السماسرة يحرمون المواطن البسيط من اطنان من اللحوم ويصدرون صغارها للخارج ويطعمون الأمهات للصقور والثعابين في ظل أزمة الحصول علي البروتين الحيواني في الفترات الاخيرة لارتفاع اسعار اللحوم نجد من يزيدون الامر صعوبة وهم سماسرة الارانب. وهي ظاهرة بدأت تطفو علي السطح مؤخرا لتضيق الخناق أكثر وأكثر علي المواطن البسيط سواء كان مستهلكا يجد في الارانب مصدرا بديلا للحوم أو شابا قد يجد في صناعة الارانب مشروعا صغيرا يقتات منه.. يقول د. طلعت مصطفي الشيخ أستاذ إنتاج الدواجن وكيل كلية الزراعة للدراسات العليا جامعة سوهاج: الباحثون في المراكز البحثية والجامعات المصرية المختلفة والتقارير الصادرة عن منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة( الفاو) تجمع علي أنه لتقليل الفجوة ما بين المتاح والمطلوب من البروتين الحيواني نحتاج لتربية حيوان مزرعي يتمتع بمواصفات خاصة كلها مجتمعة في الأرنب وهذا ما جعل الاهتمام بصناعة الأرانب في مصر يتطور بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة, وأصبحنا نسمع عن عشرات المربيين يوميا الذين ينضمون لصناع الأرانب, وبالفعل ازدهرت إنتاجية الأرانب مع ثبات نسبي تقريبا في أسعار الأرانب سواء حية أو مذبوحة, إلا أن السماسرة الذين يتاجرون بالقوت تسللوا لصناعة الأرانب وظهرت ظاهرة غريبة وعجيبة وهي أن يأتي هؤلاء السماسرة ليشترون الأرنب الرضيع من تحت أمه وهو لا يزال في فترة الرضاعة وعلي عمر20 يوم ووزنه في حدود200 جرام تقريبا وبكميات كبيره جدا إسبوعيا لتصدر إلي بعض الدول العربية لتقدم إلي الثعابين والصقور كوجبات غذائية بالإضافة لتدريب النسور والصقور علي إصطياد الفريسة. ويضيف: الخسارة الناجمة عن هذا الامر بالغة حيث أن كل1000 أرنب يشتريه هؤلاء السماسرة يحرم السوق المصري والمستهلك المصري من طن ونصف من لحوم الأرانب بعد40 يوم, كما أن منطقة الصعيد اصبحت تعاني من نقص شديد جدا من الحصول علي سلالات الارانب ولحومها وذلك نتيجة بيعها في سن صغير, و بالرغم من زيادة مزارع ومشاريع إنتاج الأرانب أكثر من25% عن العام الماضي الا ان سعر الأرانب اليوم إرتفع إلي ما يزيد عن60% عن العام الماضي وذلك لعدم توفره فالمطلوب أكثر بكثير جدا من المتاح, فتاجر الجمله أصبح يشتري كيلو الأرانب مقابل22 جنيها من المزرعة بدلا من15 جنيه في نفس الوقت من العام الماضي, كما أكد أن خسارة مربي الأرانب الذي يبيع الخلفات الصغيرة علي هذا العمر-20 يوما- خساره فادحة- ظنا منه أنها تجارة مربحة- ولكنه لو حسبها بالورقة والقلم ولم ينظر تحت أقدامه لتيقن أنه يخسر في تلك التجارة مالا يقل عن50% عما إذا إنتظر ليبيع تلك الأرانب علي وزن وعمر الذبح أي بعد40 يوما, حيث أنه يبيع الارنب الرضيع زنة200 جرام بسعر12 جنيه والارنب بعد التسمين أي بعد40 يوما يصل وزنه الي1.5 كيلو جرام ويباع بسعر33 جنيه وتكلفة التربيه11 جنيه وبذلك يكون مكسبه صافي10 جنيه هو خسرها لو انتظر بيعه بعد التسمين. وهذا الامر يعرقل انشاء المشروعات الصغيرة الخاصه بالشباب والتي تساهم في زيادة الدخل القومي وحل مشكلة البطالة والتغلب علي الفجوة الغذائية الناجمة من انفلونزا الطيور. ويطالب د. طلعت الشيخ الجهات والهيئات المسؤولة والمعنية أن تتكاتف لتمنع تلك المهذلة فورا, سواء كان وزير الزراعة, وزير الإستثمار, أو حتي النائب العام ليمنع تصدير تلك الأرانب وخروجها من الأراضي المصرية. ويؤكد د/طارق سليمان باحث مساعد بمعهد بحوث الانتاج الحيواني ان الارنب هو الحل لسد الفجوة بين المتاح والمطلوب من البروتين الحيواني وخاصة لتزايد تكاثره وقيمته الغذائية. كما انه ينشط انتاجه طول السنه الا ثلاثة شهور فقط يكون الانتاج بطيء قليلا وذلك من شهر8:5. كما اكد ان اثنين فقط من هؤلاء السماسرة- وهم اكثر من ذلك- يصدرون20 ألف أرنب رضيع في الشهر وهذا وذلك يعني حرمان المواطن والسوق من30 طن من لحوم الارانب. و تساءل لماذا هذه البلدان لا تأخذ احتياجاتها من مزارعهم لماذا يستوردونها. ان كثير من المجهود والوقت والمال بذل في سبيل تحسين هذه الصناعة فهل كل هذا من اجل ان تأكلها الصقور والثعابين, للاسف كل مابذل يتهدر الان في ظل استمرار هذه الظاهرة