كل من يزور الأرجنتين يعرف جيدا قدر هذا الرجل... هو رمز وطني لبلاده, بل وأهم من رئيسة الجمهورية كريستينا فيرنانديز نفسها! فالأرجنتينيون طبعوا صورته علي القمصان وال تي شيرتات, وصنعوا دمي للأطفال علي هيئته. بل وصنعوا منه أيضا تماثيل وتحفا منزلية وساعات مكتب وجوارب وطفايات, وإذا سألت أي مواطن أرجنتيني: هل تحب أن تكون مثله؟ سيجيبك علي الفور: أتمني.. ولكن من أكون أنا حتي أصبح مثله؟! ولكنه مع ذلك خذلهم جميعا!. فعلي الرغم من أن دييجو مارادونا ابن ضاحية لانوس جنوبي العاصمة بوينس آيرس كان واحدا من بين أعظم اثنين أنجبتهما ملاعب كرة القدم في العالم إلي جانب البرازيلي بيليه, هذا إن لم يكن هو الأفضل من بيليه نفسه, فإن مارادونا 50 عاما يستحق الآن بكل جدارة أن يكون واحدا من أسوأ شخصيات عام2010, لعدة أسباب.. أولها أنه قبل عام2010, ومنذ أيامه الأخيرة في الملاعب, قدم نموذجا سيئا لكافة الشباب والمراهقين والرياضيين الذين كانوا يعتبرونه مثلا أعلي, فلم يشهد منه أحد في الفترة الماضية إلا سلوكه العدواني مع الصحفيين, أو إدمانه الكوكايين الذي كاد يكلفه حياته, أو بغروره وتعاليه علي مهنته بعد أن أصر علي دخول مهنة التدريب معتمدا علي نجوميته فقط ودون أن يؤهل نفسه لذلك علميا. وثانيها أنه حقق فشلا ذريعا في أول تجربة له في تدريب منتخب بلاده, حيث قاده إلي تأهل صعب للغاية إلي نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا2010, مع أنه كان هو نفسه الذي قاد منتخب التانجو لاعبا في الفوز بمونديال1986 بالمكسيك. وثالثها أنه لم يكتف بذلك, بل قاد منتخب الأرجنتين إلي خروج مبكر ومفاجيء ومهين من مونديال2010 بعد هزيمة ثقيلة من ألمانيا بأربعة أهداف, وبعد ذلك ألقي معظم النقاد بالمسئولية واللوم علي مارادونا لتواضع مستواه التدريبي وسوء قيادته لنجوم الفريق الأرجنتيني العباقرة وعلي رأسهم ليونيل ميسي. ورابعها أنه دخل في معارك كلامية فارغة مع الأسطورة الآخر بيليه في محاولة للتأكيد علي أحقيته بلقب أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ, ورغم أن مارادونا قد يكون الأفضل من بيليه بالفعل, فإن الألفاظ التي استخدمها مارادونا في هذا النزاع كانت مسيئة له أكثر مما أساءت لبيليه. مارادونا أجهز علي موهبته بنفسه بعد إدمانه المخدرات, ثم أجهز علي صورته بعلاقاته السيئة مع الإعلام, ودمر مستقبله بسوء إعداده لدخول حقل التدريب, والمؤسف أنه أصبح الآن بلا عمل تقريبا, لدرجة أنه سبق ترشيحه للعمل مدربا لناد محلي في إنجلترا فقط لمجرد أنه مارادونا بهدف اجتذاب الإعلام إلي هذا النادي المجهول!. وبعد ذلك, حاول مارادونا لاعب برشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي وبوكا جونيورز الأرجنتيني سابقا- أن يتسول تدريب منتخب إيران, ولكن يبدو أن الإيرانيين لم يقبلوا الفكرة!. ومن يشاهد الآن حال مارادونا لا يكاد يصدق أن هذا هو الرمز الوطني للأرجنتين التي أصبحت إحدي دول مجموعة العشرين ذات الاقتصاد القوي الذي ينطلق الآن بسرعة ميسي!.