قال الله تعالي:( ألم يعلم بأن الله يري) العلق ويقول رسول الله( صلي الله عليه وسلم): الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إحاطة الأذي عن الطريق, والحياء شعبة من الأيمان أخرجه البخاري. وقال( صلي الله عليه وسلم): إن لكل دين خلقا, وخلق الاسلام الحياء أخرجه ابن ماجه كما قال( صلي الله عليه وسلم): الحياء لا يأتي إلا بخير أخرجه البخاري. وقال بعض الحكماء: أحيوا الحياة بمجالسة من يستحيا منه. ويقول ابن عطاء: العلم الأكبر الهيبة والحياء, فإذا ذهبت الهيبة والحياء لم يبق فيه خير. ولقد قيل في قول الله سبحانه وتعالي: ولقد همت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه) يوسف/24: ان البرهان ان امرأة العزيز ألقت ثوبا علي وجه صنم في زاوية البيت فقال يوسف: ماذا تفعلين؟ فقالت: أستحيي منه فقال يوسف عليه السلام: أنا أولي منك أن أستحيي من الله تعالي. ويقول الفضيل بن عياض خمس من علامات الشقاء: القسوة في القلب, وجمود العين, وقلة الحياء, والرغبة في الدنيا, وطول الأمل. والحياء من الأخلاق الفطرية السليمة وهو الحائل بين العبد وارتكاب المعاصي والأمور القبيحة, فالإنسان بفطرته يستحيي من التعري والعري والتكشف. وبالنظر إلي حالنا مع هذا الخلق العظيم الحياء في هذا العصر نجد أن هذا الخلق يقل يوما بعد يوم ويخشي أن يصبح نادرا في هذا العصر نتيجة للاستخدام السييء لمعطيات العصر الحديثة من فضائيات, وإنترنت ومايسمي البلوتوث والهواتف المحمولة, فنجد ان الانسان يعتاد للنظر للعري والتكشف ويسمع الألفاظ الوقحة والبذيئة فيقل حياؤه يوما بعد يوم, وبذلك تخلق أجيال ممسوخة ومشوهة عارية من لباس التقوي نتيجة لقلة وذهاب الحياء. فلقد قال رسولنا العظيم محمد( صلي الله عليه وسلم): إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي: إذا لم تستح فاصنع ماشئت, أخرجه البخاري. فهل من عودة لهذا الخلق الفطري العظيم ونستحيي من الله حق الحياء حيث يقول الرسول( صلي الله عليه وسلم): استحيوا من الله حق الحياء, من استحيا من الله حق الحياء, فليحفظ الرأس وماوعي, والبطن وماحوي وليذكر الموت والبلي, ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا, فمن فعل ذلك فقد أستحيا من الله حق الحياء أخرجه الترمذي. فهل من تربية وتنشئة لأبنائنا وبناتنا علي الحياء ليكون لهم حصانة ضد العري والتكشف الذي أفرزته معطيات العصر والمدنية الحديثة والعولمة من هواتف محمولة وانترنت وفضائيات؟ والله من وراء القصد.