تمني جمال أسعد أن يجد نفسه وجها لوجه أمام رئيس الوزراء ليطرح عليه هذه الأسئلة المستوحاة من واقع الصعيد المؤلم ومستقبله المجهول ما كان علي مدي التاريخ تجاهل متعمد او غير متعمد للصعيد الشيء. الذي جعل هناك واقعا مؤلما في كثير من المجالات, ونتوءات اجتماعية وواقعا اقتصاديا يختلف عن باقي انحاء الوطن. وذلك بالرغم من الاهتمام المقدر الان بالصعيد فاني اجد نفسي مدعوا لتوجيه هذه الاسئلة لسيادتكم الاول: لما كان واقع الصعيد محملا باكبر نسبة من الفقر والفقراء حسب كل تقارير التنمية الاجتماعية والاقتصادية خاصة محافظات اسيوط وسوهاج والمنيا وعلي راسها قرية بني فيز باسيوط مسقط رأس وزير التنمية الاقتصادية. فما هي خطط الحكومة الفعلية والواقعية والتي تعالج وتوجد حلا للمشاكل التي تواجه الحياة البسيطة جدا والتي تتسق مع القيم الانسانية وعلي رأسها المأكل والملبس والمسكن وفي درجاتها الادني؟ الثاني: لما كان تقوم اي بلد في ظل الثورة التكنولوجية التي تجتاح العالم يعتمد اولا وقبل اي شيء علي التعليم الجيد. فما هي الخطط للوصول للحد الادني لتعليم يضعنا علي بداية سلم التقدم وعلي ضوء الواقع التعليمي الحالي من حيث المناهج واعداد المدرس وامكانات المدارس ومعمل البحث العلمي حتي امكانية الوصول الي امكانية حضور التلاميذ الي المدارس ؟ الثالث: كيف نحقق تنمية حقيقية والانسان معلول في صحته, فكيف نوازن بين نسبة الفقر هذه في الصعيد وبين نسبة الامراض المزمنة من امراض الكبد والكلي والاورام وبين واقع الخدمة الطبية التي لا يجد من خلالها المواطن اي علاج حقيقي بعيدا عن قرارات العلاج علي نفقة الدولة بما فيها من واسطة ومشاكل ؟. الرابع: من المعروف ان الصعيد هو موطن الفلاحة والزراعة طوال التاريخ المصري, فالصعيد هو اول من يستقبل النيل الخالد ومن المعروف ان الزراعة هي السمة التاريخية لمصر, فما هي الاسباب التي تجعلنا نترك الاهتمام بالزراعة, فهل من نظرة لاعادة الاعتبار للفلاحة والفلاح خاصة المعدمين من الفلاحين وهم غير الملاك؟ الخامس: لاشك فبعد تقلص نسبة القطاع العام لصالح القطاع الخاص, وبعد عمليات الخصخصة التي اضافت نسبة لايستهان بها لسوق البطالة بالاضافة للخريجين العاطلين, بما يمثل مشكلة ليست اقتصادية فقط بل لها نتائج اجتماعية وسياسية اهم, فما هي الخطط الحقيقية التي نجدها في الصعيد لخلق وايجاد فرص عمل حقيقية تساهم في حل مشكلة البطالة وتضيف للدخل القومي من خلال صناعات انتاجية وتصديرية بعيدا عن الاستهلاك؟ السادس: لاشك فان نظام الادارة المحلية كما ينبغي هو الطريق لمشاركة جماهيرية في الحكم واتخاذ القرار السياسي, ولكن نحن نري الان ان الادارة المحلية مرتع خصب للفساد الشيء الذي افقد الجماهير الثقة الكاملة في هذا النظام فما هي الخطة المسقبلية لتحويل الادارة المحلية الي نظام يعلم الديمقراطية ويساعد علي ممارستها ومتي نقضي وكيف علي هذا الكم من الفساد الموجود ؟ السابع: بالرغم من وجود النيل العظيم في مصر ولكن ظلت مصر تمثل فيها الاراضي الصحراوية النسبة الاكبر, ومن الطبيعي ان مصر هي وطن وهي ملك لكل المصريين, فهل يعقل ان يتم الاستيلاء علي اراضي الدولة او تمليكها بالطرق الغير قانونية لمن لا يستحقها في الغالب الاعم, في الوقت الذي لا يحلم فيه علي الاطلاق اي شاب خريج عاطل او عامل بان يكون لديه شقة بحجرة وصالة, واين دور تلك الاراضي التي تم السيطرة عليها والشباب العاطل الذي يمكن ان يزرع ويحصد ويعمر اراضي الوطن, فهل هناك من خطة تحمي اراضي الوطن لابناء الوطن الذين هم احق ولهم كل الحق؟ الثامن: سعد ابناء الصعيد ايما سعادة عند افتتاح طريق الصعيد البحر الاحمر بما له من فؤائد اهمها ايجاد فرص تواصل وانفتاح علي موانيء البحر الاحمر بما يغير ويوسع من فرص التنمية الحقيقية, ولكن بعد انتقال محمود محيي الدين وجدنا تصريحات من رشيد محمد رشيد عن عدم ازدواج الطريق بما يعني ان كل المشروعات القومية بحق مازالت اسيرة القناعة الشخصية والرؤية الذاتية للوزراء فهل هذا صحيح ؟ التاسع: بالرغم من ان الصعيد هو مصدر الثروة الزراعية ومخزن المواد الغذائية لمصر, الشيء الذي جعل الصعيد بعيدا عن الصناعة بمعناها الانتاجي باستثناء مجمع الالومنيوم مثلا, فهل هناك خطط حقيقية للاستفادة بموقع الصعيد وامكاناته ومواده الخام لخلق حركة صناعية حقيقية تتواءم مع ظروق الصعيد الجغرافية و البشرية؟ العاشر: الصعيد يشتهر بالعنف الطائفي سواء بين المسلمين والمسيحيين او عندما كان مرتعا لجماعة الارهاب وذلك لوجود اكبر نسبة من المصريين المسيحيين, وكان اخرها احداث نجح حمادي ولا احد ينكر المخطط الصهيوني والذي كشف عنه مؤخرا نائب رئيس المخابرات العسكرية الامريكية وهذا بعيدا عن سياسة المؤامرة, فما الخطط الواقعية لمحاصرة تلك الظاهرة و الادوار علي ارض الواقع سواء للتعليم او الاعلام او المؤسساتالدينية ومنظمات العمل الاهلي والاهم دور القيادات المحلية الواعية والمؤمنة بالحفاظ علي سلامة الوطن من مخاطر تلك الظاهرة الطائفية الخطيرة والتي لا يجب ان نتساهل في علاجها لان سلامة الوطن وأمنه لا يحتاجان الي تساهل.