اتفهم الأسباب والدوافع النفسية وراء مظاهرات الغضب التي قام بها الاخوة المسيحيون بعد حادث الإسكندرية وبعد كل حادث مشابه, لكن بعد ان تروح السكرة وتجيء الفكرة لابد ان يسأل الاخوة المسيحيون انفسهم السؤال الصعب لماذا يتظاهرون؟ وضد من يوجهون مظاهراتهم؟ وانا كمصري مسلم اتفهم مظاهراتهم هذه لو كانت موجهة ضد الإرهاب وسفالته, ونحن جميعا معهم في ذلك لاننا كلنا مصريون محروق قلبنا, اما لو كانت المظاهرات موجهة ضد جموع المسلمين وشيوخهم باعتبار انهم مسئولون عن هذه الأعمال الإرهابية الاجرامية ومتهمون إلي ان تثبت براءتهم, فعفوا انه ليست الوجهة الصحيحة للمتظاهرين.. لان الإرهاب يا أهلنا لادين له ولا وطن, الإرهاب إرهاب بغض النظر عن دين مرتكبه, لايهم هنا ان كان مرتكبه مسلما أو مسيحيا أو يهوديا, هو فقط إرهاب ويجب ألا ننعته بأكثر من ذلك او نسقط الأمر علي أي دين فالأديان براء من أفعال المارقين وهي الحجةعلي افعال معتنقيها وليس العكس, لذلك قلنا ونعيد مرارا اننا يجب ألا نقرن ما يفعله قاتل مجرم إرهابي بصفته الدينية, فلا نقول إرهابي إسلامي أو إرهابي مسيحي أو إرهابي يهودي ولايجب ان يرتكب البعض منا تلك الحماقة مجددا, فجميع إرهابيي العالم كانوا يدينون بدين أو بآخر لكننا لم نقرن ديانتهم بإرهابهم سوي في الإرهابيين الذين تصادف ان دينهم الإسلام, فلماذا هذا التعمد من البعض لاقران الإرهاب والممارسات الخاطئة بدين اصحابها؟؟ اقول لهؤلاء كفاكم لعبا بالنار, وصبا للزيت عليها, فلم نعد نحتمل المزيد, وعلينا ان نبني علي هذا التلاحم الذي ابداه المصريون بعد حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية, وعلينا ان نبحث في الجذور الحقيقية للاحتقان بين المصريين عامة ومسلميهم ومسيحييهم بصفة خاصة, ومصر اكبر من الاحقاد وكل من يديرها, مصر بلد وسطي معتدل وسطية واعتدال النيل والدين والمعتقد, مصر بلد يعرف كيف يهضم كل الثقافات والديانات والاختلافات بين أهله حتي مع من احتله قرونا, ومن يقرأ التاريخ يعرف ان الآخرين هم من يندمجون في مصر ولاتندمج مصر ابدا فيهم, وانا اهيب ببريد الاهرام ان تتبني حملة للتأكيد علي تجريم اقران الإرهاب أو اي تصرفات بشرية خاطئة بالإسلام أو بالاديان في اي صيغة لفظية. د. أحمد الجيوشي أستاذ مساعد الهندسة الميكانيكية جامعة حلوان