كتبت مارى يعقوب: وكأن سوق عكاظ تعود من جديد ولكن فى ثوب علمى.. مخترعون من شتى الأعمار والتخصصات يقدمون الحلول لمشكلات معقدة باستعراض مخترعاتهم فى مجالات علمية دقيقة. أكثر من90 اختراعا وابتكارا تقدم الحلول لمشكلات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والطب والبيئة وغيرها.. لو تم تطبيق بعضها لحلت مشكلات كبيرة يعاني منها مجتمعنا بشكل غير مكلف، المعرض أعدت له أكاديمية البحث العلمي مع الاتحاد المصري لبراءات الاختراع, وبمشاركة المنظمة الدولية للملكية الفكرية. ومن بين مفارقات المعرض وجود مخترع صغير وهو بدران محمد بدران 12 سنة طالب بالصف الثاني الاعدادي, الذي قدم اختراعا يستخدم المجال الكهرومغناطيسي في مقاومة الانفجار. وكان هناك أكثر من اختراع لاستغلال المخلفات الزراعية والبلدية أحدها قدمه د. بهاء الدين طلعت شوقي الحائز علي جائزة الابتكار والاختراع في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة لعام2009 من وزارة التعليم العالي والدولة للبحث العلمي, لاختراعه جهازا يحول المخلفات الزراعية الي وقود نظيف جديد ومتجدد وهو حل مثالي لمشكلة المخلفات الزراعية والاستنزاف الجائر لاحتياطي البترول.. وهو معمول به في أمريكا حيث يضاف الايثانول بنسبة15% الي البنزين فيخلص البيئة من عوادم السيارات ويخلص البيئة من35 مليون طن مخلفات زراعية سنويا.. ويأتي هذا التساؤل.. أليس من المفترض أن يجد هذا الاختراع من يتبناه كمشروع قومي يحارب نوبات تلوث الهواء الحادة مع توفير الطاقة خصوصا اذا تعددت الاستخدامات التي يقدمها المخترعون والمبتكرون في هذا الاتجاه.. فالدكتور فوزي العمروسي قدم قش الأرز في شكل مواد معالجة للتربة الرملية والمستصلحة وأيضا تحويله الي فحم نباتي يمكن تصديره والاستفادة به في الداخل. وفي مجال البيئة تبرز جهود الشباب في تقديم محاولة للتغلب علي ظاهرة الاحتباس الحراري باختراع تكييف لا يعمل بالفريون وهو عبارة عن جهاز مبرد صحراوي موفر للطاقة. وقدم الطالب محمود محمد الباز اختراعه الكاسح للألغام وهو عبارة عن تصميم جديد لآلة ميكانيكية هيدروليكية, تعمل بالتحكم عن بعد بقوة الطرد المركزي لإزالة الألغام وتطهير المنطقة المستهدفة في زمن قياسي. وهناك صفوت محمد مؤسس اتحاد المخترعين المصريين وهو شاب في العشرينيات من العمر وعضو الاتحاد الدولي والمنظمة الدولية للملكية الفكريةWIPO)) وبرغم صغر عمره سجل ثلاث براءات اختراع منها مقترح لمحطة كاملة لتوليد الكهرباء من الهيدروجين ويمكن أن يغطي انتاجها الشرق الأوسط, وتم عرض هذا الاختراع بوحدة المشروعات الاقتصادية الاقليمية وتتهافت عليه العروض من الخارج وآخرها عرض لتسجيله بولاية فلوريدا, ولكن صاحب الاختراع رفض هذه العروض إيمانا منه بتقديم الحلول لأزمة الطاقة بمصر, ولكنه يشكو في الوقت نفسه من البيروقراطية التي تعترض طريق المخترعين برغم الحاجة الي هذه الاختراعات, ويضرب مثالا لبعض مخترعي أجهزة الخلايا الشمسية والذين ذهبوا الي الصين لتصنيع أجهزتهم وبيعها في مصر, هروبا من التعقيدات بينما الدول الأخري تقدم تسهيلات في هذا الاطار.