ميدان الجيزة عنق الزجاجة والذي يمثل واحدة من أكبر وأبرز نقاط الاشتباك والارتباك المروري نظرا لتعارض مساراته المرورية مع بعضها مما يشكل أزمة لعابريه سواء من قائدي السيارات أو المشاة. ارتدي ثوب التطوير, وسيظل بمظهره الجديد علي رواده في احتفالات محافظة الجيزة بعيدها القومي في شهر نوفمبر المقبل, ولقد شمل التطوير تخطيطا مروريا جديدا للمسارات الرئيسية التي تصب فيه, وكذلك تجميل وتنسيق حضاري ليجمع بين جمال الشكل والمضمون. يقول المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة إنه في إطار النقلة الحضارية التي تشهدها المحافظة من خلال عدة مشروعات تنموية وخدمية تهدف للنهوض بها تم تنفيذ مشروع تطوير, وتجميل ميدان الجيزة لينضم إلي المشروعات السابقة التي تهدف إلي تيسير الحركة المرورية والأرتقاء بالمنظر الجمالي للمكان, وسوف يتم افتتاح الميدان بشكله الجديد خلال احتفالات المحافظة بعيدها القومي في شهر نوفمبر المقبل. ولقد استغرق تنفيذ مشروع تطوير وتجميل الميدان نحو5 أشهر فقط بعد الانتهاء من إنشاء أنفاق المشاة, والتي تكلفت ما يقرب من90 مليون جنيه قامت بها وزارة الاسكان والمجتمعات العمرانية, بينما بلغت تكلفة التنسيق والتطوير المروري, والتي قامت بها محافظة الجيزة نحو20 مليون جنيه. ويعد ميدان الجيزة, المدخل الوحيد لشارع الهرم من بدايته والمخرج للقادمين من شارعي فيصل والهرم, كما أنه المدخل لمحافظة القاهرة عبر كوبري عباس, وكذلك الطريق المؤدي إلي جامعة القاهرة, ومن هنا تنبع أهمية الميدان. والسؤال الذي طرح نفسه في بداية العمل كيف نتخلي عن هذا الاشتباك المروري, وفي ذات الوقت تنظم حركة سير المشاة؟ وكان السبيل هو إنشاء أنفاق للمشاة ترتبط بأطراف هذه المحاور المرورية الرئيسية, وترتبط بعضها ببعض لنقل الحركة إلي باطن الأرض, وبالنسبة لسير السيارات, خاصة السرفيس والنقل الجماعي تم تنظم محاور مرورية لتكون مسارات جديدة, وتم الاستعانة بالطرق الفرعية في هذه المسارات التي ستؤدي إلي الانسياب المروري المطلوب, كما تم توسعة نهر الطريق لاستيعاب حجم المركبات العابرة للميدان, وبالنسبة لموقف النقل العام تم تخطيطه ليصبح له مدخل ومخرج واحد للقضاء علي الارتباك المروري, وإنشاء مظلة حديثة لمحطات انتظار الركاب. مشهد جمالي ويضيف محافظ الجيزة أنه تم عمل صيانة شاملة للكوبري المعدني, والتي لم تحدث منذ انشائه. وبالنسبة لأعمال التجميل فلقد تم تحديد مساحات خضراء بشكل جمالي, ولا تؤثر علي مداخل ومخارج الأنفاق أو تعرقل سير المرور, كما تم عمل تبليط للارصفة ودهان الارصفة بالكامل باللون الوردي, كما تم رصف الطرق علي أسس هندسية, وطبقا للمواصفات العالمية, وتم عمل لوحات جدارية أسفل الكوبري وصيانة لأعمدة الانارة مع تركيب أعمدة جديدة ذات طراز مميز, وتم تركيب سور حديدي تجميلي حول الميدان لمنع تواجد الباعة الجائلين, وتنظيم حركة المشاة, كما تم انشاء مكان لانتظار السيارات أسفل الكوبري العلوي وتحديد مسارات المشاة من خلال خطوط بيضاء, وتم إعداد لوحات إرشادية لتحديد مسارات المرور للحفاظ علي السيولة المرورية. ويوضح اللواء كامل ياسين مدير الإدارة العامة للمرور بالجيزة أن مشروع التطوير والتجميل شمل عدة عناصر أهمها تنسيق الاتجاهات المتعارضة, بحيث يتم تيسير الحركة المرورية داخل الميدان في توقيت واحد دون أن يؤدي ذلك إلي اختناقات مرورية, ودون أن تكون هناك أولوية لاتجاه علي حساب اتجاه آخر, حيث يصب في الميدان ثلاثة محاور رئيسية هي: القادم من كوبري عباس والقادم من مراد والقادم من الجامعة, وكذلك الاهتمام بموقف السيارات لاستيعاب كل سيارات السرفيس والاتوبيس وتيسير حركة الدخول والخروج من الموقف دون إعاقة لحركة المرور. وركز التطوير علي توسعة المسارات بستة محاور مرورية بحيث يتم تخصيص حارتين مروريتين لكل مسار( اتجاه) وبذلك تسير السيارات في هذه الحارات في وقت واحد دون تأثير اتجاه علي آخر, وتطلب توسعة الميدان إلغاء عبور المشاة عبر نهر الطريق وذلك تم علاجه من خلال الانفاق وكذلك تطوير الحركة المرورية بالقضاء علي عشوائية السرفيس. وإنشاء3 أنفاق للمشاة لتيسير انتقال المواطنين من جهة لأخري دون أن يضطر المواطن للمخاطرة بالسير في عرض الطريق. الحل العلمي ويشير الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والمرور والمطارات بكلية الهندسة جامعة عين شمس إلي أن فكر تطوير ميدان الجيزة اعتمد علي عدة أسس منها تحقيق الانسياب والتدفق المروري في مسارات الحركة المرورية في الميدان رغم الزيادة الكبيرة في أحجام الحركة عما كان من قبل. وكذلك دراسة الحركة المرورية العابرة القادمة والمغادرة إلي القاهرة ودراسة حركة الميكروباص الكثيفة في الميدان وحصر خطوطه ومساراته واتجاهاته حيث ان استخدام الميكروباص في الميدان كان أهم أسباب الاختناق المروري فيه وكذلك دراسة الحركة المرورية المرتبطة بميدان الجيزة كنقطة نهائية والحركة المرورية بالميدان كنقطة متوسطة انتقالية لوضع الحل الذي يخفف من ضغوط الحركة المرورية في استخدام الميدان ودراسة الحركة المرورية القاصدة جامعة القاهرة والحركة المحيطة بالميدان حركة أوتوبيسات النقل العام بنفس طريقة دراسة الميكروباص ودراسة محطاته وتم عمل دراسة لحركة المشاة ودور انفاق المشاة فيها وتم تحليل جميع البيانات السابقة لاستخدامها في فهم المشاكل المرورية ولتكون أساسا لوضع الحل النموذجي. إذن الهدف من التطوير تحدد في الغاء جميع نقاط التقاطع والتصادم في الميدان وإنشاء محطة مجمعة للاوتوبيس والميكروباص في غرب الميدان وتخطيطها علي أساس إجبار وسائل النقل علي الدخول اليها وعدم الوقوف خارجها وإنشاء المحطة علي أحدث النظم باستخدام( سبيس تراس) وتزويد المحطات بجميع الخدمات للمستخدمين لوسائل النقل وكذلك تخطيط مداخل ومخارج الميدان بما يقطع الطريق علي معظم الميكروباصات من استخدام الميدان نقطة دوران للتحميل والتنزيل ثم العودة وهو المسبب في ازدحام الميدان. وسوف يترتب علي هذا التطوير المروري أن أزمنة التأخير في الميدان بعد التنفيذ والاستقرار لفترة انخفاض ساعة الذروة من15 دقيقة للمركبة إلي15 ثانية, أي أنه لن تتعطل أو تقف أي مركبة بعد ذلك في الميدان الذي يدخله في الساعة أكثر من6200 مركبة وبعد اعادة تخطيطها سوف يصبح قادرا علي استيعاب أكثر من ذلك. وإذا أضفنا إلي ذلك التجميل والتنسيق الذي سوف يتم بما يليق بأكبر ميادين الجيزةوالقاهرة الكبري, فإن الميدان سوف يصبح نموذجا مثل ميدان الرماية يمكن تطبيقه في جميع الميادين التي تعاني من نفس المشاكل. الصيانة والتطوير وتضيف المهندسة أمال محمد فريد مدير مديرية الطرق بمحافظة الجيزة لقد تمت صيانة الأرصفة بطول كيلو متر وتم توحيد لون الدهان كما تم رصف ميدان الجيزة بمسطح6 آلاف متر تقريبا وكذلك رصف الشوارع الجانبية التي تم تفعيل دورها كمسارات مرورية جديدة خاصة للسرفيس ومنها شارع يافع بن يزيد وهمدان وزكريا وكذلك الشوارع الفرعية ما بين شارعي الأهرام ومراد ومحور الجامعة مراد. ولقد تم التنسيق بين أجهزة المحافظة المختلفة للقيام بتنفيذ المشروع علي أكمل وجه وأجمل صورة. وبالنسبة لموقف الأتوبيس العام والسرفيس والذي يبلغ مسطحه6 آلاف متر, فلقد تم تصميمه علي أحدث الأساليب الانشائية وقدرة استيعابية كبيرة مع مراعاة تيسير الحركة داخلة وفي المخرج والمدخل الخاص به. ولقد تم انشاء3 أنفاق للمشاة تضم سلالم كهربائية وسلالم عادية وبكل نفق مدخل ومخرج وكان من المقرر أن يزيد عدد الانفاق عن ذلك.