المخرج الفنان عبد الرحمن الشافعي تميز بتقديم العروض ذات الطابع الشعبي أو المستلهمة من أصول فولكلورية وكون مع الكاتب الكبير يسري الجندي ثنائيا ناجحا كما أشرف لفترة طويلة علي مسرح السامر. لذا كان من الطبيعي أن يتم اختياره كرئيس للدورة الأولي من مهرجان فنون البحر الأحمر الذي استضافته محافظة السويس واستقبل فرقا من فلسطين والسودان واليمن بالإضافة إلي الفرق المصرية من مدن القناة والصعيد وحلايب وشلاتين, ورغم إصابة الفنان عبدالرحمن الشافعي بخلع في ذراعه اثناء اجراء البروفة الأخيرة لعرض الافتتاح إلا أنه أصر علي مغادرة المستشفي ومواصلة العمل من أجل انجاح المهرجان وكان لنا معه هذا الحوار: نعد للمهرجان منذ عام بعد انتهاء الدورة السابقة التحضيرية أو التأسيسية وقد عانينا في البداية من وجود مشاكل داخلية لعدد من دول البحر الأحمر حالت دون اشتراكهم.. وكان حرصنا في المهرجان علي ابراز التنوع لفنون كل دولة. بل كمخرج لعرضي الافتتاح والختام حرصت علي أن تكون لكل فرقة من فرق القناة طابعها وخصوصيتها رغم وحدة الثقافة وتشابه الآلات وموسيقي السمسمية فتجد أن فرقة الإسماعيلية قد أدت رقصة الملاعق المعروفة بينما قدمت فرقة بورسعيد رقصات للصيد وكانت فرقة السويس للمقاومة وقد قصدت اختيار اغنية ياسويس ياعروس البحر الأحمر من تراث زكريا الحجاوي وعمرها اكثر من خمسين عاما لتكون رابطا بين فقرات مختلف الفرق المشاركة. وكنت في حفل الافتتاح احلم بتقديم موكب سير الفرق من داخل البحر كرؤية اخراجية جيدة ومبتكرة وكمتعة بصرية تربط المشاهد بموضوع المهرجان وهو فنون البحر. وقد نبه المحافظ سيف الدين جلال علي ضرورة حساب المد والجزر وحركة الرياح تأمينا للفرق وكان معه كل الحق حيث واجهتنا في ليلة الافتتاح ظروف بحرية خارجة عن إرادتنا جعلتنا نؤثر تقديم العرض علي الشاطئ الرملي مع الإحتفاظ بوجود مراكب الصيادين في البحر كخلفية لمشهد سير الفرق.. والمخرج المسرحي يجب ان يسيطر علي فراغ المكان باستخدام العناصر الفنية ولكن عندما يصبح الفراغ المكاني بحرا لايمكن السيطرة عليه كان يجب ان اتخذ قرارا سريعا بتحويل الموكب الي الشاطئ وطلبت من الفرق ان يقدموا في سيرهم رقصة ارتجالية تخص كلا منهم مثلما يحدث في الموالد وتري حركة لم يتم التدريب عليها ولكنها تعبر ببساطة وتلقائية عن صاحبها..وتشكل الحركات الفردية كتلة جمالية يظهر تأثيرها عند المشاهد. وقد نجح عبدالرحمن الشافعي في تقديم عرض جذاب ومهرجان ناجح رغم الكثير من الظروف المعاكسة.. وكان المحافظ داعما بقوة لجهود هيئة قصور الثقافة.