حبست ايطاليا أنفاسها بعد نجاة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني من تصويتين بحجب الثقه من حكومته امام مجلسي الشيوخ والنواب امس في اقتراع وصف' بحد السكين'. واستبق بيرلسكوني جلستي المجلسين بالاعراب عن ثقته في النصر لدي وصوله إلي مقر البرلمان, رافضا بشكل قاطع مطالبات المعارضة له بتقديم استقالته. وكما هو متوقع, نجا رئيس الوزراء الايطالي بسهولة من تصويت علي سحب الثقة في مجلس الشيوخ حيث حصل برلسكوني علي 162صوتا مقابل 135صوتوا ضده فيما امتنعت كتلة جيان فرانكو فيني رئيس مجلس النواب وحليف رئيس الوزراء السابق بمجلس الشيوخ البالغ عددها 10 أعضاء عن التصويت. فيما نجا بفارق ضئيل امام مجلس النواب الايطالي البالغ عدد مقاعده 630 مقعدا في جلسة عاصفة اعلن خلالها بيير لويجي بيرساني زعيم المعارضة أن ايطاليا تعبت وتحتاج إلي التغيير. وشن أنطونيو دي بيترو النائب بالبرلمان الايطالي وزعيم حزب ايطاليا اليساري هجوما حادا ضد سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء في كلمته أمام الجلسة وصفه ب' طريد العدالة', مما دفع بيرلسكوني إلي مغادرة القاعة وسط تصفيق من نواب حزبه الذين خرج غالبيتهم معه. و وصف دي بيترو رئيس الوزراء بأنه' امبراطور من ورق' يرغب أن يكون رئيسا للعالم. و أشار مستنكرا في كلمته إلي' طبيعة' علاقات بيرلسكوني بليبيا وروسيا.وقد نفي بيرلسكوني أي نية لديه في التنحي عن منصبه. وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت حالة من الاضطراب السياسي, حيث حاول فيني إيجاد مخرج للمأزق السياسي الذي تعيشه البلاد, وقدم عرضا يقضي بتخلي بيرلسكوني عن منصبه قبل بدء الاقتراع بالثقة المقرر في مجلس النواب, و في المقابل يتعهد فيني باعادة تنصيب بيرلسكوني رئيسا للوزراء خلال 72ساعة من استقالته بشرط إعادة تشكيل الحكومة الحالية بما يحد من نفوذ حزب رابطة الشمال اليمني المتطرف المشارك في الائتلاف الحاكم. و لم تمض ساعات علي عرض فيني حتي سرت أنباء عن دفع حزب شعب الحرية الحاكم بزعامة بيرلسكوني رشي إلي نواب بالبرلمان لتغيير و لائهم الحزبي والتصويت لصالح الحكومة ما اضطر النيابة العامة بالعاصمة روما إلي فتح تحقيق حول الأمر. وقد وصف فيني قيام بضعة أشخاص من نواب المعارضة و الموالين له بتغيير ولائهم بشكل مفاجئ ب' موسم شراء اللاعبين'. وتتألف الحكومة الحالية التي أتت عقب الإنتخابات التشريعية في ربيع عام 2008من حزب شعب الحرية بقيادة برلسكوني وحزب رابطة الشمال بزعامة الوزير امبرتو بوسي. بينما يمثل الحزب الديمقراطي( يسار-الوسط) الذي يقوده بيرلويجي بيرساني أهم كتلة معارضة بالبلاد وقد قاد مظاهرة ضمت عشرات الآلاف السبت الماضي مطالبا بإستقالة برلسكوني. وقال امبرتو بوسي الحليف الأقوي لبرلسكوني إنه' لا يمكن الحكم حال الحصول علي الثقة بفارق صوت واحد', داعيا في تلك الحالة إلي العودة' لصناديق الإقتراع' وتنحي برلسكوني' حتي ولو حصلت علي الثقة', وتمثل الحكومة الحالية ثالث ولاية لبرلسكوني كرئيس للوزراء.. ومازال متمسكا' بإكمال الدورة التشريعية' التي تنتهي في ربيع 2013