حتي يكون هناك دروس مستفادة من التجربة الانتخابية لنائبات الكوتة في هذه الدورة البرلمانية كان لابد من رصد بعض المشاهد المهمة المتعلقة بهذه التجربة. كي تكون نبراسا للقائمين علي العملية الانتخابية, وايضا للمقبلات علي الترشيح في كوتة الدورة البرلمانية المقبلة بعد خمس سنوات.في البداية تعبر د. فرخندة حسن امين عام المجلس القومي للمرأة عن سعادتها بالإقبال الشديد من سيدات مصر علي الترشيح للكوتة التي بلغ اكثر من الف سيدة وتقول: لولا ثقة الرئيس مبارك ودعمه للمرأة بشكل عام وفي برنامجه الانتخابي بشكل خاص وتوجيهات السيدة سوزان مبارك كرئيس للمجلس القومي للمرأة ما كان هناك مايسمي بالكوتة في هذه الدورة الانتخابية. واسأل د. فرخندة عن سر اصرار المرأة الصعيدية بشكل عام علي المشاركة السياسية والترشيح للكوتة والمرأة القناوية بشكل خاص حيث تعد قنا المحافظة الأولي في ترتيب المحافظات في اقبال النساء علي الكوته.. قالت: هذا اسعدني لدرجة كبيرة ايضا لأن المرأة القناوية تستحق ذلك فهناك تم تسجيل اكبر عدد من النساء في الرقم القومي وايضا اكثر عدد منهن في الجداول الانتخابية وذلك من خلال جهود المجلس القومي للمرأة مع المؤسسات والأجهزة التنفيذية الأخري, كما كانت اللقاءات الشعبية للسيدة الفاضلة سوزان مبارك التي اجرتها في مختلف محافظات مصر ولقائها بالمرأة الصعيدية وجها لوجه كان له ابلغ الأثر في نفوس هؤلاء السيدات وإصرارهن علي المشاركة والترشيح للكوتة. وقالت ان برنامج التأهيل السياسي لدينا في المجلس القومي للمرأة مستمر وليس موسميا وبدءا من الشهر القادم سيستأنف المجلس برنامجه في التأهيل السياسي, والذي توقف فقط خلال فترة الانتخابات, وكنا قد بدأناه منذ حوالي4 سنوات بعد الانتخابات مباشرة وذلك عندما اكتشفنا أن مشكلة ضعف التمثيل النسائي في البرلمان اهم اسبابها هو عدم وجود كوادر نسائية مؤهلة سياسيا تستطيع أن تخوض تجربة الانتخابات, ولذا قمنا بعمل هذا البرنامج.. سألتها: وما دور المجلس القومي للمرأة بعد الكوته للدورة الحالية ؟ قالت: المجلس سيستمر في مجهوداته فبجانب برنامج التأهيل السياسي للمرأة هناك برنامج آخر كنا قد بدأناه منذ ثلاث سنوات وهو برنامج تعزيز قدرات المرأة البرلمانية وسيظل قائما بصفة مستمرة لدعم المرأة المصرية ومساندتها سياسيا. وتؤكد د. فاطمة الزهراء صالح مدرس الإذاعة والتليفزيون بقسم الإعلام بآداب قنا أن التطور الحياتي للمرأة الصعيدية جاء نتيجة الحرص علي التعليم فالبنت اكثر جدية من الولد هنا في الصعيد في الحصول علي المعلومات والدراسة, وعلي سبيل المثال لدينا في كلية الآداب بقسم الإعلام منذ عشر سنوات الاولي علي الدفعة بنت ويتم تعينها معيدة بالطبع ولم يعين معيد رجل منذ تلك الفترة, وهذه دلالة علي ان المجتمع الصعيدي تغير, وانعكس التعليم علي كل شيء فيه فلم يعد الأب يصر علي زواج ابنته مثلا من ابن عمها واصبحت البنت وتختار شريك حياتها ولها عملها المستقل كطبيبة وصيدلانية واستاذة جامعية وغيرها من المهن التي اثبتت فيها جدارتها وهاهي تدخل معترك السياسة وتصر علي النجاح فيه.. اما عن المشهد الانتخابي للمرأة القناوية فتقول استاذة الإعلام بقنا ان السيدات هناك قدمن انفسهن بشكل جيد في الشارع الانتخابي, ولم يستغربه الناس, وهن تحصن بالجرأة والحنكة الشديدة, وإن كانت هناك بعض الشائعات التي طالت البعض منهن ولكن طالما المرأة اصبحت شخصية اجتماعية فعليها أن تتحمل كل شيء وتقبل كل معطيات هذا العمل الذي اقبلت عليه بمحض إرادتها. وتطالب بنت قنا من نائبات الكوتة عن المحافظة أن يصرخن تحت قبة البرلمان ويطالبن بالمزيد من الاستثمارات علي ارض الصعيد الشاسعة وتتمني ان ينجحن فيما فشل فيه النواب الرجال في تحقيق ذلك وان تدخل نائبة قنا بأجندة خاصة بمحافظتها بها قائمة الأولويات التي تعرضها في هذه الدورة. وعندما سألت د. محبات ابو عميرة عميدة كلية البنات للعلوم والآداب والتربية بجامعة عين شمس وأمينة المرأة في الحزب الوطني عن العاصمة عن تراجع المرأة في القاهرة بعض الشيء في الإقبال علي الكوتة حيث تقدمت عنها بالترتيب التنازلي حسب رصد للمجلس القومي للمرأة محافظات قنا الأولي في عدد المرشحات للكوتة وتليها الجيزة ثم اسوان, والإسكندرية, وبورسعيد ثم الدقهلية فالقليوبية ثم الأقصر ثم البحر الأحمر ثم جنوبسيناء, وهكذا, وذلك حسب عدد سكان المحافظة بالنسبة للمتقدمات للترشيح...قالت ان هذا يرجع إلي تخوف الكثيرات من النساء من اي تجاوزات تحدث اثناء العملية الانتخابية, من عنف وبلطجة وتكاليف باهظة للدعاية الانتخابية مما يحتاج منا في الفترة المقبلة العمل علي تغيير هذه الثقافة المجتمعية مما يتطلب منا المزيد من الجهود في المجلس القومي للمرأة لتغيير تلك الموروثات. وتشير د. محبات إلي أن هناك بعض الناخبات كن يعتقدن أن مرشحة الفئات في الكوته تنافس مقعد الفئات في المقاعد العامة, مما تسبب في حدوث نسبة من الاصوات الباطلة وإن كانت صغيرة ولكن يجب مراعاة تكثيف وعي الناخبات في الكوتة المقبلة. وترصد أمينة المرأة بالعاصمة نقطة مهمة وهي إرهاق المرشحة في الكوتة في العملية الدعائية لها علي مستوي المحافظة, والتي تتكون من العديد من الدوائر الواسعة مما ادي إلي ان تنفق المرأة نفقات اكثر من الرجل المرشح في الدوائر العامة, وإن كنت أري أن هذه الدوائر الواسعة تعلي من قيمة المرأة وقدرتها علي العمل البرلماني, ولكن يجب تدارك ذلك ايضا في الكوته المقبلة. وأسأل د. محبات: وكيف ستتواصل نائبة الكوته مع ابناء محافظة بأكملها؟.. قالت: اقترح ان يكون لكل نائبة مقر في كل دائرة من المحافظة التي تمثلها, بحيث عندما يحتاجها الناس يذهبون إليها في مقرها, وبذلك تتواصل مع الجماهير.. ولا مانع ايضا ان تحضر بعض الاجتماعات التنظيمية لأمانة المرأة بالمحافظة مع أمينات المرأة بالاقسام والوحدات الحزبية, حيث يحملن مشاكل الجماهير لأمانة المرأة بالمحافظة, وبالتالي يصبح هناك تواصل مع كل الاطراف, وعلي سبيل المثال امانة المرأة بالعاصمة تعقد اجتماعا تنظيميا الأربعاء الاخير من كل شهر لتنفيذ خطة العمل. وتؤكد سعاد عبدالحميد امينة المرأة المركزية بالحزب الناصري وعضو اللجنة السياسية بالمجلس القومي للمرأة ايضا عدم التكافؤ في الصرف علي الدعاية الانتخابية للرجل المرشح في دائرة عامة مع الدعاية الانتخابية لمرشحة الكوتة والتي توارث بسببها ولم تظهر بالشكل الكافي لأن مرشحة الكوتة امكاناتها المادية لم تسمح لها بالتأكيد بمجاراة دعاية المرشح الرجل في الدائرة العامة, ولذا يجب أخذ اسلوب الدعاية الملائم في الاعتبار في الكوته المقبلة. بينما يقول حسين عبدالرازق الكاتب الصحفي وعضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع ان اضافة46 مقعدا مخصصا للمرأة كان المفروض أن يحدث تغييرا نوعيا في مجلس الشعب, علي أساس أن وجود هذا العدد الكبير من النساء سيضيف إلي البرلمان المصري الكثير من الاهتمام بقضايا لا تتعلق فقط بالمرأة والأسرة ولكن قضايا أخري المرأة المصرية اكثر احساسا بها وإدراكا لها, ولكن المشكلة ان غياب المعارضة ككل عن البرلمان إضافة الي طبيعة الدوائر المخصصة لكوتة المرأة, فكل دائرة عبارة عن محافظة كاملة وبالتالي لم يستطع أن تخوض انتخابات علي مقاعد المرأة إلا السيدات اللاتي يمتلكن امكانات مالية واسعة للغاية او يستندن الي دعم اجهزة الدولة, وبالتالي فغالبية النساء اللاتي سيوجدن في البرلمان المقبل هن ممن نطلق عليهن الهوانم. واسأل عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع واين دور الحزب في مساندة المرأة السياسية؟ قال: حزب التجمع هو الحزب الوحيد الذي اقام جناحا خاصا للمرأة المسمي اتحاد النساء التقدمي منذ تأسيس الحزب في بداية الثمانينيات بعد التأسيس عام6791, وكانت ترأسة أمينه شفيق ثم رأسته فريدة النقاش وحاليا فتحية العسال.. وتقدم الحزب بالفعل بتسع سيدات للكوتة. ويتوقف د. مرزوق عبدالحكم العادلي استاذ الصحافة والاعلام بجامعة سوهاج وامين إعلام الحزب الوطني بسوهاج عند الإقبال الشديد من النساء علي الترشيح للكوتة, ويعتبرها من سلبيات الكوتة, مبررا ذلك بأن هذا الإقبال الشديد من المرأة بمختلف فئاتها وشرائحها مثقفة وغير مثقفة يؤثر في تفتيت الأصوات ويجعلنا لا نركز علي اختيار المرشحة المثقفة والمتمكنة أكاديميا وسياسيا واقتصاديا التي تثري المجتمع والمرأة علي وجه الخصوص, اي بمعني انه يجب ألا يتقدم لهذا المنصب البرلماني الرفيع إلا من تتوافر فيها المقومات الخاصة بالبرلمان والتي تتمثل في الخبرة السياسية والثقافة العالية جدا وتقبلها لخدمة الاهالي والسمعة الطيبة بين الجماهير والعمل الوطني والإحاطة بالقضايا الخارجية والداخلية والإلمام بالقوانين والتشريعات التي تنظم حياة المرأة داخل المجتمع. أما د. جهاد عودة استاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان يشير الي ما صدر من بعض المرشحات من اشكال العنف كالبلطجة بين بعضهن وبين انصارهن ويقول لم أكن اتوقع ان يحدث ذلك في دوائر المرأة, ولذا يجب التدقيق في النساء المتقدمات للترشيح في الكوته المقبلة لأننا نريد نموذجا مبشرا قادرا علي الأداء العام المختلف, وذلك يتأتي بالتدريب المكثف وعمل دورات مستمرة لمن تريد اقتحام العمل البرلماني. ويستطرد استاذ العلوم السياسية قائلا استوقفني ايضا الشائعات التي انطلقت من البعض ضد الاخرين وهذا بالطبع وارد في كل الانتخابات, ولكن بالنسبة للمرأة بالذات المرشحة تكون المسألة صعبة ومهينة بعض الشيء, وهذه المسألة ممكن تداركها مع الممارسة للمرأة في العمل السياسي. وأسأل د. جهاد عودة ما الفرق بين الكوتة الحالية وكوتة انتخابات9791 ؟.. قال الكوتة السابقة لم تحدث في إطار نهضة نسائية ومنظور تنويري عال مثل الحالية كما كانت تفتقد المؤسسية والتي هي اساس كوتة انتخابات.0102