هو جاك ابراموف, رجل السياسة اللامع في أمريكا, والمشارك في الأعمال الخيرية ولديه مطعم شهير.. وهو شخصية حقيقية. وأيضا بطل فيلم باج مان, بطولة كيفن سباسي وراشيل ليففر وليكي بريستون وجون لوفيتز وباري بيبر وإخراج جورج هيلز لوبر. ومنذ سنوات كان هناك فيلم تسجيلي عن ابراموف باسم كازينو جاك. جاك ابراموف رجل بارع في العلاقات العامة وخبايا السياسة.. وعلي اتصال بأعضاء مجلس الشيوخ, ومن أبرزهم جون ماكين, السيناتور اللامع الذي يسانده جاك ابراموف في حملته الانتخابية. ويعرض لنا الفيلم علاقات ابراموف المتعددة تارة مع الهنود الحمر الذين يدفعون له أموالا طائلة يستخدمها في مساندة المرشحين, وذلك لأنه نجح لمدة3 سنوات متتالية في وقف تشريع للكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون علي ضريبة الملاهي القبلية التي كانت تؤخذ من الهنود الحمر, وهي تمثل33% من أرباحها في وزارة الخزانة الأمريكية. ويأخذنا المخرج لحياة جاك ابراموف الأسرية.. زوجة جميلة وأطفال يحلم لهم ببناء مدرسة ليتعلموا وفق القواعد التي يريدها. وأيضا لقطات ساخرة عن كيفية وأسلوب إعطاءه الرشاوي لمن يساندون مرشحيه. وفي ملاعب الجولف, كانت تدار الصفقات بعيدا عن الأعين.. وهناك اقترح عليه زميله أن يأخذا أموال الهنود ويقتسمونها بعيدا عن الأعين.. وبينما يسأله ابراموف: وهل هذا قانوني؟.. فإنه يجيب بابتسامة عريضة.. وينجح الاثنان في الاستيلاء علي هذه الأموال مقابل وجبات طعام مجانية في مطعمه وتذاكر مجانية للأحداث الرياضية.. إلا أنهم يشكون في أمره, مما يحدث مواجهة حادة بينهم وبين ابراموف. وكان ابراموف رجل الخدمات التكتيكية لجماعات الضغط, يرتدي القبعة التي تدل علي هويته اليهودية, ويتمتع بحس فكاهي في مواجهة المواقف المحرجة.. لكنه فشل في دفع أقساط الرهن العقاري لمنزله. ودائما تأتي النهاية حين لا يتوقعها المنتشون بالنصر الزائف, فيتخلي عنه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, حين وجهت له تهمة الاحتيال لتزويره حوالة مصرفية بمبلغ32 مليون دولار.. ولم تقف إلي جواره كل العبارات الدينية التي كان يستخدمها ليضفي هالة روحانية.. وكانت الغلطة التي أودت به أن صديقه حكي لعشيقته كل الأسرار التي يخفيانها, فما كان منها عندما هجرها إلا الإبلاغ عنهما. الفيلم يعرض لنا بعض الجوانب المظلمة في السياسة الأمريكية.. ولأن البطل شخصية حقيقية, وبالتالي أغلب الأحداث حقيقية, كما برع كيفن سياسي مع مجموعته في تجسيد الشخصية وملامحها الانتهازية والطموحة والقاسية في الوقت نفسه. وكثيرا ما نسمع عن جماعات الضغط التي تأخذ من هذا لتعطي ذاك, من أجل الوصول للحكم والثروة والقدرة علي التحكم في الأحداث. إنها أفلام تنسف فكرة الحرية في أمريكا, لكنها تؤكد الديمقراطية التي لا تمنع المخرجين من كشف ما وراء السياسة الأمريكية.