* لا يستطيع إنسان له مشاعر رقيقة وصادقة أن يقول إنه لم يجرح من أخ أو صديق أو زميل أو جار وربما جرح ابن من أبيه أو أب من ابنه القوة في التسامح والحب والعطاء الراهب القس: أغاثون قزمان * لا يستطيع إنسان له مشاعر رقيقة وصادقة أن يقول إنه لم يجرح من أخ أو صديق أو زميل أو جار وربما جرح ابن من أبيه أو أب من ابنه أو ربما لسبب أو لآخر داخل بلده أو خارجها, وهذا أمر طبيعي لأننا كلنا بشر خطاءون ولا يوجد إنسان واحد علي الأرض بلا خطأ ولو كانت حياته يوما واحدا علي الأرض, والحقيقة أننا نتعلم من أخطائنا وجراحاتنا أكثر من الصواب وملاطفة الناس لنا ومعروف للكل أن الله لم يخلق ملائكة علي الأرض بل للسماء والبشر الضعفاء للأرض, وفي أقدس أماكن العبادة كلها علي اختلاف جنسياتها ومذاهبها توجد الآلام والجراحات. * لكن تعالوا نر معا كيف نتجاوز هذه الآلام ونداوي هذه الجراحات مع إخواننا من بني البشر داخل البلاد وخارجها وذلك من خلال فرحتنا الروحية بهذا الميلاد البتولي الطاهر والمقدس لسيدتنا وملكتنا كلنا مريم العذراء وفي حضنها مولودها الطاهر السيد المسيح. * مريم العذراء وطفلها ويوسف النجار( حارس سر الميلاد البتولي) جرحوهم البشر قساة القلوب عندما صدوهم وأغلقوا أبواب بيوتهم ومنازلهم في وجوههم عندما قالوا لهم لا يوجد لكم مكان في منازلنا لولادة طفلكم, وأغنياء ذلك الزمان بخلوا عليهم بمجرد حجرة فقيرة ومتدنية ربما في بدروم قصورهم ولم يعطوهم حتي لفافة قماش يدفئون بها جسد الطفل الرضيع في أبرد وأقسي ليالي الشتاء في السنة كلها. * كم كان الأمر مؤلما جدا للطفل وللأم العذراء, لم تغضب مريم وتسب وتلعن بل رثت لحال البشر قساة القلوب. * صدقوني أيها الأحباء الأخوة والأخوات معظم المشكلات والمشاجرات تحدث بسبب عدم الفهم وعدم الوعي الثقافي والوعي الروحي, ولذلك كلما ارتفعت ثقافة وعلم أي بلد قلت مشكلاته وخلافاته.. لذلك إني أفرح وأحيي كل بلد وكل قرية وكل أسرة بدأت تركز علي نشر العلم والثقافة والإكثار من بناء المدارس ومعاهد التعليم والبحث العلمي بدلا من الصراع الباطل والمنافسة علي بناء دور العبادة التي من الممكن أن تغذي جهل الجهلاء وتزيد من تقوقعهم وانغلاقهم إذا لم يكن علي رءوس هذه الدور قادة مستنيرون واعون ومثقفون ومملوءون من محبة الله لجميع الناس وكل الأجناس. * تأملوا مليا معي يا إخوتي في حوار السيد المسيح مع المرأة الخاطئة السامرية عندما قال لها: الله لا يعبد لا في الجبل ولا في الهيكل لأن الله روح والذين يعبدونه فبالروح وبالحق أي أن عبادة الله هي عمل الحق والخير وليس بناء الطوب والحجارة كما هو مكتوب الله لا يسكن في مصنوعات الأيادي بل هو يسكن في قلوب البشر, إن حل أي مشكلة يكمن في فهمها ودراستها والتعمق في أسبابها لعلاجها وليس في الانقسام والتحزب والتعصب والمظاهرات والتقاذف بالألفاظ النابية والحجارة, فهذا أسلوب همجي يرجع بنا وببلادنا إلي دياجير الظلام. * الطرفان مجروحان وإذا قلنا غير ذلك نخدع أنفسنا وليس الحق فينا, وأغلب ظني أن سبب هذه الجراحات هو الحوارات الهابطة التي بلينا بها من القنوات الفضائية الدينية من أناس لا ضمير ولا حكمة لهم ولا نعرف من يمولها بالمال ومن يقودها بهذا الجهل ومقصدهم الوحيد تخريب عقول شبابنا وشاباتنا وحرق بلادنا العزيزة. العلاج يا أحبائي يكمن في مزيد من الحب للآخر أيا كان دينه أو جنسه أو لونه, مزيد من الحوار المهذب الراقي لا الحوارات السفيهة التي لا تعرفها الأديان وأتانا بها مدعي التدين, مزيد من الأعمال والمشاريع المشتركة لخدمة الوطن والمدارس المشتركة والمستشفيات المشتركة واحترسوا من المدارس والمستشفيات الطائفية أيا كان دينها أو لونها لأن العمل الإنساني الراقي الخالص لا دين ولا ملة له غير الحب الإنساني العفيف.