ماحققه حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني من إنجازات غير مسبوقة لم يأت بضربة حظ أو عن طريق المصادفة بل جاءت تلك النتائج الجيدة للكرة المصرية منذ أن تولي المهمة رسميا يوم الثامن والعشرين من شهر أكتوبر عام2004. بعد أن غبنا عن منصات التتويج الافريقي لمدة ثماني سنوات متصلة بدءا من عام1998 عندما احرزنا اللقب في بوركينا فاسو, وكانت مهمة المعلم حسن شحاتة صعبة للغاية وليست مفروشة بالورود كما اعتقد البعض رغم الهجوم الشديد علي حسن شحاتة في كل تشكيل يختاره أو مباراة يلعبها لتصفية حسابات خاصة, وكان المعلم دائما يلتزم الهدوء, ويرد علي منتقديه في الملعب فقط وبدأ أول انجازاته بتحقيق كأس الامم الافريقية عام2006 بالقاهرة بعد مشوار حافل واستحق خلالها احترام الجميع وواصل شحاتة انتصاراته مع الكرة المصرية علي الصعيد الافريقي بالنهائيات, وكان قاب قوسين من أجل تحقيق حلم الملايين بالتأهل إلي نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا العام الحالي بل حقق انجازات كبيرة عالميا عندما شاركنا ببطولة كأس القارات خاصة الفوز التاريخي علي حساب ايطاليا واللقاء الرائع أمام البرازيل. حسن شحاتة ابن كفر الدوار نجح بجهده وإخلاصه بالوصول إلي العالمية, وكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الكبار بعد أن أصبح من أشهر مدربي العالم. قصة كفاح بدأ شحاتة مسيرته كلاعب في صفوف فريق كفر الدوار التابعة لمحافظة, وبدأت موهبته في سن صغيرة للغاية حيث نصحه أصحابه بضرورة الالتحاق باي من الفرق الكروية لصقل موهبته وتدرج بسرعة بالغة في صفوف النادي إلي ان وصل إلي الفريق الأول, وجاءته الفرصة علي طبق من ذهب وكانت تلك البداية عندما لعب مع فريقه بمباراة تجريبية لمنتخب بحري أمام المنتخب الوطني, وكان يتولي مهمة مدير المنتخب في ذلك الوقت محمد حسن حلمي وعقب اللقاء مباشرة اجتمع معه حلمي وعرض عليه الانضمام لصفوف الزمالك, وفي تلك الليلة لم ينم من شدة الفرحة وذهب في اليوم الثاني إلي الزمالك لينتقل رسميا ونجح في أول مباراة مع ناديه الجديد في شهر نوفمبر عام1966 من احراز3 أهداف وبعد اندلاع حرب عام1967 وتوقف دوري الكرة في مصر احترف بعدها في صفوف كاظمة الكويتي ثم انضم إلي صفوفه المنتخب الوطني الأول عام1969 وخاض70 مباراة في4 دورات افريقية. أفضل لاعب وبعد انتصار اكتوبر المجيد اقيمت منافسات البطولة الافريقية وحصل المعلم شحاتة علي وسام أحسن لاعب بالدورة وفي عام1980 تم منحه وسام الرياضة من الطبقة الأولي, ويعتبر شحاتة هو أول لاعب يتم اختياره كافضل لاعب من قارة غير قارته عندما اختير عن آسيا وهو يلعب في صفوف كاظمة. إنجازات جديدة حسن شحاتة عندما عاد إلي صفوف الزمالك كان واحدا من أبرز اللاعبين ليس فقط في صفوف القلعة البيضاء بل أيضا في مصر وحقق انجازات للزمالك وأهداف لاننسي خاصة هدفه في شباك المصري البورسعيدي وعقب اعتزاله اللعب دوليا اختار شحاتة المجال التدريبي وفضله عن المجال الاداري حتي يستطيع العطاء أكثر وبسبب شهرته الكبيرة علي المستوي العربي درب العديد من الاندية العربية, ومنها الوصل الاماراتي والمريخ السوداني والشرطة العماني وأهلي بني غازي الليبي ومحليا المقاولون العرب عام2004, وفاز بكأس السوبر المصرية علي حساب فريقه السابق الزمالك. مهمته مع المنتخب كان اختيار حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا لتولي مهمة تدريب الفريق مجالا للاقاويل بل هناك من شكك في قدرة المعلم علي قيادة منتخب في وزن وثقل المنتخب الوطني إلا ان شحاتة لم يلتفت إلي منتقديه وكان الاختيار الحقيقي له في نهائيات عام2006 بالقاهرة, ولعبنا مباريات الدور الأول بالمجموعة الأولي, واحرزنا المركز الأول بفوزنا علي ليبيا(3/ صفر) والتعادل أمام المغرب سلبيا ثم الفوز علي كوت ديفوار(1/3) لنتأهل بجدارة لدور الثمانية كاول المجموعة ويلعب أمام الكونغو وفزنا(1/4) ثم علي السنغال(1/2) في الدور قبل النهائي لنقترب من تحقيق الحلم ونهزم منتخب كوت ديفوار الملقب ب الأفيال(2/4) بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي والاضافي للمباراة بالتعادل السلبي. ثم جاءت المشاركة مع المعلم في نهائيات غانا2008 ضمن منافسات المجموعة الثالثة, وفزنا بالدور الأول علي الكاميرون(2/4) والسودان(3/ صفر) وتعادلنا أمام زامبيا(1/1) ونتخطي عقبة انجولا بدور الثمانية وفرنسا(1/2) وعلي كوت ديفوار بالدور قبل النهائي(1/4) ثم النهائي ونهزم الكاميرون بالتخصص بهدف نظيف ونعود بالكأس ويحقق المعلم انجازات جديدة للكرة المصرية في نهائيات انجولا التي اختتمت أمس. فحسن شحاتة يستحق كل الاحترام والتقدير وأصبح حديث وسائل الاعلام العالمية سواء صحف أو تلفزة لانه بالفعل معلم كبير صنف مع المدربين الكبار علي مستوي العالم.
