فى الوقت الذى تسببت فيه البرقيات الدبلوماسية الأمريكية السرية التى سربها موقع ويكيليكس فى إحراج الكثير من حكومات العالم فى الأيام الماضية، إلا أن البرقيات الجديدة تتجه للكشف عن خبايا أنشطة المؤسسات المالية والاقتصادية البارزة. وذلك حول العالم مما ينذر بتهديدات جديدة للاقتصاد العالمى، فقد كشفت أحدث البرقيات الأمريكية المسربة عن أن شركة رويال داتش شل النفطية اخترقت الوزارات الرئيسية في نيجيريا وهو ما مكنها من معرفة كل تحركات السياسيين في البلد الإفريقي الغني بالنفط. وتشير البرقيات إلي أن آن بيكارد الرئيسة التنفيذية لشل في نيجيريا أبلغت دبلوماسيين امريكيين في ابوجا في اكتوبر 2009 أن الشركة حصلت علي معلومات سرية, بما في ذلك رسالة تفيد بأن نيجيريا دعت الصين لتقديم عروض لامتيازات نفطية. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن السفير الامريكي روبن ريني ساندرز قوله في برقية الي واشنطن بيكارد قالت إن حكومة نيجيريا تناست أن شل وضعت أناسا لها في كل الوزارات ذات الصلة, وبالتالي فإن شل علي علم بكل شيء يجري في تلك الوزارات. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه برقية دبلوماسية أمريكية يعود تاريخها إلي عام 2008عن أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني خشي أن يهاجم الزعيم الليبي معمر القذافي طائرته بسبب خلافهما حول الخطط الخاصة بالتكامل الإفريقي. واختلف الزعيمان بشأن رؤية القذافي الخاصة بالولاياتالمتحدة الإفريقية. وكتب دبلوماسي امريكي في برقية بتاريخ يونيو 2008حصل عليها موقع ويكيليكس لاحظ موسيفيني ان التوتر مع القذافي يتزايد, ونتيجة لهذا يخشي أن يهاجم القذافي طائرته أثناء تحليقها في المجال الجوي الدولي. وطلب موسيفيني التنسيق( بين الولاياتالمتحدة وأوغندا) لتزويده بمعلومات إضافية من الرادار حين تحلق طائرته فوق المياه الدولية. وعرضت البرقية تفاصيل اجتماع عقد في الولاياتالمتحدة بين موسيفيني وجينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية آنذاك. وأثار القذافي حفيظة بعض الزعماء الآخرين في اجتماعات قمة الاتحاد الافريقي بخطته الخاصة بتوحيد القارة سياسيا واقتصاديا تحت قيادة رئيس واحد. ويقول بعض معارضي الخطة إن الزعيم الليبي- الذي كان داعية للوحدة العربية- يريد المنصب الرئاسي المحتمل لنفسه. ويصف آخرون الخطة بأنها مؤامرة لنشر الإسلام. ووقع تشابك بالأيدي بين حراس القذافي وحراس موسيفيني مع وصول الزعيمين لافتتاح قمة الاتحاد الافريقي في كمبالا في يوليو من العام نفسه. وفي وقت لاحق تجادل الزعيمان علي مرأي ومسمع من المندوبين والصحفيين.وذكرت البرقية أن موسيفيني قال إن القذافي مشكلة للقارة ويرهب الدول الصغيرة في غرب إفريقيا ويمنعها من المعارضة العلنية لخططه وينال تأييدها بالرشي. كما أظهرت الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني أن الولاياتالمتحدة ضغطت علي ألمانيا لمنع اعتقال عملاء الاستخبارات الأمريكية( سي آي إيه) المطلوبين في قضية خالد المصري- وهو مواطن ألماني يقول إنه اعتقل خطأ للاشتباه في أنه إرهابي وعذب علي يد مسئولين في الاستخبارات الأمريكية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن جون كوينج الدبلوماسي الأمريكي في السفارة ببرلين حذر الحكومة الألمانية من التصرف وفقا لمذكرات اعتقال بحق 13عميلا ل(سي آي إيه) مشتبها بهم. وأضافت الصحيفة أنه دعا المسئولين الألمان للتفكير مليا في كل خطوة وآثار ذلك علي العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وعلي صعيد آخر, ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية( بي.بي.سي) ووسائل إعلام أخري أن مجهولين- ينتمون لجماعة أنونيموس- اخترقوا الموقع الالكتروني لشركة ماستر كارد لبطاقات الائتمان ردا علي ما يبدو علي وقفها التبرعات لموقع ويكيليكس. ولم يتسن الحصول علي رد فوري من ماستر كارد في حين توقف موقع الشركة الالكتروني عن العمل.