منذ نحو عشرة أيام حضرت حفلا علي مسرح الأوبرا الكبير قدمته فرقة اوركسترا كولون الفرنسية مع كورال هليوبوليس للأطفال( جمعية مصر الجديدة),بإشراف سهام الجوهري . قدمت خلاله الفرقة الفرنسية مختارات موسيقية من باليه كسارة البندق لتشايكوفسكي والقصيد السيمفوني صبي الساحر المستوحي من قصيدة لجوتة وهو من تأليف دوكاس, وكرنفال الحيوانات لسان سايان, وهو فانتازيا لآلتي بيانو مع الأوركسترا. تخللت هذه الأعمال مقاطع شعرية بالعامية من تأليف المبدع نادر صلاح الدين,الذي يعرفه البعض مخرجا مسرحيا, وكاتبا للسيناريو, والنادر أن تعرفه شاعرا. وجاءت أشعاره متقاطعة مع العزف تكمله وتكتمل به خاصة في كرنفال الحيوانات حيث أنشد الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة مقاطع شعرية عن كل حيوان أعقبتها مقاطع موسيقية تحاول أن تكون معادلا موسيقيا لذلك المخلوق وبالتالي للتعبير الشعري عنه. وإضافة للأعمال الموسيقية, قدم كورال هليوبوليس أغنيتين مع الأوركسترا, الأولي من فيلم صوت الموسيقي دو ري مي والثانية من الفولكلور الإنجليزي الحيوانات جاءت وقد صاحب العزف الاوركسترالي ثنائي حورس ويتكون من سوليست البيانو المصري أحمد أبو زهرة ويعيش في ألمانيا, وسوليست البيانو المجرية نورا إيمودي. يقول الفنان المصري أحمد أبو زهرة, وهو منسق هذا الحفل والقوة الدافعة له, إن الدافع من ورائه أن يكون مفتتحا لمشروع سماه المشروع القومي لموسيقي الطفل, والهدف منه إعادة حصة الموسيقي للمدرسة المصرية. وصرح بأن مشروعه لاقي ترحيبا لاستضافته من فبراير القادم في مشروع المائة مدرسة المتطورة وهي مدارس حكومية لعامة الشعب تم تطويرها تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك ضمن مشروع أعم للتطوير ويضيف أبو زهرة أن مشروع حصة الموسيقي سيبدأ في عشر مدارس, حيث يتم اختيار فصل واحد في كل مدرسة ويتعرض هذا الفصل لتأثير الموسيقي لمدة45 دقيقة يوميا في تجربة تحاول إثبات أن الموسيقي تنمي القدرات التعليمية بعكس الانطباع السائد بين الآباء والمعلمين أنها تعطل عن التحصيل. وقد سجلت هذه التجربة نجاحات في الدول المتقدمة, وأثبتت بما لا يقبل الشك أن الموسيقي توسع العقل وتهذب النفس وتثري الوجدان, وأنها أفضل وسيلة للقضاء علي العنف والتطرف. وأكمل أبو زهرة قائلا إن الموسيقي التي يطمح المشروع أن يوصلها للطفل هي الموسيقي المصرية بعكس موسيقي الطرب ذات الأصل التركي التي نجدها عند سيد درويش في أغانيه الجماعية وعبر في النهاية عن أمله في أن تسفر التجارب الأولي عن الاتجاه لتعميم المشروع بحيث تعود الموسيقي لمدارس مصر. بقي أن نشيد بفن الكبير عبد الرحمن أبو زهرة وحضوره المسرحي الرائع ولم لا وهو ربيب مسرح الستينات؟ وقد أشعل حفل الماتينيه الذي كان كل حضوره من الأطفال بالضحك الطفلي الصاخب الذي نسميه عندنا في مصر الكركعة وكانت الأشعار نفسها تغري الطفل بالانشكاح والبهجة, ولا أستطيع أن أقاوم ختام هذا الكلام بمقاطع منها. وليكن عن ذلك الكائن الصبور الوديع الذي نظلمه فلا يشكو.. الحمار! بياكل أي شئ برسيم بياكل فول بياكل عيش قديم مفيش مشاكل أي شئ زي ما يحطوه يحط ولا مرة ضاق بحاله خالص ولا عقله شط يشيلوه خضار يشيل حطب يشيل حديد ثقيل برضة يشيل .............. وعن الزحلفة يقول النادر صلاح الدين! الزحلفة متقريفة ماهوش كلام كل شئ بتعمله ياخذ سنين حتي سنين العمر بتعدي الميتين ولو تتوه بقي حلني لما تبقي تفتكر ترجع منين وفوق دا كله الزحلفة متكتفة من فوقها شايلة بيتها شيل والبيت أكيد طبعا ثقيل يعني توهة وهد حيل ** كان حفلا ممتعا, خير افتتاح لمشروع لو توافرت له النية والإمكانية لأثمر شيئا يحتاجه بشدة الطفل بل نحتاجه جميعا الانسجام الداخلي الذي تخلقه الموسيقي والنظام المتسق في التفكير والشعور, فليت هذا يتم, ويتعاون كل مستنير مخلص علي نجاحه لتعود الموسيقي عودا مظفرا لمدارسنا التي تسودها عقلية التلقين وبدأ العنف ينشب فيها مخالبه. بهاءجاهين