رسالة طهران: أحمد عاطف مساء اليوم تنتهي الدورة السابعة والعشرين من مهرجان طهران للفيلم القصير بإيران, وقد أسعدني الحظ لأكون أحد أعضاء لجنة تحكيم هذا المهرجان الذي عرض في مسابقاته المختلفة نحو مائة فيلم في فئاته الأربع: التسجيلي والروائي القصير والتحريك والأفلام التجريبية, وقد كانت تلك الرحلة هي رحلة المفاجآت لي بكل المقاييس فإيران هي سر مغلق للكثيرين في العالم. ومنذ اللحظة الأولي وجدت ادارة المهرجان تبذل جهدا كبيرا لتسهل اكتشاف ايران للجنة التحكيم بدون حواجز خاصة وأن اللجنة ضمت سينمائيين كبارا وعلي رأسهم المخرج والكاتب الأمريكي الشهير داني شكتر ومن أشهر أفلامه( أسلحة الاحباط الشامل عن أكاذيب وسائل الاعلام الأمريكية في موضوع احتلال العراق, وضمت ايضا المخرج الاسترالي وين كولز جانيسا والأكاديمي الألماني هانز شليجل الذي كان من أهم مسئولي مهرجان برلين سابقا ومن أهم مؤلفي الكتب السينمائية الألمانية, وأيضا المنتج الكوبي خورخي عمر نائب رئيس التليفزيون الكوبي ومن إيران المخرج الشهير شهريان بحراني الذي يعرض له الآن بإيران بنجاح ضخم فيلمه عن النبي سليمان وأخيرا محمد عباسيان مدير شركة توزيع الأفلام الإيرانية. خضنا ومعنا المخرج العربي الكبير عباس أرناؤوط رئيس جائزتي أفضل فيلم آسيوي وإسلامي رحلتين جميلتين الأولي لاكتشاف المبدع والملهم والمؤثر في أفلام المسابقة والثانية لاكتشاف طهران خاصة وطبيعة الحياة في إيران بشكل عام بعد ثلاثين عاما من الثورة لانستطيع أن نقول إن الايرانيين منغلقون فالمائة وست وعشرون قناة تليفزيونية التي تصدر من إيران بها أفلام أمريكية ومن هو ممنوع منها موجود في السوق السوداء هناك التي تجد بها بسهولة كل شيء وأي شيء عن حق. حتي المهرجان الذي نحضره فهو في الدورة السابعة والعشرين له ومهرجان فجر الذي يقام بشهر فبراير وهو المهرجان الأكبر في إيران فسوف يحتفل بدورته التاسعة والعشرين. أي ان الثورة الإسلامية هي التي أنشأت المهرجانين وهي التي صنعت النهضة السينمائية الكبيرة بإيرن, حيث لايخلو مهرجان دولي كبير من فيلم إيراني هام وأصبح المخرجون الإيرانيون مصنفين من أهم مخرجي العالم. ولهذا فقد امتلأت القاعات الكبري الثلاثة بسينما فلسطين مقر عروض المهرجان بالجمهور من كل الأعمار, وكان من أهم أفلام المهرجان الألماني( رحلة بلا عودة) المستوحي من قصة حقيقية للاجئ سياسي سوداني تم ترحيله بالقوة رغم عنه من ألمانيا رغما أنه لم يرتكب أي جرم وتم معاملته بعنف الي درجة قتله في الطائرة من البوليس بسبب صراخه انه لايريد العودة للسودان, ومن أجمل أفلام الرسوم المتحركة البولندي كينما توجراف عن المخترع الفرنسي لوي لو ميير وهو يخترع السينما وينسي مرض زوجته بالسل وتموت بين يديه بسبب عدم مسارعته لعلاجها. أما مالفت الأنظار فهو الفيلم الفرنسي مرض الحرب الذي يقدم لقطات مجمعة تظهر الخمس دول الكبري التي تنتج السلاح للعالم وتصدره للآخرين وتتسبب في الحرب وعلي رأسها أمريكا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا رغم أنها نفسها كانت في طليعة من وقعوا عام 1984علي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ورغم ان ماأعجبني شخصيا كانت الأفلام ذات المنحني السياسي لكن الغالب في المهرجان كانت الأفلام ذات الطابع الانساني أو التجريبي واللافت للنظر غلبة الأفلام الأوروبية في المسابقة وعدم وجود أي أفلام عربية أو خليجية أو حتي من جنوب شرق آسيا, أما السينما الإيرانية وتأثيرها علي الشعب هناك فلها حديث آخر.