ملحق الصعيد يضع نماذج من مشكلات الصعيد المزمنة أمام نوابه الجدد المنتظر انتخابهم يوم الأحد المقبل بهدف تحفيزهم علي السعي لحل تلك المشكلات والقضاء عليها ليس فقط لخدمة أبناء دوائرهم. وبلداتهم ومحافظاتهم ولكن أيضا لأن حل تلك المشكلات هو العصاة السحرية لتحويل صناديق المشكلات المغلقة لسنوات في الصعيد إلي صناديق انتخابية ممتلئة بالأصوات التي تعطي ثقتها لهذا المرشح أو ذاك لكونهم القادرين علي حل تلك المشكلات والتعامل مع تبعاتها. حتي العشوائيات حظوظ فنحن جميعا نتحدث عن عشوائيات القاهرة وعن ضرورة تطويرها وننسي أو نتناسي أنها ظاهرة مصرية وليست قاهرية فقط.. ففي كل محافظة ولكل محافظة عشوائياتها مثل عشوائيات محافظة بني سويف التي رصدتها دراسة ميدانية قامت بها الدكتورة علية حسين أستاذ الأنثربولوجيا بكلية الآداب جامعة بني سويف حول أنماط وأسباب ظهور العشوائيات, كشفت الدراسة عن أن هناك أكثر من500 منطقة عشوائية علي مستوي الجمهورية وقالت الباحثة إن سبب انتشار العشوائيات يرجع إلي عدة أسباب أولها هجرة السكان من الريف إلي المدينة في غياب تام من الحكومات المتعاقبة التي أهملت الريف المصري وجاء تركيز البحث الميداني علي المحافظات الفقيرة, وبالتحديد محافظة بني سويف لافتة إلي أن هذه المشكلة مركبة نتيجة لتداخل ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية فيها. واخطر ماكشفته الدراسة التي اعتمدت بجانب بحثها الميداني التقرير الرسمي للجهازالمركزي أن معظم سكان بني سويف محرومون من الخدمات الأساسية كالمسكن الآدمي الذي يحفظ للمواطن كرامته, فضلا عن عدم وجود خدمة صحية متوافرة وكوب مياه خاصة في مناطق مثل عزب الصفيح وبلبل والأزهري من أهم المناطق العشوائية التي تعد امتدادا للمناطق المحرومة داخل مدينة بني سويف نفسها, والمثير في الامر انها لا تبعد عن ديوان عام محافظة بني سويف بأكثر من300 متر ومساحتها2121 مترا مربعا ويسكنها اكثر من175 ألف مواطن, وقد اكد البحث أن أغلبها عبارة عن أكواخ من الطوب اللبن والأحجار حتي الآن: وقالت إن معظم النازحين لهذه المناطق قد مضي علي إقامتهم أكثر من40 إلي60 عاما, كاشفة عن أن هذه الشريحة من غير الملمين بالقراءة والكتابة إلي جانب طبقة الحرفيين والعربجية بنوعيها,و عمال اليومية والأرزقية. وأشارت الدكتورة علية في دراستها إلي أن مساكن عزبة الصفيح عبارة عن صفوف متلاصقة لا يفصل بينها أي فراغات وعرض شوارعها لا يتعدي نصف المتر!, ويغلب عليها طابع الانحناءات والالتواء, وأشهرها منطقة شق الثعبان, وبطن الزير, وأم نعناعة. وقالت إن هذه المنازل إما بالخشب أو مادة الإسبستس أو الغاب, موضحة أن نسبة كبيرة من المقيمين بهذه المناطق يشتركون في حجرات منفصلة ودورات مياه مشتركة مما يترتب عليه العديد من المشاكل, بالإضافة الي عدم وجود صرف صحي, حيث يعتمدون علي الخزانات الطرنشات التي يتم نزحها كل شهر. ولفتت الباحثة إلي أن من أهم مظاهر التلوث في هذه المناطق عملية طفح الخزانات المستمر ورشح المياه بالشوارع وانتشار أكوام القمامة وانتشار الخرابات التي أصبحت مأوي للمدمنين وتجار الموت, إلي جانب مخلفات المواشي والأغنام والحشرات الضارة والكلاب العقورة او المسعورة. ولفتت الدكتورة علية الي انتشار أمراض الحساسية والأنيميا والتهاب الكلي وأمراض الكبد والفشل الكلوي بها والتي أصبحت شائعة وملازمة لسكان هذه المناطق. وطالبت الباحثة في نهاية دراستها بضرورة تزويد المنطقة بالخدمات العامة مثل مياه الشرب والصرف الصحي وتوعية المواطنين بنظافة البيئة وصحة أبنائهم وإعادة تخطيطها علي أسس علمية ووفقا لما تنص عليه بنود ميثاق حقوق الإنسان العالمي الذي وقعت عليه مصر.