فجأة اختفت عن الساحة الإعلامية لمدة تقارب الأربعة أشهر.. بعد حراك متواصل من برنامج تلو الآخر.. غيابها كان غير متوقع، خاصة بعد اكتسابها لمساحة كبيرة عند جموع المشاهدين.. "سالي شاهين".. ليست مجرد مذيعة لبرامج تندرج تحت مسمى الترفيهية.. إذ استطاعت بقدراتها الوصول لأعلى المراتب في مدة زمنية قصيرة.. خطفت خلالها قلوب المتابعين بجمالها وعفوية أدائها.. لذا اقتربنا منها لنعرف سر غيابها.. وهل هي مقدمة للهروب من "الحياة" مثلما حدث مع خمس قنوات مصرية وعربية أخرى انتقلت منها.. وتطرقنا كذلك للجديد الذي تسعى لتقديمه، وموضوعات شتى عن حياتها وأفكارها وأيضا خيالاتها.. وإليكم التفاصيل.. في البداية.. سألناها عن سر اختفائها عن الشاشة منذ شهر سبتمبر الماضي؟ قالت: صراحة.. قررت الابتعاد بعدما انتهيت من برنامجي "الحفلة Stage" و"أحلى الأوقات" مع بداية شهر رمضان من أجل قضائه مع الأسرة ثم سافرت بعد انتهاء العيد إلى أقاربي في أمريكا لاستعادة نشاطي الذي بدأت ممارسته فور رجوعي من هناك من خلال عدة جلسات عمل مع فريق قناة "الحياة". *وما الذي أسفرت عنه تلك الجلسات؟ **بفضل لله.. وقع اختياري على برنامج جديد من نوعه بالنسبة لي.. ولا أستطيع الكشف عن تفاصيله حتى لا أفُقد الجمهور عنصري المفاجأة والتشويق.. وما أستطيع قوله: أنهم سيروني في شكل مختلف كليًا عما عرفوني به. *ومتى سيظهر البرنامج إلى النور؟ **لم يتم تحديد الموعد النهائي للبدء في تسجيله ولكن في الأغلب سيكون مع بداية الشهر القادم، بعدما ننتهي من تحضير الديكورات ووضع اللمسات الأخيرة فيه. *هل تعتمدين على الورق المقدم من فريق الإعداد؟ **ليس ذلك فقط.. ففي العادة أحرص على قراءة الصحف المختلفة ومطالعة الإنترنت فيما يتعلق بما سنتناوله بجوار ما يكتبه الإعداد. *بالعودة لسبب اختفائك.. هل نعتبر ما قلته هروبًا من قناة "الحياة" مثلما تركتِ قناة MBC"" لأنها-حسب قولك آنذاك- لم تستوعب طموحك لأنك عملت بها ما يوازي 3 أشهر فقط خلال العام الواحد؟ **للعلم.. لقد كنت سعيدة فيها جدًا.. وبالمثل سعيدة حاليًا في "الحياة"، ولا أفكر في الابتعاد عنها خاصة في ظل وجود القدير محمد عبد المتعال الذي جعلني أتعرف على قدرات أملكها كنت أجهلها. *في كلامك تناقض؟! **لا يوجد في كلامي أي تناقض.. وإنما المسألة بحسبة بسيطة ستجدها في أنني قدمت خلال 4 سنوات بقناة "MBC" ثلاثة برامج فقط مقابل ستة برامج بقناة "الحياة" خلال 3 سنوات.. وبالتالي فالمقارنة ظالمة. *بصراحة.. أين تجدين نفسك بين مذيعات جيلك؟ **لا أحسبها بهذا الشكل.. فقد علمت أن رزقي لن يأخذه غيره فأطمئن قلبي. *ولكن الحياة بطبيعتها ليست خالية من الشوائب؟ **طالما لا يوجد من يسعى من وراء ظهري لاقتناص برنامج استعد لتقديمه.. فنظري يكون أمامي وليس حولي. *ألهذا وصفتِ نفسك ب "المذيعة الناجحة" في أحد حواراتك الصحفية؟ **لا أتفوه بمثل تلك الكلمات.. لأني أؤمن بأن الوصول للنجاح من عدمه أساسه الجمهور. *وبم ترجعين عدم استمرارك في برنامج واحد لفترة طويلة؟ **ذلك لأن طبيعة ال 14 برنامجًا التي قدمتها ترتبط بمواسم عرض تتراوح ما بين 3 – 6 أشهر عكس برامج ال "Talk show" التي تتابع أحداثًا يومية. *وماذا عن انتقالك ما بين 6 قنوات مختلفة خلال 9 سنوات في الوقت الذي ترددين فيه بأنك لا تسعين وراء "الفلوس"؟ **للأسف.. البعض يعتقد أنني مدللة.. وهذا عكس الحقيقة تمامًا.. فلم تكن بداياتي مفروشة بالورود الحمراء كما يتصورون. *بمعنى؟ **بعد نحو عام من حصولي على لقب ملكة جمال مصر، تقدمت لأكثر من قناة لأعمل فيها كمذيعة باعتباري خريجة كلية الإعلام ولكني لم أوفق.. وظللت بالأيام والليالي، اسأل نفسي: لماذا رفضوني؟!.. لماذا لم أحصل على فرصة؟!. *ألم تسألي عن أسباب رفضك في تلك القنوات؟ **لم أجد من يجيبني فيهم.. وظللت أعافر لإثبات ذاتي وكنت على ثقة بأنني قادرة على الوصول لما أتمناه. *كيف ترين الفارق بين ظهورك على الشاشة لأول مرة وما وصلتي إليه اليوم؟ **ياه.. كان يوم لا أنساه.. أرسلت من قبل قناة "دريم" لتغطية مهرجان الموسيقى العربية من دار الأوبرا على الهواء مباشرة.. ولك أن تتخيل ما يحلو لك.. فلم أستطع قراءة الورقة المكتوبة لي وشعرت بسواد يخيم عليّ وسخونة شديدة في رأسي وعرق يتصبب على وجهي، متخيلة أهلي الذين يتابعوني بشغف متسائلة: "يا ترى بيقولوا أية دلوقتي؟!".. لم استطع تمالك أعصابي وكدت أهرب تاركة المكان من حمرة الخجل لكن ربنا ستر.. أما الآن بفضل لله شتان والفارق -وتضيف ضاحكة- أصبحت أطل على الشاشة من فرنسا والأرجنتين. *عللت المتألقة "مفيدة شيحة" على عدم انضمامها للقنوات الخاصة بقولها: "ممكن تيجي على حساب كرامتي أو تخليني أقدم تنازلات".. ما تعليقك؟ **"مفيدة" زميلتي من أيام المدرسة وأكن لها الاحترام والتقدير.. ولكنها وجهة نظر تخصها وحدها فقط، وأعتقد أنها لو خاضت التجربة ستجد الأمور مغايرة عما تحدثت تمامًا. *في رأيك.. ما الذي جعلها تعتقد عكس ما تقولين؟ **بعيدًا عن "شيحة".. فهناك أشخاص حينما يتأقلمون في مكان ما يشعرون بأنهم بين أهلهم، ويفضلون البقاء في المنطقة التي حققوا فيها النجاح على اعتبار أن ذلك أكثر راحة لهم. *هل تؤمنين بأنه بحسابات اليوم أصبح تحديد مرتبة المذيعين على قدر ما يتقاضونه؟ **وهل يعرف الجمهور كم أتقاضى عند ظهوري على الشاشة؟!.. فالمسألة نسبية وكل شخص يحصل على راتب قدر قدراته وحسب العرض المقدم ومحتواه مقابل الطلب المرتبط بالقبول الجماهيري. *بصراحة.. إذا كنت تعملين في قناة لا تستطيع دفع المبالغ الضخمة التي يطلبها النجوم عند استضافتهم.. هل كنتِ ستحققين نفس النجاح؟ **في برنامج "الحياة سينما" لم يحصل النجوم على مقابل مادي.. ومن ناحية أخرى هل نجح برنامج "أرض الخوف Fear factor extreme" الذي يعد من أكثر برامجي تحقيقًا للجذب الجماهيري بسبب النجوم أم فكرته؟!. *لكن في المقابل لو كنتِ بقناة أخرى قد لا يتوافر لك مثل هذا الإنتاج الضخم؟ **كل منا له رزق مكتوب.. وهناك بجانب محتوى البرنامج تقييم آخر بعيدًا عن الماديات، وهو كيفية إدارة الحوار وما إلى ذلك على سبيل المثال. *من أفضل مذيعة في بنات جيلك في وجهة نظرك؟ **لست أهلاً للتقييم.. ولا أحبذ الدخول في منطقة لماذا فلانة وليست علانة؟!. *هل تعيشين أحيانًا في الخيال أكثر من الواقع؟ **كثيرًا.. فمنذ صغري وأنا أتخيل الكثير من الأمنيات التي أسعها لتحقيقها.. ففي طفولتي مثلاً كنت أتخيل دائمًا أني أنجح مذيعة في الوطن العربي. *أذن.. لو رسمتِ لوحة لما يدور بخيالاتك من أفكار تحدد صفاتك.. ماذا سيكون شكلها؟ **تشرد بتفكيرها للحظات وكأنها ترجع لذكريات الماضي، تقول: سأرسم بحرًا وسماء ومراكب.. فالبحر فيه العمق، والسماء مع تقلبات الجو تعبر عن الحياة السعيدة تارة والعاصفة تارة أخرى، لتجعل الأمواج تتحرك بالمراكب الحاملة لأحلامي لأبعد الأفق. *كيف تطبقين ذلك عليك بشكل عملي؟ **كل يوم أكتشف أنني قادرة على فعل أشياء لم ترد على مخيلتي لدرجة أنني أصبحت على يقين بامتلاكي إرادة قادرة على فعل ما لا أتخيله!!. *وما أكثر المعوقات التي تقف حائلاً للوصول لذلك؟ **تبتسم بهدوء ثم تتعالى ضحكاتها، تقول: بجد.. لن أجيب.. لأنها ملكي.. مثل أسرار البيوت!!.. وتكمل حديثها مقهقه قائلة: إذا كنت كاتمة لأسرار الكثيرين من أصدقائي.. فهل سأفصح عن شيء يعوقني بهذه السهولة؟!. *لماذا لا تحبذين الحديث عن نقاط ضعفك؟ **ليست هكذا.. وإنما تجدني عادة في مجال عملي شخصية تجلد ذاتها وتنتقدها بشراسة.. فدائما ما أعدل وأراجع نفسي بقسوة إذا أخطأت.. وعلى النقيض تجدني دائما أخشى إحراج أي شخص أو إيذاء مشاعره بأكبر قدر ممكن. *قلت: الفنانة "درة" تمنت أن تكون جميلة مثل القديرة "سعاد حسني".. ماذا عنك؟ **قالت: أحب أن أكون تركيبة مكونة من عدة أشخاص.. منهم "محمود سعد" في هدوءه وثقافته وذكائه، و"هالة سرحان" في اختيارها لموضوعاتها وتوليفة ضيوفها.. و"أوبرا وينفري" في قربها من مجتمعها، و"ألن ديجنروس" الممثلة الأمريكية التي قدمت برنامجًا مرتدية بدلة رجالي على حذاء رياضي في خفة دمها وبساطتها التي تشعر متابعيها بأنهم يجلسون سويًا في المنزل.