نفرتيتى المغلوب على أمرها.. استدعى مهرجان القاهرة السينمائى نفرتارى ليتخذها شعارا له.. باعتبارها افضل من يكون معبرا اومرادفا لكلمة مصر.. وليخاطب العالم من خلالها فتم دعوة كل العالم الى القاهرة لنرى مصر فى عيونهم.. وهم فى عيون مصر (نفرتارى).. وتأكيدا لذلك قال منظمو المهرجان إن اختيار الملكة نفرتيتي يؤكد على العنوان الرئيسي للدورة "مصر في عيون سينما العالم"، الذي يقام لها قسم خاص يعرض من خلاله 18 فيلما من مختلف دول العالم، تدور أحداثها على أرض مصر أو تتناول شخصيات تاريخية مصرية. . لكن توارى هذا الكلام تماما بعد ان تسربت امرأة مجهولة وتستولى على زى نفرتيتى لتحل محلها فى شعار المهرجان، فقد رأى احدهم ان المرأة المجهولة، هى أفضل من يعبر عن مصر من نفرتيتى، شخص خانه الذكاء، فالأجانب يعشقون التفاصيل الدقيقة لوجه نفرتارى، يحفظونه عن وجه قلب، ويرون مصر فيها.. ولن يروها فى وجه هذه الكومبارس التى لا تعبر الا عن نفسها وعن من اختارها.. كانت إدارة المهرجان صائبة باختيارها وجه نفرتارى، لكن خانها التوفيق والصواب والحكمة باللجوء الى البديل الأضعف، وأنا على يقين ان هذا الإنقلاب على نفرتيتى لم تشارك فيه دينامو المهرجان سهير عبدالقادر، لكن اكيد احد الجهابذة الذى راح يفكر ويفكر ويفكر.. ويا ليته ما فكر.. تلطمت نفرتارى وألقى بها على الرصيف ليعثر عليها المذيع المجتهد احمد عبدالعزيز ويقدمها على شاشة الفراعين، وقد تحولت شعارا ليس للمهرجان ولكن للشيشة وتم غرس حجر الشيشة فوق رأسها بينما اخترق الخرطوم جانبا من هذه الرأس.. نوع من تشجيع السياحة.. يقبل السياح على الشيشة ولا يمنع ان تحمل شكلا مصريا لزيادة الترويج، لم يجد أصحاب محال بيع الشيشة افضل من نفرتيتى لتكون رمزا لمصر.. يدركون مدى هيام السياح بنفرتارى، وهو الشيئ الذى افتقده أصحاب مهرجان القاهرة، تخلصوا من صاحبة الوجه المصرى الفريد، واستبدلوها بموديل وما اكثرهن. *** يبدو أن تعبير السينما النظيفة سيظل يطارد الفنانين.. وأصبح هذا السؤال الممل يطرح فى كل لقاء مع أى فنان سؤال مثير للاشمئزاز ويعبر عن تفكير متخلف.. التليفزيون الروسى استضاف الفنانة لبلبة وسألها نفس السؤال.. وهى صاحبة مشوار يمتد لأكثر من 50 عاما فى السينما.. السينما هى تعبير عن أحاسيس الناس.. تعبير عن سلوكيات البشر بحلوها ومرها.. قالتها لبلبة بحرقة: السينما نظيفة وهاتفضل نظيفة. *** صورة المرأة فى الفضائيات.. ناقشتها قناة فرنسا 24 وإذاعة مونتكارلو الدولية، أن عرض صور العنف ضد المرأة يؤثر سلبا على النشئ، يبدأ مكافحة العنف ضد المرأة من العقل وليس بالعاطفة والتعاطف، مطلوب تغيير الفكر تجاه المرأة.. ومن ضيوف الحلقة سميرة ابراهيم المذيعة بتليفزيون أبو ظبى التى تشير إلى رأى مغاير تماما هو أهمية عرض الصور العنيفة لإخافة بعض الناس، لأن العنف ضد المرأة من الموضوعات الخافية، وفى فرنسا قال رئيس وزرائها، أن العنف ضد المرأة قضية قومية، فقد زاد العنف ضدها، ليس فقط العنف الجسدى ولكن أيضا العنف النفسى، لكن علينا ان نتذكر ان وسائل الإعلام ليست جمعيات خيرية، فهى تبث برامج تهتم بالمرأة وفى نفس الوقت تستغل المرأة للإعلان عن سلعة ما، هذا استغلال للمرأة، بالإضافة إلى تسويق العنف ضد المرأة فى الدراما التى تشير إلى ان الرجولة دائما تتحقق على حساب ضعف المرأة!! *** "من الجحيم إلى الإرهابى هناك صداقة طويلة" جملة كتبها الفنان عادل إمام على ورقة بعشرين جنيه وأهداها لشيرين الممثلة التى شاركته العديد من أفلامه، ان تلك الأفلام ومسرحية "المتزوجون" أبقوا شيرين فى ذاكرة الجمهور، وان كانت تشكو ضعف ذاكرة التليفزيون، الذى ينسى او يتناسى عدد كبير من الفنانين، مع إهمال إعادة عرض الأعمال التى قدمتها وغيرها من الفنانين فى سنوات مضت، لكن كان الألم أكبر عندما قالت لها مذيعة قناة دبى: "أنت من الفنانين اللى قاعدين فى بيوتهم"، ردت شيرين بجملة فلسفية دارت خلفها كثير من المشاعر "قد تكبر الفقاعة ولكن لا بد وان تنفجر".. ونحن لا نريد هذه النهاية المأساوية لفنانينا.. ولكنها كلمات تخرج عادة من فنانين ابتعدت عنهم الأضواء.