كل الدلائل تشير إلي أن ما يعني إسرائيل هو مواصلة بناء المستوطنات في الضفة الغربية, واستكمال مخططها الخاص بشأن تهويد القدسالشرقية, وكان هذا واضحا وصريحا عندما أبدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة ألقاها بإندونيسيا في إطار جولته الآسيوية الراهنة اعتراضه علي الاستيطان الإسرائيلي في القدسالشرقية ضمن اعتباره أن الاستيطان يعرقل جهود السلام في المنطقة, وقبل أن يجف مداد اعتراض أوباما, جاء رد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أشار إلي أن القدس( الشرقية) ليست مستوطنة, وأنها تعتبر عاصمة لإسرائيل. قال هذا قبيل زيارته الولاياتالمتحدة, التي عقد خلالها اجتماعا مطولا مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية, وكانت محصلة الاجتماع, وما تسرب عنه من أنباء تشير إلي أن أمريكا لم تستطع حث إسرائيل علي تجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة, علي نحو ما يتطلع الفلسطينيون حتي يتسني استئناف المفاوضات المباشرة, ولعل الأخطر من ذلك ما أعلنه سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية من أن التعهدات الأمريكية المعروضة علي إسرائيل مقابل تجميد مؤقت ومحدود للاستيطان, تنطوي علي الإبقاء علي وجود إسرائيلي في منطقة الأغوار لعشرات السنين, وكذا تعطيل القدرة الفلسطينية والعربية علي تدويل الموضوع, والتحرك به إلي الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وفي ضوء اجتماع هيلاري كلينتون وتصريحات فياض يمكن القول إن إسرائيل ستمضي قدما في بناء المستوطنات, مع الزعم برغبتها في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لمجرد الحصول علي ضمانات أمنية من أمريكا. وهنا قد يتعين الإشارة إلي أن إسرائيل بعد نتائج التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي التي أسفرت عن فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مقاعد مجلس النواب سوف تلجأ إلي المزيد من المراوغة السياسية مع إدارة أوباما. وكانت مصادر إسرائيلية قد أوضحت أن نيتانياهو تربطه صداقات قوية مع الجمهوريين, ومن ثم فمن المرجح ألا يخضع لأي ضغوط أمريكية, ولذلك, فإن الأمر يقتضي أن يتحرك الفلسطينيون في اتجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومجلس الأمن بالتوازي مع مواصلة الحوار مع أمريكا, ومن ثم فإن جهود البعثة الدائمة لفلسطين لدي الأممالمتحدة للتحضير لعقد جلسة لمجلس الأمن لمواجهة التصعيد الإسرائيلي في بناء المستوطنات تعد تحركا منطقيا ومشروعا.