صوتها يشتعل بالحماس والقوة والصدق كما عهدناها دائما علي خشبة المسرح.. ومن خلال أدوار مميزة في السينما والتليفزيون تظل علامات في ذاكرة الدراما المصرية مثل: عودة الابن الضال, وأفواه وأرانب, والشهد والدموع.. المال والبنون.. زيزينيا.. وبالطبع أحلام الفتي الطائر.. إنها الفنانة القديرة رجاء حسين التي يكرمها المهرجان الدولي للمسرح التجربي في دورته الحالية واختصتنا بهذا الحوار: أحمد الله وأشكر فضلة علي تكريمي في هذا المهرجان الدولي.. وأوجه الشكر للوزير فاروق حسني والدكتور فوزي فهمي رئيس المهرجان. وإن كنت أري أنه تكريمي جاء متأخرا بعض الشيء وكنت أحب أن يكون علي خشبة المسرح القومي الذي عشنا عمرنا عليه ومن أجله والحقيقة انني حزينة وغاضبة أن يظل المسرح القومي لمدة خمس سنوات دون أن يستكمل إصلاحه وتشغيله! من يقول هذا؟! المسرح القومي هو ركيزة الفن المصري. هو المكان الذي وقف عليه جورج أبيض ويوسف وهبي وعزيز عيد وحسن البارودي وشفيق نور الدين ورياض شفيق وعبد المنعم ابراهيم وأمينة رزق وسميحة أيوب وسناء جميل وغيرهم.. تاريخ طويل من الابداع كيف نضيعه.. ونكتشف أن أفلامنا ومسرحياتنا إما مسحت شرائطها أو ذهبت لصالح قنوات فضائية.. إننا نقيس حضارة أي دولة بمستوي الفن فيها.. ومصر كانت تتميز بتصدير القطن المصري الجيد والفن الجيد أيضا..معذرة علي غضبي أنا عشت أجمل سنين عمري في المسرح القومي. البداية كانت مبكرة جدا وانا في السابعة عشرة من عمري طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية ويرشحني استاذي عبد الرحيم الزرقاني للعمل بفرقة ضمت الكاتب نجيب سرور والمخرجين كرم مطاوع وحسن عبد السلام والفنانين جمال اسماعيل ومحمد عوض ونبيلة السيد التي انضمت لنا بعد ذلك وذات مرة كنت أشارك ضمن مسرح الجامعة في مسرحية شارع البهلوان مع الزملاء جمال اسماعيل ومحمد عوض وكمال اسماعيل وكنا نقدم العرض علي خشبة مسرح الريحاني وتصادف وجود الأستاذ بديع خيري فاعجب بأدائي وطلب انضمامي إلي فرقة الريحاني ووجدت احتضانا كبيرا من الفنانة ماري منيب وترحيبا من الأساتذة عدلي كاسب وعباس فارس وميمي شكيب ومحمد الديب وسعاد حسين وجمالات زايد,وكنت جريئة فقلت للأستاذ بديع خيري الدور لا يناسبني فقال ببساطة حاضر ساعديني فقط لنسد فراغ ترك زوزو شكيب للفرقة وسوف تكون باقي الأدوار مناسبة لك.. كنت أحصل علي راتب20 جنيها كاملة وجاءتني وأنا طالبة فرصة للتعيين في المسرح القومي بمرتب أقل ونصحني أستاذي عدلي كاسب وعباس فارس أن أترك فرقة الريحاني وأتشبث بفرصتي في المسرح القومي لأنه مستقبل المسرح المصري في نظريهما كان الجميع ينصح بحب من اجل أن يحصل كل صاحب موهبة علي أفضل فرصة وفي المسرح القومي قدمت أجمل أعمالي النار والزيتون بيت برنارد ألبا والفرافير وسكة السلامة ومشهد من الجسر وكفر البطيخ وكوبري الناموس وغيرها من أعمال أعتز بالمشاركة فيها.