بعد أيام وتحديدا في الفترة من27 إلي31 يناير ينعقد اجتماع النسخة الأربعين للمنتدي الاقتصادي العالميWorldEconomicForum تحت شعار جديد. حيث يوجه المنظمون دعوة إلي المشاركين في المنتدي إلي إعادة التفكير والتصميم والبناء والمنتدي الاقتصادي العالمي هو مؤسسة غير ربحية مقرها جنيف بسويسرا ويقام الإجتماع السنوي للمنتدي في بلدة دافوس التي تقع بين أحضان جبال الألب في شرق سويسرا ولايزيد عدد سكانها عن العشرة آلاف نسمة. وتبعد دافوس نحو ساعتين بالقطار عن مدينة زيورخ. وقد عرفت البلدة في بداية القرن السابق بأنها وجهة لمرضي الصدر والباحثين عن العلاج الطبيعي وذلك لأن المناخ الفريد للوادي المرتفع يوصي به من قبل الأطباء المصابين بأمراض الرئة وعرفت بعد ذلك بأنها مركز للرياضات الشتوية يقصدها الأثرياء الراغبون في التزحلق علي الجليد إلا أن إسم دافوس اليوم أصبح يرتبط ارتباطا وثيقا بالمنتدي الاقتصادي العالمي وذلك بعد أن اختارها أستاذ الاقتصاد البروفسور/ كلاوس شواب رئيس ومؤسس المنتدي في عام1971 لتكون مقرا لاستضافة الاجتماع السنوي للمنتدي. ويتكون مجلس أمناء المنتدي من22 عضوا تحت رئاسة البروفسور شواب ومن أعضاء المجلس البارزين مستر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وجلالة الملكة رانيا ملكة الأردن. أما أعضاء المنتدي فيصل عددهم إلي ألف عضو يمثلون مؤسسات عالمية يزيد رقم أعمال كل مؤسسة علي الخمسة مليار دولار وهذه المؤسسات هي التي تقوم بتمويل المنتدي من خلال الاشتراكات السنوية التي تتراوح من250 إلي500 الف فرنك سويسري سنويا. ورسالة المنتدي هي الالتزام بتحسين الوضع العالمي ويخضع المنتدي لإشراف القانون الفيدرالي السويسري. والمشاركون الأساسيون في المنتدي هم رؤساء هذه المؤسسات الأعضاء بالإضافة إلي قادة سياسيين وكبار رجال الأعمال ونخبة من المثقفين والصحفيين من كل أنحاء العالم. كل هؤلاء يلتقون في دافوس للتباحث في قضايا اقتصادية ذات بعد سياسي واجتماعي وليساهموا في صياغة التوصيات والمقترحات لمعالجة المشاكل التي يعاني منها أكثر من6 مليارات نسمة. وقد كان المنتدي في الأعوام السابقة مسرحا لبعض اللقاءات ذات المنظور السياسي حيث عقد في التسعينات أول لقاء خارج جنوب إفريقيا بين الزعيم الإفريقي نلسون مانديلا والرئيس السابق دي كلارك ليتصافحا لأول مرة خارج جنوب إفريقيا. كذلك شهد المنتدي منذ أعوام النقاش الجاد بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وانسحاب رئيس الوزراء التركي بعد مشادة كلامية استقبل بعدها في اسطنبول استقبال الأبطال من حشود كبيرة. ولم يكتف المنتدي بانعقاد مؤتمره السنوي في دافوس بل اتسع نشاطه لينطلق إلي جميع القارات علي مدي العام وذلك للتركيز علي مشاكل العالم الإقليمية وأصبح للشرق الأوسط منتدي خاص به يعقد سنويا في إحدي دول المنطقة كان آخرها في مايو من عام2009 علي البحر الميت بالأردن وسوف يعقد في أكتوبر المقبل في مراكش بالمغرب وكانت مصر قد استضافت المنتدي الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط مرتين في مدينة شرم الشيخ في شهر مايو من عامي2006 و2008. فهل يفلح المشاركون في المنتدي في بلورة هذا الشعار الجديد إلي عمل مثمر يؤدي إلي تخفيف معاناة شعوب العالم. والواقع أن الشعار الجديد الذي يرفعه المنتدي هذا العام يمكن أن يكون شعارا للجميع فما أحوجنا إلي إعادة التفكير فيما وصلنا إليه والتصميم والعمل علي اجتباز الصعاب والسعي لبناء غدا أفضل لأبنائنا.