محمود ورقيات زوجان جمعتهما الاصالة والعادات والتقاليد لأبناء الصعيد, فالزوج من اسيوط والزوجة الحسناء من سوهاج.. تزوجا زواجا تقليديا مثل معظم ابناء الصعيد عن طريق تعارف بين العائلتين. وأراد الزوج أن يبحث عن لقمة عيش كريمة بعد الزواج, وعرض علي زوجته الذهاب معه إلي الإسكندرية للبحث عن عمل يسترزق منه, وبالفعل جاء محمود وزوجته إلي منطقة الكرنتينة أحد احياء الاسكندرية الشعبية. وقع اختيار الزوج علي قطعة ارض رخيصة بمنطقة زاوية عبدالقادر وبناء ثلاث حجرات عليها إلي أن بحث الزوج الشاب عن مهنة يرتزق منها بإحدي شركات المطاحن ليعمل خفيرا مستيقظا طوال الليل نائما بالنهار, وخلال رحلة كفاح وزواج انجب محمود عبدالعال من الابناء أربعة منهم شاب في العقد الثاني وفتاة في المرحلة الثانوية وأخري تعمل بشركة استثمارية طبية والصغير مصطفي في الشهادة الابتدائية ولأن رقيات تنتمي لبنات البلد من خفة ودلع الأم الذي كان يثير زوجها ويجعله كثير التشاجر معها لمنعها من الاختلاط بالرجال والحديث معهم إلي ان وقعت منذ عام ونصف عام في المحظور عندما دخل الزوج المسكن ليجد أحد الاشخاص خارجا من النافذة وجن جنون الزوج وأصبح في حيرة من الدخول في دائرة الانتقام والثأر لشرف أسرته من الزوجة التي حولت حياته طلية27 عاما إلي جحيم بعد ان قرر عدم التخلص منها بالقتل خوفا من القيل والقال, خاصة ان ابنته مخطوبة حديثا لشاب وابنه تقدم لخطبة فتاة.. فقام الزوج بضرب الزوجة صباحا ومساء ومنعها من الخروج من المسكن إلا بإذنه.. الا ان رقيات مازالت تحلم بالتحرر من قيود الزوج الذي هجرها في الفراش فهي لاتحصل منه سوي علي مصاريف البيت وحاجة الابناء.. إلي ان علمت بحفل عرس ابنة خالها في ذات المنطقة فطلبت من الزوج الغاضب ان تذهب للمشاركة في الحفل وإعطاء أم العروس نقوط التنجيد.. إلا ان الزوج رفض كعادته.. فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلي مشاجرة بعدها نام الزوج وبجواره ابنته الصغري التي استيقظت علي ميعاد المدرسة.. وبقي مصطفي الصغير, وقد خرجت الزوجة وقامت بتجميع بعض اعقاب السجائر ووضع بعض بقايا الشاي في أربعة اكواب للتمويه عن وجود اشخاص في المنزل.. ثم سحبت سكينا ونزلت به علي رقبة الزوج وكأنه ذبيح ليخرج منه شلال دماء وصل بعضها إلي ملابسه ووجه الابن الصغير الذي أصيب بحالة هيستيرية وصراخ وعويل.. إلا ان جسارة الأم وغلظة قلبها استطاعت تجميع قواها التي تحولت إلي اجرامية وأقنعت ابنها ان أباه كان ينوي اشغال النيران في انبوبة البوتاجاز وإحراق جميع افراد الأسرة مرة واحدة وزعمت انها تمكنت من التخلص منه واصطحبت الابن إلي حفل العرس بعد ان غسلت له ملابسه ووجهه من الدماء سوي بعض قطرات الدم كانت علي شعره, وكانت تلك القطرات هي خيط اكتشاف الجريمة.. فبعد أن تلقي اللواء محمد ابراهيم مساعد الوزير لأمن الاسكندرية إخطارا بالحادث تم عمل فريق بحث بإشراف اللواء ناصر العبد مدير المباحث وقاده العميد خالد شلبي رئيس المباحث والعقيد أحمد ابوعقيل وكيل المباحث.. وتم عمل تحريات مكثفة حول علاقات المجني عليه وتبين ان جميع خلافاته كانت مع زوجته التي انكرت تماما ارتكابها الجريمة وانها تركت زوجها نائما وذهبت لحفل العرس وعندما عادت اصطحبت ابن خالها واسمه الشيخ سيد ومعروف عنه الورع والوقار بالمنطقة ليكون شاهدا علي براءتها.. وانها عندما فتحت الباب فوجئت بالزوج مذبوحا فقامت باتقان دور البريئة بإلقاء نفسها علي الأرض والصراخ والعويل إلا أن تحريات المقدم محمد عمارة ومعاونيه ومناقشة المتهمة حول الدماء التي كانت علي رأس الابن قالت إنها بسبب اصابة خدوش في رأسه ومناظرتها لم يتم العثور علي أي جروح.. وبتضييق الخناق عليها انهارت المتهمة واعترفت بارتكابها الجريمة وذلك للتخلص من زوجها من خلال خطة استخدمت فيها جميع سبل التمثيل الذي لم يكن محكما بعد ان قدمت فاصلا من الرقص أمام جيرانها وأقاربها وبداخل عقلها بركان من صور حبل عشماوي ونظرة المجتمع وأسرتها لها لتعلن من جديد امام نور المقدم مدير نيابة العامرية عن ارتكابها الجريمة بحثا عن الحرية وإن كان ثمنها حبل المشنقة. اللواء دكتور زكريا عبدالعزيز استاذ علم النفس يري ان الجريمة ترجع إلي غياب الثقة وافتقادها بينهما وان المرأة اللعوب كثيرا ما تحن إلي ممارساتها السابقة أحيانا مع الباعة في غيبة الضمير والوازع الديني.