القديس بولس الرسول عندما دبر له اليهود اتهامات كاذبة رفع شكواه إلي الوالي قيصر مما يعلمنا أن نطالب بحقوقنا بالقانون, وعن طريق القنوات الشرعية وألا نقاوم بالشر وألانسيء للآخر مهما كانت الاوضاع. وهذا ما يجب أن نركز عليه اكثر في الخطاب الديني في تلك الفترة الحرجة التي تمر بها مصرنا الغالية حتي نخرج من تلك المحنة اقوي واكثر محبة وتأخ بعضنا البعض كما كان الحال منذ مئات السنين. وحسب المقولة المأثورة أن مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكن وطن يعيش فينا. هذا ما يجب أن يحققه الخطاب الديني المسيحي والاسلامي. وفي تعليقه لنا يقول القس الدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الانجيلية بمصر: لاشك ان الحادث الارهابي الأخير ادمي قلوب جميع المصريين وليس الاقباط فقط لأنه حادث اجرامي بجميع المقاييس فاق كل الحدود الانسانية, فانه عمل شيطاني بمعني الكلمة الهدف منه اشعال نار الفتنة بين الشعب المصري الآمن لذلك أرجو من جميع المسيحيين ان يعوا هذه المخططات الارهابية الأثيمة حتي تفشل تلك المخططات في تحقيق الهدف الحقيقي منها, وهو ضرب الوحدة الوطنية التي تنفرد بها مصر منذ آلاف السنين. وبالطبع من حق كل مسيحي أو أي مواطن يحب مصر ويريد الامن والسلام لها أن يغضب ويعلن عن غضبه هذا بهدوء وحكمة كما كان السيد المسيح يفعل ذلك في كثير من المواقف الاليمة التي تعرض لها في حياته علي الأرض, وكما جاء في الكتاب المقدس لايغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير.. هذا بالنسبة لما يجب ان يكون عليه موقف الاقباط في هذا الوقت الحرج وفي جميع اوقات الشدة. وحتي يحفظ الله مصر من كل تلك الشرور والمؤامرات الشريرة اعتقد أنه لابد ان نصحح الاسباب التي أدت الي وقوع هذه الأحداث ويستغلها هؤلاء الاشرار في تحقيق اهدافهم الاجرامية واهمها: تكثيف الوجود الأمني بدور العبادة.. وتشريع قانون بناء دور العبادة لان هذا سبب معظم الأزمات التي تحدث. وتحقيق مبدأ المواطنة بصورة جادة وعملية وعند تحقيق ذلك سوف لاتفلح اي محاولة لقوي الشر لضرب الوحدة الوطنية بأي صورة من الصور. ويقول القمص صليب متي ساويرس رئيس مركز السلام الدولي لحقوق الانسان: مع تقديرنا الكامل وشكرنا العميق لرئيس كل المصريين الرئيس محمد حسني مبارك ومتابعته للحادث الاليم بنفسه باهتمام بالغ وبيانه السريع الذي توعد فيه بقطع رأس الأفعي واستئصال يد الارهاب. اننا نري انه يجب فتح كل الملفات التي يستغلها هؤلاء الارهابيون في بث روح الفتنة بين المسيحيين والمسلمين.