حوار أحمد السماحي أجمل لحظة في حياة أي فنان هي عند مكافأته عن دور قدمه أو شخصية جسدها أو أغنية قام بغنائها, إنها اللحظة التي تمنحه الشعور بالرضا عن موهبته,وتعطيه الإحساس بالثقة في نفسه. وفي اختياراته, اللحظة التي يحصد فيها ثمرة جهده, وفاتورة حبه لفن أخلص له, ومطربنا الكبير علي الحجار يعيش هذه اللحظة حاليا,فغدا سيتم تكريمه من جانب الأهرام عن دوره الرائد في غناء تترات المسلسلات,خاصة التي قدمها في شهر رمضان الماضي. وعلي الحجار بالنسبة لنا يعيدنا بصوته القوي العذب الملئ بالشجن لإنسانية تراجعت في حياتنا,وصدق انهزم في علاقتنا, وكذب سيطر علي كلماتنا, عندما نستمع إلي صوت الحجار نحس فيه هموم بلدنا,ونحس فيه تاريخنا,هو آهتنا الحلوة في صحراء الحياة,وفرحة قلبنا في دوامة العمل, الأسبوع الماضي ذهبت اليه في الاستوديو الخاص به وانساب بيننا الحوار فإليكم نصه: في البداية مبروك حصولك علي جائزة أحسن مطرب في استفتاء ملحق ع الهواء في جريدة الأهرام؟ بابتسامة جميلة أشرقت كالشمس علي ملامحه قال: الله يبارك فيك,وأشعر أن هذه الجائزة هي أول جائزة أحصل عليها,رغم حصولي من قبل علي العديد من الجوائز والتكريمات,لكن هذه الجائزة مختلفة لإنها من جريدة الأهرام التي تعتبر أكبر صرح ثقافي في المنطقة العربية,لدرجة أنني لم أصدق عندما أبلغتني. هل مازالت الجوائز تعني لك شيئ رغم حصولك علي العديد منها علي مدي مشوارك الفني؟ بالتأكيد... لكن يهمني الجهة التي تمنحني الجائزة,فمن قبل حصلت علي جوائز لكن بيني وبين نفسي لم أحس بقيمتها,لأنني كنت أعلم جيدا أنني حصلت علي هذه الجائزةأ لأنني تربطني بفلان الفلاني علاقة صداقة,أو مصلحة, من الأعمال المميزة التي قدمتها في رمضان هذا العام وحصلت من خلالها علي الجائزة أغاني مسلسلي شيخ العرب همام و السائرون نياما,والعملين في حقبة زمنية واحدة هي عصر المماليك, ما الإختلاف بينهما بالنسبة لطريقة أدائك؟ الإختلاف في العملين يتمثل في الشاعر والملحن في كل عمل,ففي مسلسل شيخ العرب معي الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي والموسيقار الرائع عمار الشريعي لثاني مرة علي التوالي بعد تقديمنا العام الماضي مسلسل الرحايا,وعندما نجتمع نحن الثلاثة في عمل,تكون بيننا منافسة شديدة جدا,ومبارزة أقوي, ويتباري كل واحد منا في فرد عضلاته,خاصة أن لنا تجارب كثيرة ناجحة مع بعض أشهرها أبوالعلا البشري,ففي كل عمل نجتمع فيه نحن الثلاثة يحاول الأبنودي عمل مطب في الشريعي بكتابة كلمات صعبة التلحين,فيجد الشريعي يلحن ما كتبه بسهولة ولا يقع في المطب,وكل مرة يحاول الشريعي أن يعطيني بعض الجمل اللحنية الصعبة جدا,أنجح في أدائها وهكذا, لكن وبعيدا عن المنافسة التي بيننا يوجد شيئ ثاني أهم وهو أن كل واحد فينا مؤمن بأن باقي الأطراف جامدين جدا,فيعمل بكل طاقته,وبكل ما عنده من حب وعزم,لدرجة أن البعض سأل عمار الشريعي لماذا تلحن بعض الجمل اللحنية الصعبة للحجار؟فرد قائلا لأنني متأكد أنه سيقولها,فأنا ألحن له وأنا سايب أيديا. أما مسلسل السائرون نياما فهو عمل ملحمي به52 أغنية قدمتها مع الملحن حمدي رؤوف الذي سبق وتعاونت معه في مسرحية علي جناح التبريزي وتابعه قفه,ومع صديقي الشاعر جمال بخيت,وقدمنا نحن الثلاثة مجموعة من الأغنيات السياسية الساخرة التي تنتقد السلطان و كثير من الأحوال في عصر المماليك,والحقيقة أن حمدي قدم الأغاني بأسلوب شعبي قريب من أسلوب شيخ الملحنيين سيد درويش لأنه من تلاميذه دون أن يقابله,ونجح جدا فما لحنه وكذلك نجح الشاعر جمال بخيت في كتاباته السياسية الساخرة,وأتمني أن تطبع هذه الأغاني من خلال شركة صوت القاهرة لأن العمل من إنتاج قطاع الإنتاج,وأعتقد أنه لم يعد هناك رقابة علي الكلام السياسي مثل الماضي. بعيدا عن التترات ما هي ملامح ألبومك الجديد المقرر طرحه في نهاية شهر ديسمبر القادم؟ الألبوم يتضمن مجموعة من الأغنيات العاطفية أتعاون فيها مع مجموعة من أصدقائي الملحنيين والشعراء الذين حققت معهم من قبل نجاحات كبيرة, فمن الملحنيين فاروق الشرنوبي,أمير عبدالمجيد,عطية محمود,ومن الشعراء ناصر رشوان,إبراهيم عبدالفتاح,وائل هلال,رضا أمين,فضلا عن أغنية إعادتي لأغنية حانت الأقدار,والتي أعاد توزيعها يحيي الموجي,وفي هذا الألبوم أتعاون مع أبني أحمد علي الحجار كموزع في أكثر من أغنية,ومن أهم أغنيات الألبوم أغنيتين جديدتين في موضوعهما لم تتطرق إليهما أحد من قبل هما بحبك زي ما تكونيوالثانية الشارع أبقي لي,وهناك أغنية ثالثة لها قصة طريفة حيث يرجع لحنها إلي حوالي20 عاما,عندما قدمت ألبوم أنا كنت عيدكففي هذه الفترة كنا نسجل أغنياتنا في أستديو أمباير في عمارة في جاردن سيتي,وكان يتردد علي هذا الإستديو تاجر أقمشة إسمه مسعد مصطفي, يريد أن يصبح مطربا وبالفعل سجل مجموعة من الأغنيات,لكننا بعد محاولات عديدة أقنعناه أنه لا يصلح للغناء,ولكن كان لديه لحنا جميلا أخذته منه وكتب لي تنازلا عنه,ويومها كتب الشاعر الراحل عصام عبدالله كلمات علي هذا اللحن بعنوان حسيت من سنةووزعها لي الموزع الراحل كامل الشريف,وفجأة أختفي مسعد مصطفي,ومن خلال الأهرام أناشده بالإتصال بي حتي يعطيني تنازلا للأغنية,حيث قام أحمد ابني بتوزيعها من جديد بشكل أكثر من رائع. قيام أحمد علي الحجار بتوزيع أكثر من أغنية من الألبوم إيماننا منك بموهبته أم مساندة من الأب علي الحجار لأبنه الموسيقي الجديد ؟ إيماننا مني بموهبته لأنني والله العظيم بتعلم منه حاليا فدماغه مليانة موسيقي,خاصة بعد أن أنهي دراسته, وهو حاليا بيراسل بعض الجامعات في الخارج. لاحظت إنك ذكرت مجموعة من الشعراء الذين تعاونت معهم في الألبوم لكنك لم تذكر الشاعر نبيل خلف الذي سبق وتعاونت معه في الألبوميين لماذا؟ لأنني زعلان منه, حيث قام بطرح مجموعة من الأغنيات الدينية التي كان من المقرر عرضها في التليفزيون في ألبوم دون الرجوع إلي,كما أنه طرحها مع مطربين آخريين وهذا الموقف منه أحزنني جدا. كيف تختار أغنياتك في ظل مناخ فني تسوده الفوضي والعشوائية و معاييره إختلت وتراجعت؟ مرت علي فترة أصبت فيها بالإحباط الشديد,لأنني كنت أريد مواكبة ما يحدث في السوق الغنائي لأن كنت أعتقد أن الجمهور أختلف, فبدأت أغني أغنيات لن أذكرها لأنني قدمتها غير راضي عنها,لدرجة أنني لا أغنيها في حفلاتي اللايف,لكن بعد تقديمي لحفلاتي في ساقية الصاوي نهاية كل شهر علي مدي ثلاث سنوات,أقتنعت بشئ مهم أن الأغنية التي تنجح بقوة مع غيري من المطربين ليس بالضرورة أن تنجح معي, وأنني يجب أن أقدم أغنيات تشبهنني, حيث أكتشفت شيئ مهم أن الشباب الذين يحضرون حفلي في الساقية يطلب أغنيات مهمة قدمتها من أكثر من25 عام تقريبا قبل أن يولد مثل بحبك,انكسرجوانا شيئ,لما الشتا,تسأليني عارفة,وغيرها, فتنبهت إلي أن الذائقة الموسيقية عند الشباب بألف خير, وقولة الجمهور عايز كده غير صحيحة, لهذارجعت فوراإلي الأغنيات التي تشبهني وقدمت في الألبوم الجديد ألوان موسيقية متنوعة منها مثلا الموشح الذي لا يقدم حاليا,وقلت طالما أن الألبوم يتم قرصنته فور طرحه,فيجب علي أن أقدم ألبوم للسميعة. ما مشكلة المطرب المصري حاليا؟ يااااااااه كتير أولها عدم وجود شركات كاسيت فلا يوجد حاليا غير شركتين فقط,في الوقت الذي كان لدينا حتي عام1998 حوالي385 شركة,لأن المنتج الأن لا يكسب شيئ من الكاسيت حيث يتم قرصنته فور طرحه بساعتين علي الأنترنت,لهذا يجب أن يتم مناقشة هذا الموضوع في مجلس الشعب بجدية, وأخذ قرار فوري لحماية المنتج والصناعة ككل,وعلي وزير الإتصالات طارق كامل أن يتدخل شخصيا لغلق مواقع الأغاني,فحاليا يوجد حوالي2 مليون موسيقي وعامل يعانون من البطالة,ويوجد بينهم أسماء مشهورة جدا طلبوا مني التوسط لهم لدي محمود سعد للظهور معه في برنامجه مصر النهارده ليتحدثوا عن هذه الكارثة لأن بيوتهم علي وشك الخراب,يا جماعة الخليجيين عرفوا يحموا إنتاجهم وصناعتهم ونحن حتي الآن نكف مكتوفي الإيدي. المشكلة الثانية التي يعاني منها الغناء هو غناء ناس كثيرين ليس لهم علاقة بالغناء,كل مؤهلاتهم إنهم لديهم المال الذي يجعلهم ينتجون كليبات وعرضها علي القنوات الفضائية الخاصة التي أصبحت تعرض لكل من هب ودب طالما لديهم القدرة المادية,لهذا يجب علي أصحاب النايل السات أن يتدخلوا ولا يعرضوا أي كليب إلا للمطرب المعتمد من لجنة الإستماع,ولا أعرف لماذا يتكاسلون عن فعل هذا رغم أنه شيئ سهل,كما كان يحدث في الماضي,حيث تم منع أحمد عدوية لسنوات طويلة لأنه غير معتمد من لجنة الإستماع,وأعتقد أن عدوية أفضل من90% من الذين يغنون حاليا,فالغناء حاليا يعاني من العشوائيات, حيث لم تعد العشوائيات فقط في الأحياء. المشكلة الثالثة عدم وجود حفلات مثل ليالي التليفزيون و أضواء المدينة, فمثل هذه الحفلات كانت عوضا لكثير من المطربين الذين لايوجد لديهم شركات كاسيت, فيوجد حاليا جيل كامل من المطربين الجيدين غير متواجدين لأنه لا يقف ورائهم شركات كاسيت. هل الأعلام المرئي خدم الأغنية؟ إطلاقا.... فالتليفزيون المصري مفرط في حقوق مطربيه, فبحكم متابعتي لكل القنوات التليفزيونية والفضائية العربية,أجد أن كل تليفزيون حكومي عربي لا يعرض سوي لمطربينه فقط,إلا التليفزيون المصري الذي يعرض لكل المطربين العرب,وهذا يرجع إلي أن التليفزيون المصري فيه موظفين مرتشين,وما يضايقني أكثر أن أجد قناة مصرية خاصة مثل موجه كوميدي تعرض أشياء سافلة,ويشوهونا رموزنا الفنية,بإعادة بعض الأعمال التراثية المهمة بطريقة ساخرة أقصد بطريقة سافلة,لصالح من يتم هذا التشويه والأستخفاف بناس صنعوا الفن المصري. ماذا عن مستقبل الغناءأو الغناء المصري رايح علي فين؟ قبل أن اتحدث عن مستقبل الغناء يهمني توضيح شيئ وهو يجب أن نؤمن أن الثقافة سلاح أهم كثير من السياسة,خاصة ثقافة الغناء لإنها ثقافة عامة,غير ثقافة الكتب والفن التشكيلي والسينما والمسرح, والفن هو الوحيد القادر علي لم الشمل العربي,أما مستقبل الغناء فأخشي أن يروح لغناء الراب,بمعني أن أي شخص يمكن أن يغني مهما يكن صوته سيئا ويحقق شهرة, المهم أن يعرف يغني الكلمة التي يقولها علي الإيقاع, كما يحدث في أمريكا حيث تجد معظم مطربي الراب من المجرمين واصحاب السوابق.