في مناخ الفتن التي حذر الله منها في قرآنه الكريم: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وهو ما يعني ان تأثيرها وأثرها في المجتمع لا يقع ضرره علي من يثيرون هذه الفتن وحدهم بل يتعداهم الي غيرهم من أبناء الوطن, لذا فهي جرم منظم في نظر الاسلام والعقلاء من البشر. في مثل هذا المناخ نعتصم بسماحة نبي الأمة محمد صلي الله عليه وسلم وهو القدوة والمثل الأعلي لنا ولمن يحملون في قلوبهم وضمائرهم وفكرهم الصدق والعدل في الحكم علي الآخر, فقد كان صلي الله عليه وسلم متسامحا لأبعد الحدود, ولم يغضب علي أحد أو من أحد إلا من أجل هدايته وفي عهده تنوعت خطايا وأخطاء المنافقين في المدينة ومع وضوح ذلك له فقد تجاوز عنهم وصفح أملا في هدايتهم, بل إنه صلي الله عليه وسلم كلما هم عمر بن الخطاب بقتل منافق كان عليه الصلاة والسلام يبادره ناهيا في رحمة بهم وفي تحذير له: لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه وقد استغفر صلي الله عليه وسلم لرأس المنافقين ابن سلول ويظهر عمر مرة أخري في هذا الموقف وتكثر استغفار النبي لرأس النفاق والقيام علي قبره ولكنه صلي الله عليه وسلم كان يردد: لو اني أعلم انني لو زدت علي السبعين ليغفر الله له لزدت, وأعطي ابنه قميصه ليكفن فيه. وقد امتدت ايدي اليهود الي النبي بالسم فعفا ولم يعاقب.. وذات مرة كان صلي الله عليه وسلم في موقف دفاع عن العقيدة والوطن فاذا برجل من الاعداء يواجه بالسيف يريد ان ينال منه وخاطبه بقوله: من يمنعك مني؟ فتلي النبي الله فسقط السيف باسم الله من يد الرجل فتناوله النبي وقال للرجل: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ. فقال النبي صلي الله عليه وسلم:قل اشهد ان لا إله إلا الله واني رسول الله فقال الرجل: لا.. غير اني لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك.. فعفا النبي عنه وتسامح ثم أتي الرجل وقال لهم: جئتكم من عند خير الناس وكان الرجل بذلك لسان صدق يتحدث بحسن اخلاق محمد صلي الله عليه وسلم وتسامحه. مجرد أمثلة من عفو وتسامح نبي الانسانية صلي الله عليه وسلم.. ينبغي ان نعتصم بها في كل أحوالنا وفي أوقات الفتن ماظهر منها وما بطن ونطبقها في حياتنا لينعم أبناء الوطن جميعا بحق المواطنة والأمن والأمان.