تعهدت دول مجموعة العشرين في ختام اجتماعهم في سول أمس بالامتناع عن اللجوء إلي سياسات تخفيض أسعار عملاتها لدوافع تنافسية، وعرض البيان الختامي بشكل مفصل خطة عمل سول التي تدعو الدول المتقدمة والناشئة الي ضمان الانتعاش الاقتصادي الجاري حاليا. ونمو مستدام واستقرار الأسواق المالية, ولا سيما من خلال التوجه الي اعتماد انظمة أسعار صرف يكون للأسواق دور كبير في تحديدها. وجري استبعاد أي حديث عن قيمة عملات مخفضة نظرا للمعارضة الصينية لتلك النقطة. ودعا البيان إلي تعزيز مرونة أسعار الصرف حتي تعكس الأسس الاقتصادية والامتناع عن تخفيض اسعار العملات لدوافع تنافسية. وأشار البيان الختامي لقمة العشرين إلي أن القادة اتفقوا فيما يتعلق بقضية التجارة والتنمية علي مكافحة التجارة الحمائية وإزالة العناصر التي تعرقل نمو الدول النامية. كما اتفق القادة علي أن تقوم الدول المتقدمة بإنشاء وتنفيذ الخطة الخاصة بالسلامة المالية, لكن تتوخي الحذر من عدم التنفيذ المتوازن. وحول قضية التمويل, أعرب القادة عن التزامهم الكامل بالمعايير الدولية الجديدة في لوائح رؤوس أموال البنوك والمساعي لإصلاحات إضافية في المستقبل. وجري الاتفاق علي إجراء الإصلاحات الهيكلية طبقا لظروف كل الدول من أجل زيادة الطلب, وتوفير فرص العمل, وإعادة التوازن الدولي وتكامل القوة الكامنة للنمو. كما رحب زعماء المجموعة بإصلاح الحصص في صندوق النقد الدولي, كما رحبوا أيضا بالانجازات التي تحققت مثل تحويل الحصص للدول الناشئة إلي أكثر من6%. وحول قضية التنمية اتفق القادة علي ضرورة تنفيذ أجندة التنمية من أجل تخفيف الفقر للدول النامية وتخفيف فجوة التنمية, بالإضافة إلي إعتماد إجماع سول للتنمية. ومن جانبه, قال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب انتهاء جلسة العمل الأخيرة بعد ظهر أمس, إنه تم التوافق علي وضع مبادئ توجيهية إرشادية للحسابات الجارية لحل مشكلة صرف العملات بحيث يتم مناقشتها في القمة المقبلة, مشيرا إلي أن ذلك يعتبر تقدما كبيرا لحد ما, مقارنة بالاجتماعات السابقة التي لم تحدد موعدا معينا لها. وأضاف أن قادة مجموعة العشرين اتفقوا في ختام اجتماعهم علي مناقشة الإجراءات المتعلقة بفائض الحسابات الجارية, في قمتهم المقبلة في فرنسا في العام المقبل. وفي السياق نفسه, أكد الرئيس الكوري الجنوبي علي الإرادة السياسية علي صعيد المجموعة لاكمال مباحثات أجندة الدوحة للتنموية في وقت مبكر.وأضاف إن القادة اتفقوا علي تطبيق نظام مرن للاقتراض لعديد من الدول التي تتعرض للأزمات المالية مشيرا إلي ان صندوق النقد الدولي سيلعب دورا واقعيا لمنع وقوع تلك الأزمات بالاضافة لحلها. وأوضح إن قادة المجموعة اعتمدوا خطة عمل ملموسة في تسعة مجالات للقضاء علي الفساد. وقد واجهت الولاياتالمتحدة انتقادات من عدة دول لضخها600 مليار دولار اخري في اقتصادها في محاولة لانعاش النمو لديها. كما واجهت القمة انقساما آخر بشأن العملة الصينية اليوان التي تقول واشنطن إن ضعفها مصطنع بما يعطي للمصدرين الصينيين فوائد غير عادلة كما يقود بكين لتكديس احتياطات هائلة من العملة الاجنبية. وأكد الجانب الصيني أن بكين ستفي بإلتزاماتها لاصلاح نظام العملة لديها, إلا أن إنجازها يتطلب استقرار النظام الاقتصادي العالمي ورد المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية يو جيانهوا بأنه اذا كنت مريضا لا تطلب من الاخرين أخذ الدواء بدلا منك وذلك في إشارة إلي الولاياتالمتحدة. وقد تولي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئاسة مجموعة العشرين في اختتام القمة, واستعرض ساركوزي ثلاثة محاور رئيسة في محاولة لإصلاح الاقتصاديات العالمية.. جاء في الصدارة ملف حرب العملات لكي تعتمد علي التوازن في الاسواق, ثم تحرير التجارة العالمية من الفساد, وضبط اسعار المواد الاولية من الغذاء واسعار البترول. ودعا الرئيس الفرنسي الي تأسيس نظام جديد للحوكمة العالمية للصرف يتواكب مع القرن الحادي والعشرين. واشار ساركوزي إلي ضرورة التوازن بين الدول الاقتصادية الكبري والناشئة وان فرنسا طرحت حزمة من الأفكار تم وضعها علي طاولة مجموعة العشرين من اجل تحقيق الأهداف السابقة, مؤكدا ضرورة مراقبة ما توصلت اليه المجموعة من اتفاقيات لضبط النظام المالي والرأسماليات العالمية.