علي الرغم من المدنية والحداثة الذي تشهده جميع ربوع مصر إلا أن المجتمعات البدوية خاصة في محافظات سيناء شمالا وجنوبا مازالت تحرص علي الحفاظ علي عاداتها وتقاليدها. بمافي ذلك أنواع الطعام مثل الفراشيح وهو بديل الخبز في المناطق الصحراوية النائية وكيفية إعدادها حتي أصبحت لدي أبناء المجتمع البدوي موروثا ثقافيا يبهر زائري سيناء خاصة رواد سياحة السفاري من المصريين والعرب والجنسيات الأوروبية بل ويقبلون عليه.. ويعد هدية البدو للسائحين في رحلات السفاري.. والفراشيح طعام كامل القيمة الغذائية لاحتوائه علي سعرات حرارية عالية ويتكون من دقيق ومياه وملح وقليل من الزيت ويمكن اضافة بعض الأعشاب إليه ثم يخلط جيدا في اناء ويوضع علي راكية من النار ولا يستغرق إعداده سوي دقائق قليلة ويتم تقديمه في جميع المناسبات.. ومن الطريف أن عملية إنتاجه لا تقتصر فقط علي السيدات بل يقوم الرجال بإعداده وطهيه في معظم المناسبات ممادفع فرع المجلس القومي للمرأة بجنوب سيناء برئاسة السيدة أميمة إبراهيم للتفكير في تطوير صناعة وإنتاج الفراشيح حتي يتناسب مع البيئة السياحية بسيناء مع الحفاظ علي التراث الثقافي لدي أهل البادية من الاندثار فضلا عن تنمية المرأة السيناوية داخل مجتمعها الصغير بما يضمن تحسين مستواها الاقتصادي وتمكينها وأسرتها اجتماعيا. وأكدت أن فرع المجلس القومي للمرأة بجنوب سيناء قام بعقد عدة دورات تدريبية لسيدات البدو في مكان إقامتهن بمايتناسب وترويجه في السوق السياحية بمختلف المدن السياحية بالمحافظة. وأشارت إلي أن شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا وسانت كاترين ورأس سدر خاصة رحلات سياحة السفاري وقد شهد إقبالا كبيرا من قبل السائحين. وقالت إن الفرع قام بتدريب العديد من السيدات علي انتاجه من خلال اضافة بعض الأعشاب النباتية المنتشرة بجنوب سيناء مثل( الزعتر والبردقوش وحبة البركة والكمون) علي أن تقوم السيدات بعد إنتاجه بالطريقة المعتادة لديهن بتقطيع الواحدة منه إلي8 مثلثات ثم يتم لف كل مثلث علي حده ويوضع في الفرن لتحميصه لتصبح الوحدة الواحدة منه إلي8 قطع محمصة ثم تقوم السيدات بوضعه داخل أكياس لحفظه كما يوضع داخل كل كيس بيان مدون عليه المكونات الرئيسية للمنتج وتاريخ الانتاج ومدة الصلاحية.. ويختلف خبز الفراشيح عن الخبز التقليدي حيث يمكن حفظه لعدة أيام بعيدا عن الثلاجات دون أن يتعرض للتلف ويتم تناوله مع جميع الأطعمة ويفضله البدو مع اللحوم بأنواعها ويعد من الوجبات سريعة التحضير ومرتفعة القيمة الغذائية مما يؤكد أن الفراشيح ليست مجرد وجبة غذائية.