منتهي الظلم أن يكون نجاحك متوقفا علي مزاج وتركيز لاعبين..النجوم نعمة أو نكبة والأمر متوقف علي المدرب! ** في عيد الأضحي المبارك.. كل سنة وكل شهر وكل يوم وساعة ولحظة.. ومصر وأمتنا العربية في خير وعلي خير... يا رب قدرنا علي التقارب والتلاقي والتآخي والتراحم والتعاون.. لأجل أن تصمد أمة العرب في مواجهة ما ينتظرها... يا رب انصرنا علي نفوسنا لأجل أن نتمكن من الانتصار علي أعدائنا... يا رب.. سترك وعفوك ورضاك... ................................................... ** عندما يكون العمل.. أي عمل.. ارتباطه وثيقا بالرأي العام تكون إدارة هذا العمل أكثر صعوبة عن أي إدارة أخري... وكرة القدم أصبحت مهنة وصناعة واقتصادا والإدارة كانت ستكون سهلة فيما لو أن الكرة مهنة بعيدة عن الرأي العام مثل مئات المهن الأخري.. إلا أن!. الإدارة في مجال الرياضة عموما والكرة تحديدا بالغة الصعوبة عنها في المجالات الأخري المرتبطة بالرأي العام ولها صلة وثيقة بالشهرة!. كيف؟. الفن ونجوم الفن مثلا علي علاقة وثيقة بالرأي العام وعلي علاقة متينة بالشهرة إلا أن مختلف مجالات الفن والأدب ليس فيها مباريات وبطولات لا بد أن تنتهي بفائز ومهزوم!. التقويم في السينما وجهات نظر وليس مباراة الدنيا كلها تتفرج عليها وتنتظر من يفوز!. التقويم في كل الفنون وجهة نظر لا فائز فيه ولا مهزوم.. ولهذا الضغوط الموجودة في الرياضة عموما والكرة تحديدا بالغة الصعوبة وتحتاج إلي إدارة بالغة الدراية لأن الرياضة تختلف عن بقية المجالات التربوية!. الرياضة هي النشاط الوحيد الذي فيه منافسة لها تقويم واضح محدد ينتهي بفائز أو مهزوم ولا يوجد نشاط آخر فيه هذا الأمر, وهذه المنافسة تقام أمام الملايين وربما مليارات البشر من خلال التليفزيون وأمام عشرات الآلاف في المدرجات ودخول الجماهير طرفا يمثل عبئا وضغطا هائلا لأنهم لا يحضرون للملاعب للمشاهدة أو التشجيع وانتهينا.. إنما لهم رأي باعتبارهم من عناصر اللعبة.. وغضبهم أو فرحهم يتحول إلي رأي عام مستحيل علي أي إدارة إغفاله أو التعالي عليه... إدارة الكرة عملية بالغة الصعوبة لأنك تتعامل مع نجوم.. وإدارة النجوم والتعامل مع النجوم صعبة.. ليس لأن النجوم فوق القانون إنما لكون الشهرة والنجومية يمكن أن تلعب بالرءوس وتغير النفوس وهنا تظهر قدرة الإدارة علي حتمية امتثال الجميع للنظام والالتزام دون صدام مع النجوم وهذا يتطلب قمة الحزم وقمة الحلم... إدارة الكرة مسألة بالغة الصعوبة لأن الرأي العام طرف مستحيل تجاهله والمشكلة أن الرأي العام ليست عنده حسابات الإدارة ومحاذير الإدارة وظروف الإدارة وكل ما يهمه الانتصارات ولا شيء غيرها لذلك نجده قوة دفع هائلة وفي مرة قوة ضغط هائلة وتلك المشكلة... أنا شخصيا أشفق علي كل من يعمل مدربا في مجال الكرة لأنه من أول يوم عمل وهو في امتحان أسبوعي وليست مشكلة أن يمتحن الإنسان أسبوعيا طالما أن الأمور تبدأ وتنتهي من عنده.. أي عليه وحده يجيب عن أسئلة أي امتحان وبقدر اجتهاده واستيعابه تكون الإجابة ويكون التقدير.. لكن!. الأمر مختلف تماما في الكرة والمدرب يجتهد ويعمل وينضغط وربما ينشتم وعندما يأتي الامتحان الأسبوعي ليس هو الذي يجاوب إنما11 لاعبا يتولون هم الإجابة عنه والجحيم كله أن يكون مصيرك أسبوعيا معلقا في أقدام لاعبين!. منتهي الظلم أن يكون نجاحك من عدمه معلقا علي آخرين.. معلقا علي مزاجهم وعلي تركيزهم وعلي جهدهم وعلي حماستهم ونخوتهم... ظلم لكنه اختياري وهذه المهنة الصعبة الظالمة يتهافت بل يتصارع عليها كل من لعب الكرة ومن لم يلعب.. نعم من لم يلعب لأن هناك مدربين لم يمارسوا الكرة محترفين ومنهم من وصل إلي قمة هرم التدريب في العالم وأقصد مورينيو البرتغالي الجنسية الذي يعد أحد أفضل المدربين في العالم إن لم يكن الأفضل!. ما علينا ونعود لموضوعنا مهنة التدريب التي تنفرد عن سائر المهن بأمور كثيرة جعلتها صعبة جدا علي من يعمل بها.. وبقدر صعوبتها يجيء التهافت والصراع عليها لما فيها من إثارة وشهرة ونجومية وفلوس والذي يريد الصعب عليه ألا يصرخ من سخونته!. طالما اخترت التدريب مهنتك.. لابد أن يتسع قلبك وعقلك لأي نقد وألا تضيق بالنقد لأنك كمدرب لا تعمل في حجرة مغلقة إنما علي المشاع أمام عشرات الآلاف في الملعب وملايين خلف شاشات التليفزيون وكل هؤلاء من حقهم أن ينتقدوا وأن يقولوا رأيهم ومثلما يسعد المدرب بفرحتهم وتشجيعهم عليه أن يتحمل غضبهم ونقدهم... الكثير من المدربين عندنا وليس في العالم يريدون أن يأخذوا من التدريب ما له.. أي الشهرة والنجومية والسطوة والنفود والفلوس ويرفضون ما عليه أي الوجه الآخر الموجود فيه ضغوط عصبية تكاد تكون علي مدار الساعة لأن الامتحانات أقصد المباريات لا تتوقف وبقدر جماهيرية النادي الذي تدربه يكون حجم الضغوط.. إن انتصرت الكل يطالبك باستمرار الانتصار.. وهذه ضغوط وإن خسرت الكل ينسي كل لحظة حلوة صنعتها ويتذكر فقط الهزيمة وهذه ضغوط.. وفي الحالتين علي المدرب تحملها والتعامل معها لا رفضها والتعالي عليها!. النجوم الموجودة في كل فريق نعمة يتمناها كل مدرب.. لكنها نعمة مشروطة وعليها محاذير لأنك إذا أردت أن تأخذ خير النجوم أي أفضل ما عندهم من أداء في الملعب فعليك أن تعرف كيف تقود النجوم وتتعامل مع النجوم وتدرب النجوم وتلك أمور تتطلب مواصفات خاصة فنية وسمات شخصية مميزة لأنه ليس كل من نزل إلي ملعب مع لاعبين مدربا ولا كل من رسم تكشيرة علي وجهه مديرا فنيا!. إدارة النجوم في أي مجال موهبة تصقلها الدراسة والخبرة وقوة الشخصية والفطنة والذكاء... وفي كرة القدم المسألة أكثر صعوبة لأن الجماهير.. ضغط والإعلام.. ضغط والفوز.. ضغط والخسارة.. ضغط والتحكيم.. ضغط وكل هذه الضغوط لا شيء بالنسبة لضغط النجوم لأن النجوم تستمد قوتها التي تمارس بها لعبة الاستقواء علي المدرب والنادي.. تستمد هذه القوة من حب جماهير جارف يقرقش الزلط للنجوم ويتمني الغلط للمدرب أو النادي أو أي مخلوق... خلاصة القول.. كلما زاد عدد النجوم في أي فريق زادت الأمور صعوبة علي أي مدرب وتختلف هذه الصعوبة من مدرب لآخر وفقا لإمكاناته الفنية وسماته الشخصية التي تتطلب شخصية فولاذية فيها كل الحزم وبها كل اللين وعندها قدرة الثواب وبنفس القدر وفي نفس الوقت مقدرة العقاب... إذن الفريق الكبير تاريخا وبطولات.. ضغط والشعبية الهائلة.. ضغط وكثرة النجوم.. ضغط واللعب في كل مباراة علي الفوز فقط.. ضغط والاشتراك في أي بطولة للحصول علي لقبها وكأسها.. ضغط... كل هذه الضغوط تتلاقي وتتجمع أمام أي مدرب يعمل في فريق بطولات كبير مشهور... وكل مدرب كبير ومشهور وارد جدا نجاحه في تجربة وفشله في أخري رغم أنه مدرب وكبير ومشهور... وارد جدا ذلك والنادي الأهلي تعاقد مثلا مع مدرب برتغالي في الفترة التي تلت رحيل جوزيه الأول.. وهذا المدرب البرتغالي اسمه وشهرته وتاريخه في البرتغال أكبر من جوزيه بكثير ومع هذا عندما تعاقد مع الأهلي وحضر للقاهرة وبدأ العمل لم يفعل شيئا والمستوي في تدهور والهزائم في تزايد رغم أنه مدرب كبير وقدير ونتائجه مع كل الأندية التي تولاها تقول هذا لكنه فشل في الأهلي ليس لأنه نسي فجأة التدريب إنما لأن تردده وهذا تشبيه أستعيره من الاتصالات.. لأن تردد ذبذبات صوته مختلف عن تردد استقبال اللاعبين بما يعني استحالة أن يسمعوه أو يسمعهم رغم أنه هناك صوت متبادل لكنه من الناحيتين غير مفهوم وبالتالي غير مسموع لأن التردد أو التذبذبات مختلفة... والمعني من التشبيه أو الكلام أن المدرب في واد آخر وصعب جدا التلاقي! وأيضا في الكرة.. يمكن أن يكون المدرب كفئا وقديرا والفريق أغلبه نجوم متميزون ومع ذلك يجيء المستوي متواضعا ويستمر في التواضع وعندما تسأل المدرب لا يعرف سببا وعندما تسأل اللاعبين لا يعرفون سببا.. وهنا نكون قد وصلنا إلي نقطة استحالة تواصل المدرب مع الفريق... وهنا يكون العلاج.. إما ترحيل المدرب أو ترحيل الفريق... يرحل المدرب ويأتي آخر بإمكانه أن يلتقي والفريق علي تردد واحد.. أو!. يرحل الفريق ويقوم النادي بشراء فريق آخر يستطيع أن يتواصل مع المدرب المتمسك به النادي... نظريا وعمليا.. ترحيل فريق أمر مستحيل.. واستمرار الأوضاع علي ما هي عليه خراب أكيد حتي وإن فاز الفريق كل فترة علي منافس عنيد لأن الانتصارات أصبحت استثناء لقاعدة الأصل فيها المستوي الهزيل... ................................................... ** من أربع سنوات تقريبا رأت الدولة حتمية أن يكون في مصر معمل منشطات وكلفت الدولة القوات المسلحة بمهمة إنشاء معمل المنشطات وقدرت القوات المسلحة فترة عامين لإنشاء المعمل وتجهيزه للعمل فنيا وبشريا والتزمت أمام الدولة بأن المعمل سيكون موجودا وجاهزا للعمل بعد سنتين.. والقوات المسلحة من قبل أن تبدأ العمل أعطت تمام انتهاء المهمة بعد سنتين وحددت الموعد ولم يكن ذلك مصادفة إنما كان هذا تأكيدا علي أن المعمل سيكون جاهزا كمبني وإنشاءات وأجهزة وفنيين تم اختيارهم وتدريبهم.. سيكون المعمل قادرا علي استقبال أي عينات بعد سنتين... قالت القوات المسلحة هذا من البداية أي قبل أربع سنوات من الآن لأجل أن تقوم الجهات الأخري المعنية بدورها خلال سنتين بناء المعمل.. ولو حدث لكان معمل المنشطات المصري يعمل من سنتين.. وتلك حكاية غريبة!. الحكاية من أولها أن العالم تنبه بشدة للضرر القاتل للمنشطات عقب سقوط الاتحاد السوفييتي وظهور المئات من حالات مرضية قاتلة ناجمة عن استخدام الرياضيين في دول الكتلة الشرقية للمنشطات إبان الحرب الباردة التي كانت الرياضة أهم أسلحتها... في ألمانياالشرقية تم رفع مئات القضايا من بطلات عالم في رياضات مختلفة تدمرت صحتهن فيما بعد الاعتزال بسبب المنشطات وفي رفع الأثقال أصابت الشيخوخة أشهر رباعي العالم في عمر ال40 سنة نتيجة المنشطات!. المهم أن فظائع المنشطات التي تكشفت بعد انتهاء الحرب الباردة كانت أكبر دافع لتكاتف العالم لأجل مكافحة هذا الخطر الداهم المستشري في أقدس ميدان.. في الرياضة!. تم إنشاء منظمة عالمية لمكافحة المنشطات الوادا تتبعها منظمات قارية في كل قارة الرادو وفي كل دولة منظمة محلية النادو. مصر شاركت من سنين مع المنظمة العالمية وعندنا منظمة محلية في مصر نادو من سنين.. لكنها بقيت حبرا علي ورق لأسباب مادية وأخري إدارية... المفروض أن تقوم النادو بالتنسيق مع اللجنة الأوليمبية المصرية علي تطبيق الكشف عن المنشطات علي لاعبي المنتخبات ولاعبي الأندية من خلال نظام متفق عليه بحيث تؤخذ العينات من اللاعبين بصورة عشوائية ويتم إرسالها إلي أقرب معمل منشطات معتمد وتنفيذ العقوبات المنصوص عليها وهي الإيقاف سنتين إذا ما ثبتت إيجابية العينة والشطب النهائي إذا ما تكرر الأمر مع نفس اللاعب... النادو قبل أن تطبق نظامها تخطر الاتحادات والأندية بالأدوية المحظور علي الرياضي تناولها... نحن أنشأنا النادو من سنين ووقفنا عند هذا الحد ولو أن النادو كمنظمة محلية قامت بعملها وبدأت في تطبيق الكشف علي المنشطات وإرسال العينات لأقرب معمل.. لأمكن لنا أن ننفذ1500 عينة وتنفيذها يستغرق سنة ونصف السنة أو سنتين والكشف عن1500 عينة شرط أساسي لابد أن تقوم به كل دولة تنشئ معملا للمنشطات وتريد اعتماده.. لأن الاعتماد مشروط بقيام الدولة بنشاط الكشف عن المنشطات بإجراء1500 عينة كحد أدني وتحليلها في معمل معتمد... نحن لم نفعل وبقيت النادو كمنظمة محلية مجرد يافطة علي مبني.. وهذا الأمر تداركته القوات المسلحة عندما تم تكليفها بإنشاء معمل المنشطات وأكدت أنها ستنتهي منه بعد سنتين وكان يجب أن تقوم النادو وتقوم اللجنة الأوليمبية ببدء الكشف عن المنشطات من لحظة بدء العمل في المعمل لأجل الانتهاء من الكشف علي1500 عينة يتم تحليلها في الخارج.. ولو بدأ الكشف لحظة بدء العمل في المعمل لكنا قد أجرينا العدد المطلوب من العينات وكان المعمل المصري قد اعتمد وبدأ يعمل في خدمة المنطقة كلها ومصر منها... الذي حدث أنه بعد انتهاء تشييد المعمل.. أي بعد أن تم إنشاء المباني وتم استيراد الأجهزة التي هي الأحدث في العالم وتم تركيبها من خلال خبراء حضروا من الخارج وتمت تجربتها... وبعد اختيار الفنيين الذين سيعملون في المعمل وخضوعهم لدراسات داخليا وخارجيا والتأكيد من كفاءتهم.. بعدما أصبح المعمل جاهزا لاستقبال أي عينات.. فوجئننا بأن اعتماد المعمل يتطلب أن تكون مصر قد دخلت منظومة الكشف عن المنشطات وأجرت1500 كشف عن المنشطات علي الأقل بين الرياضيين المصريين!. هذا الكلام تكشف وقت انتهاء القوات المسلحة من إنشاء معمل المنشطات أي من سنتين تقريبا.. فماذا حدث؟ لم يحدث شيء وكل ما دار في خطابات متبادلة بين الجهات الرياضية داخل مصر وكل جهة تتهم الأخري والوقت يمر إلي أن فاتت سنتان والمعمل المصري ينتظر الاعتماد والاعتماد لن يكون إلا بعد تطبيق مصر للكشف عن المنشطات علي رياضييها من خلال1500 عينة علي الأقل وإجرائها يستغرق قرابة السنتين... ومن ستة أشهر جاء الفرج علي يد إدارة اللجنة الأوليمبية التي تدخلت وأظهرت العين الحمراء وغيرت تشكيل النادو وحسمت الخلافات وبدأت منظومة الكشف عن المنشطات في مصر تعمل وبالفعل أجرينا120 عينة عشوائية من اللعبات الجماعية( ليس من الكرة) واللعبات الفردية والمصيبة أن ال120 عينة ظهرت بها11 حالة إيجابية أي أن10 في المئة يتعاطون منشطات والمصيبة الأكبر أن أغلب المتعاطين للمنشطات في سن العاشرة!. موضوع النسبة والسن مصيبة سوف أعود لها فيما بعد.. لكن فقط أوضح أنه مطلوب منا أن نكمل إجراء الكشف عن المنشطات علي كل اللعبات بما فيها الكرة.. نكمل مع معرفة أن تكلفة العينة تصل إلي1800 جنيه. تعاقدنا مع معمل معتمد في إسبانيا وبمجرد إجراء1500 عينة علي الرياضيين المصريين تبدأ إجراءات اعتماد المعمل المصري الجاهز فنيا وبشريا للعمل مع سنتين, علما بأن ال1500 عينة سوف يستغرقون فترة لا تقل عن سنة ونصف السنة من هذه اللحظة وأخذنا في الاعتبار أن المجلس القومي سوف يتكلف بمصروفات العينات الخاصة بالمنتخبات والأندية تتحمل تكلفة العينات التي تجري علي المسابقات المحلية... يا رب أسألك ألا تتوقف عجلة الكشف عن المنشطات التي بدأت.. حتي لا تبقي مصر متفرجا علي عالم المنشطات رغم أنه في مصر أحدث ما وصل إليه العلم في عالم معامل المنشطات... وللحديث بقية مادام في العمر بقية إبراهيم حجازي [email protected]