1 من حق الأسترالي جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس المتخصص في تسريب الوثائق السرية. والذي نشر مؤخرا مئات الآلاف من الوثائق الخاصة بحربي أمريكا في العراق وأفغانستان أن يخشي علي نفسه ويطلب اللجوء السياسي إلي سويسرا. كما قال مؤخرا أو إلي أي مكان آخر ولما لا وقد تحول الرجل إلي المطلوب الأول لجميع أجهزة الأمن والسلطات القمعية والديمقراطية علي حد سواء حول العالم بعد أن بات خطره عليها يفوق خطر تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن مع الفارق حيث أن القاعدة تمارس الأرهاب ضد الدول والشعوب بأسم الدين في حين ان ويكيليكس تكشف أرهاب الأجهزة والأنظمة وحتي الحركات التي تدعي الوطنية أي أنه بات بمثابة ضمير الشعوب. فالحقيقة التي لايعلمها الكثيرون هي ان ملاحقة ويكيليكس لانتهاكات حقوق الانسان لم تبدأ في ابريل الماضي عندما شرع في نشر الوثائق السرية الأمريكية الخاصة بالحرب في افغانستان وتابعها بنشر وثائق الحرب في العراق من خلال مايقرب من500 ألف وثيقة سرية أظهرت الحجم الحقيقي للجرائم البشعة والمأسي الإنسانية التي صاحبت الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان ولكن المسألة اقدم من ذلك فالموقع والذي يتكون اسمه من مقطعين انجليزيين هما ويكي وليكس حيث تعني كلمة ويكي الباص المتنقل مثل المكوك, وكلمة ليكس وتعني بالإنجليزية التسريبات أي باص التسريبات المتنقل نشر وثائق عن حوالي مائة دولة منذ تأسيسه عام.2007 وقبل أن يصل باص التسريبات إلي واشنطن كان الساسة الأمريكيون سعداء به ويصفون عمله بالشجاع والصادق وتسابقت الجهات المانحة في الولاياتالمتحدة علي التبرع له لتمويل أنشطتها ولكن الأمر انقلب رأسا علي عقب عندما طالت يد مايكل اسانج ورفاقه وثائق البنتاجون الخاصة بالحربين ضد العراق وافغانستان. وطبقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية فقد دعا أحد المعلقين في قناة فوكس الإخبارية اليمينية الأمريكية الي معاملة أسانج كسجين حرب, بينما طالب المسئول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية كريستيان وايتون الحكومة الأمريكية باعتقال أسانج وأفراد طاقم الموقع ومعاملتهم كاعداء مقاتلين, وعدم اتخاذ أي اجراء قانوني بحقهم, ما يشير إلي أنه يقصد ارسالهم الي معتقل جوانتانامو مع معتقلي القاعدةوطالبانب. وكما تقول الاندبندنت فإن صحيفة واشنطن تايمز المحافظة تشاطر وايتون الرأي, اذ تعتقد ان علي الحكومة الأمريكية ان تعلن الحرب علي( ويكيليكس). ومن ناحيتها تقول وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) إنها تدرس اصدار تهم جنائية ضد أسانج, لتسريبه الوثائق السرية. ولم تكتف ادارة اوباما بالبحث في سبل مقاضاة اسانج بل طلبت أيضا من حلفائها الغربيين فتح تحقيق جنائي ضد مؤسس موقع ويكيليكس علاوة علي اتهامها للعسكري الأمريكي السابق برادلي ماننج, بالتجسس الأمريكي بدعوي انه زود ويكيليكس بآلاف الوثائق عن حرب افغانستان. كما حاولت دول أخري مثل الصين حجبه من خلال حظر موقعه علي الشبكة العنكبوتية داخل الصين ولكن أصحابه نجحوا في تحدي الحظر الصيني بالتحايل علي وسائل التشفير الصينية واستخدام أسماء أخري للموقع. وفي إشارة واضحة إلي مدي القلق الذي تشعر به الحكومات المختلفة من تسريبات ويكيليكس لم تتوان السويد وهي دولة معروف عنها الديمقراطية والانفتاح عن رفض طلب لمؤسس الموقع الشهر الماضي لمنحه تصريحا بالإقامة والعمل فيها. ويحسب لجوليان اسانج أنه ومنذ أنشأ ويكيليكس في يوليو2007 وهو يعمل علي نشر المعلومات, بغض النظر عن الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها, وأولها صدق وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد. ويتم تلقي المعلومات إما شخصيا أو عبر البريد, كما يحظي ويكيليكس بشبكة من المحامين وناشطين آخرين للدفاع عن المواد المنشورة ومصادرها التي لا يمكن متي نشرت علي صفحة الموقع مراقبتها أو منعها. ويتم التدقيق في الوثائق والمستندات باستخدام طرق علمية متطورة للتأكد من صحتها وعدم تزويرها, لكن القائمين علي الموقع يقرون بأن هذا لا يعني أن التزوير قد لا يجد طريقه إلي بعض الوثائق. وتتم عملية النشر بطريقة بسيطة حيث لا يحتاج الشخص سوي تحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتحديد اللغة والبلد ومنشأ الوثيقة قبل أن تذهب هذه المعلومات للتقويم من جانب خبراء متخصصين, وتتوافر فيها شروط النشر المطلوبة. وعند حصولها علي الضوء الأخضر, يتم توزيع الوثيقة علي مزودات خدمة احتياطية داعمة.