فاز الروائي الليبي إبراهيم الكوني بجائزة ملتقي القاهرة الخامس للإبداع الروائي الذي أنهي أعماله مساء الأربعاء الماضي بالمجلس الأعلي للثقافة. وأعلن الفائز عن تبرعه بالجائزة البالغة مائة ألف جنيه لصالح أطفال قبائل الطوارق في مالي والنيجر مساهمة منه في حل محنتهم, لأنهم يمثلون الجيل المحروم حتي من الماء. وقال الكوني إن هذا فعل لا يخلو من دلالة رمزية ففي رحاب هذه الأرض النبيلة التي كانت كعبة أمة الهجرة منذ ألوف الأعوام, وقف جد هؤلاء الأطفال المناضل محمد علي الأنصاري ليوجه نداءه الشهير لمحفل المنظمة الأممية عام1960 م, مستصرخا الضمير العالمي لوضع حد لمأساة طوارق ما كان يعرف آنذاك ب مملكة تينبكتو, وتشاء الأقدار أن تتواصل محنة طوارق مالي والنيجر منذ ذلك التاريخ الي هذا اليوم,. وإبراهيم الكوني هو روائي ليبي ولد بمدينة غدامس عام1948, وترجمت العديد من أعماله الي عدة لغات, كما نال الكثير من الجوائز المحلية والعربية والعالمية منها جائزة الدولة الاستثنائية الكبري التي تمنحها الحكومة السويسرية, وجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في دورتها الثانية عام2007, كما اختارته مجلة لير الفرنسية بين خمسين روائيا من العالم اعتبرتهم يمثلون اليوم أدب القرن الحادي والعشرين. وقام د. صبحي حديدي بقراءة بيان لجنة التحكيم, وإعلان حيثيات اختيار إبراهيم الكوني لنيل الجائزة, حيث أكد أن اللجنة عقدت سلسلة اجتماعات ناقشت خلالها المنجزات الإبداعية لثلاثة وعشرين روائيا وروائية من مختلف الأقطار العربية, وكان معيارها هو القيمة الفنية لأعمال المرشحين وعمقها الجمالي والإنساني, ومقدار اسهامها في تطوير موضوعات الرواية العربية وأشكالها, مشيرا الي أنه بعد مداولات مستفيضة وخمس جولات اقتراع سرية استقر الرأي بالإجماع علي منح الجائزة للروائي الليبي ابراهيم الكوني. وأشار حديدي الي أن لجنة التحكيم تمنت انشغال الكوني بتطوير مشروع روائي طموح وأصيل, يبدأ باستنطاق فضاءات الصحراء في شتي عناصرها الطبيعية والفكرية والروحية والأسطورية. وكان المؤتمر الذي يعد بداية عام من الاحتفاء الروائي بمئوية ميلاد نجيب محفوظ قد ناقش143 بحثا في مختلف المحاور المتعلقة بالرواية وإن كانت الأبحاث في معظمها قد غض الطرف عن شعار الرواية العربية.. الي أين؟ وهو سؤال يبحث عن مستقبلها والأفق الذي تتطلع الي التحليق فيه بأدوات وتقنيات جديدة تتناسب مع عصر الإنترنت والكتابة الالكترونية التي استبدلت بذاكرتها الورقية ذاكرة كمبيوترية لا يمكن بأي حال أن تغني الكاتب عن معانقة حروفه وعواطفه للورق, وإن كانت تفيد في حالة قلة من الكتاب من ثنائي اللغة أو مزدوجي الهوية. وقد شهدت دار الأوبرا بعد جلسة الافتتاح جلسة علمية واحدة عقدت بالمسرح الصغير ودارت حول آفاق التجريب الروائي والرواية ورهانات المستقبل ثم انتقلت الجلسات الي قاعات المجلس الأعلي للثقافة حيث دارت ثلاث جلسات في وقت واحد مما يصعب علي الراغب في حضور جلسة أن يتابع الأخري خاصة أن هناك زخما من الأبحاث التي ربما تكون متشابهة في مجال الحكي أو السرد النقدي إن جاز التعبير للأعمال الإبداعية, وليس بعيدا أن تكون متشابهة مع ما طرحته مؤتمرات سابقة خاصة أن الاسماء متشابهة أيضا وكأنها هي هي في كل المؤتمرات. ومن ثم يصعب علي المتابع أن يتواصل مع39 جلسة بحثية فضلا عن6 موائد مستديرة تتشابه عناوينها مع ما تطرحه الجلسات العلمية. وإذا نظرنا في الأوراق البحثية نجد عددا قليلا من الباحثين قد التزم بشعار المؤتمر وراح يرقب مستقبل الرواية فيما غرق الآخرون في البحث خلفا أو كانوا محلك سر في الوقت الذي يدعون الي هجرة الماضي والانفتاح أو الانفلات من أجل التقدم! حيث لم تكن الأبحاث المتعلقة بمستقبل الرواية وتكنولوجيا العصر تتجاوز16 بحثا من143 بحثا بالإضافة الي مائدة مستديرة واحدة من ست موائد كانت عن آفاق المستقبل الروائي! حيث يطرح بان حميد الراوي سؤالا عن أثر التطور التكنولوجي علي الأدب عامة والرواية تحديدا ويقول في ورقته البحثية ان المرحلة الأخيرة تمر بنقلة نوعية في عالم الكتابة الأدبية وبعد ظهور الحاسوب والوسائط المتعددة قد اتاح للمبدع المجال في الخيال الابداعي الروائي وفق ما يتلاءم مع روح العصر. ويرصد عبد الرحيم الكردي في ورقته البحثية تطور نصوص الروائية المكتوبة باللغة العربية المتوقع استمراره مستقبلا وعلاقته بثورة وسائل الاتصال الحديثة فضلا عن رصد أنماط العلاقة بين التحولات التي حدثت بين هذه الوسائل وبين الفنون في الماضي, وهي مازالت تحدث الآن, من حيث النوع والاتجاه والكثافة.