إفتتح الرئيس حسنى مبارك اليوم عددا من المشروعات العملاقة فى مجالى الرى والنقل النهرى بمنطقة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية ، فى إطار توجيهات الرئيس للحكومة بالإهتمام بكافة المشروعات. التى تؤدى لتحقيق أكبر إستفادة ممكنة من حصة مصر من المياه ، وتوفير المياه اللازمة للرى فى مختلف ربوع مصر ضمن خطة إستراتيجية لهذا القطاع الحيوى . شملت المشروعات التى إفتتحها الرئيس مبارك اليوم بحضور كبار رجال الدولة مشروع تطوير قنطرة وهويس الرياحين المنوفى والتوفيقى الجديدان والذى تكلف حوالى 120 مليون جنيه ، وهو المشروع الذى يعد جزاء من مشروع الإحلال والتجديد للترع والرياحات الرئيسية بمصر . ويمثل مشروع التطوير الشامل لهاتين القنطرتين والهويسين نقلة كبيرة للقناطر التى كانت قد أقيمت لأول مرة فى عهد محمد على فى منتصف القرن التاسع عشر ، واستهدفت أساسا الإستفادة من مياه النيل ، وضمان تزويد الترع بالماء عند انخفاض مستوى النيل ، والحد من غرق الأراضى الزراعية . وقد أقيمت القناطر فى المنطقة التى يتفرع عندها النيل الى فرعى دمياط ورشيد ، وتتحكم القنطار فى تدفق المياه للرياحات الثلاث " المنوفى والتوفيقى والبحيرى " . وبدأت مراسم افتتاح هذه المشروعات العملاقة بوصول الرئيس مبارك الى قنطرة فم وهويس الرياح المنوفى حيث كان فى استقباله وزير الموارد المائية والرى الدكتور محمد نصر الدين علام وكبار رجال الدولة وفى مقدمتهم رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف ووزراء الدفاع والكهرباء والبيئة والزراعة والتنمية المحلية والنقل ومحافظ القليوبية المستشار عدلى حسين وكبار المسئولين فى وزارة الرى . وقام الرئيس بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا بافتتاح قنطرة وهويس الرياح المنوفي ، ثم استمع الرئيس من نقطة المشاهدة الى شرح على عدد من لوحات البيانات عن مراحل انشاء القنطرة والهويس من خلال شرح قدمه وزير الموارد المائية الدكتور محمد نصر الدين علام والمهندس ايمن عبد السلام وكيل ادارة مشروعات الخزانات بوزارة الري ، وشاهد الرئيس اثناء الشرح مرور احد المراكب بالهويس الملحق بقنطرة فم الرياح المنوفي .. وعقب ذلك توجه الرئيس الى هويس قناطر الدلتا الملاحى الجديدة ، حيث كان فى استقباله المهندس علاء فهمى وزير النقل واللواء كريم ابو الخير رئيس هيئة النقل النهرى واللواء محمد فودة رئيس الشركة القابضة للطرق والكبارى واستمع الرئيس الى شرح على لوحات الكترونية من المهندس علاء فهمى عن حركة النقل النهرى ومنظومة النقل فى مصر بشكل عام ، وشرح تفصيلي حول هويس قناطر الدلتا الجديدة .. حيث اوضح الوزير ان المشروع يهدف إلى ربط ميناء دمياط البحرى بشبكة النقل النهرى الداخلى لإجتذاب المزيد من البضائع والحاويات من وإلى ميناء دمياط إلى محافظات مصر، حيث بالفعل تم إنشاء ميناء نهرى بداخل ميناء دمياط البحرى . ويقع المشروع على نهر النيل عند بداية فرع دمياط ( بر أيمن) خلف قناطر الدلتا بمدينة القتاطر الخيرية. ويتكون الهويس من جسم خرسانى على شكل (حرف يو الانجليزى) بطول 180 متر وعرض 17 متر، وهو مؤسس على أساسات عمودية عميقة بطول 22 متر ذو بوابات معدنية يتم تشغيلها بنظام هيدروليكى كهربى ، حيث تم إجراء أعمال التطهيرات وحماية القاع أمام وخلف الهويس ،وقد تم تزويده بكاميرات للمراقبة والسيطرة ومولد طوارئ. وتم عمل امتداد هويس المالح الصغير بتكلفة 90 مليون جنية . وأوضح الوزير أن افتتاح هويس الدلتا الملاحى الجديد فى اطار سياسة وزارة النقل لتطوير ورفع كفاءة خدمة نقل الركاب والبضائع فى جميع انحاء الجمهورية وتكامل وسائل واليات النقل فى كافة المحاور ( طرق كبارى مترو انفاق سكك حديدية موانئ نقل نهرى نقل جماعي ) . وقال ان خطة وزارة النقل تهدف الى زيادة نصيب قطاع النقل النهرى من اجمالى حركة النقل من 1.5 $ حاليا الى 5$ بحلول عام 2015 وكذلك زيادة نصيب قطاع السكك الحديدية من 3.5 $ حاليا الى 10 $ بحلول عام 2015 . واضاف انه تم ايضا تطوير البنية الاساسية فى نهر النيل بمصر ، حيث اصبحت تشمل 43 ميناء نهريا و117 مرسى و15 هويسا يتم من خلالها نقل اكثر من 255 الف طن شهريا .. وهو ما يحقق وفرا ملموسا فى استهلاك الوقود حيث تقل تكلفة استهلاك الوقود بنسبة 44$ مقارنة بالنقل البرى علاوة على ما يمثله النقل النهرى من وسيلة جذب سياحى تحقق دخلا يتراوح بين مليار الى مليار ونصف مليار جنيه . وقال وزير النقل إن القرار جمهوري رقم 57 لسنة 2002 قد حدد مهام وزارة النقل فيما يتعلق بتلبية احتياجات الطلب على النقل بالسكك الحديدية و الطرق البرية و المائية بما يتماشى مع خطط التنمية القومية ، ووضع مخطط شامل لهذه المرافق فى اطار الخطة العامة للدولة بما يحقق التنسيق و لتكامل بينها والربط بين انشطتها وانشطة القطاعات الاخرى ، والعمل على تطوير مرافق النقل وفقا لأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية وبما يحقق الاستفادة من إمكانياتها على أساس اقتصادي أمثل. تشغيل وإدارة المرافق بما يحقق أعلى كفاءة إنتاجية لها مما يمكنها من ملاحقة العصر. كما تتولى الوزارة وضع الخطط اللازمة لانتظام سير العمل بهذه المرافق والارتفاع بمستواها إلى أقصى درجة من الكفاءة .. مع تحديث وتطوير شبكة الطرق الحالية لتوفير قدر أكبر من الراحة والسعة والأمان، وكذلك توسيع هذه الشبكة للوفاء بالاحتياجات المستقبلية للتنمية. كما تقوم الوزارة بتطوير المجاري المائية الداخلية لخدمة النقل النهري وتوفير أعلى درجات الأمان للناقلين . وفى عام 2010 صدر قرار مجلس الوزراء بتطوير قطاع النقل وتنفيذ برامج ومشروعات تطوير القطاع (طرق- كباري- مترو أنفاق- سكة حديد- موانى- نقل نهري- نقل جماعي) .. مع وضع الخطط اللازمة لمواجهة التحديات التي تصادف هذا القطاع وعلاجها أولا بأول بما يحقق تكامل النقل النهرى مع شبكة قومية للطرق والكباري ووسائل النقل السكك والبحري لخدمة المناطق الصناعية والتجارية والموانئ البرية الجافة والعقد اللوجستية والاحتياجات اللوجستية للتجارة والمحطات التبادلية الانتقالية متعددة الوسائط . وتصل نسبة مشاركة وزارة النقل فى تحقيق النمو الاقتصادى الى 4.2 $ ، كما تشارك الوزارة فى حجم التجارة والصناعة بنسبة 26 $ . عن المنظومة اللوجيستية للوزارة قال وزير النقل إن هذه المنظومة تتضمن مجموعة من الشبكات اللوجستية والتى تحتوى على مجموعة مما يسمى ب (العقد اللوجستية) وهذه العقد عبارة عن نقاط تقاطع بين وسائط النقل المختلفة وبالتالى فهى تصلح كنقاط تحول من وسيلة نقل الى اخرى بما يقلل من زمن النقل وتكلفته من خلال تفعيل دور النقل متعدد الوسائط . وقال ان الوزارة تعمل على تحقيق تكامل وسائل النقل عن طريق شبكات لوجيستية كما تتولى الوزارة إدارة الانشطة اللوجستية التى تدعم العملية الإنتاجية بهدف تخفيض تكلفة وزمن الإنتاج وزيادة القيمة المضافة بما يحقق زيادة ربحية المنتج وكسب رضاء المستهلك وذلك من خلال تكامل هذه الانشطة اللوجستية وإستخدام نظم المعلومات. وعن سياسات تطوير اللوجيستيات ( برى سككى نهري ) قال الوزير انه يتم بناء الشبكة اللوجستية المتكاملة (سكة حديد طرق نهري ) واقامة المراكز اللوجيستية وتغيير ثقافة من الباب للباب . وبالنسبة للنقل البحرى يتم تطوير وتعميق والتوسع في الارصفة مع خلق العقد اللوجستية وتطوير وسائل المناولة . وعن الاجراءات التكنولوجية والقوى البشرية فالهدف منها هو سرعة تلبية اجراءات الصادرات والواردات ، دعم شبكة المنظومة الاجرائية لللوجستيات ، وتطوير الاتفاقيات القانونية ، وتطوير الموارد البشرية . عن استراتيجية النقل النهرى قال وزير النقل إن النقل النهرى يتضمن نقل بضائع وركاب بشقيه السياحي والمواصلات .. مشيرا الى ان النقل النهرى يعد احد وسائل الجذب السياحي ويحقق عائدا سنويا يتراوح بين 1 الى 1.5 مليار جنية سنويا ويوفر 16000 غرفة بنسبة تشغيل تصل الى 80 $ سنويا . وقال الوزير ان النقل النهرى يتميز بالوفر فى إستهلاك الوقود ويخفض استهلاك الطاقة بنسبة 44$ وذلك مقارنة بالنقل البري لان نقل مليون طن لمسافة 200 كم يوفر في تكلفة الوقود 25 مليون جم بالاضافة الى 14 مليون جم وفر في قيمة النقل مقارنة بالنقل البري. وقال ان حركة النقل النهرى تنقسم الى 3 اقسام .. الاولى نقليات من الموانى البحرية الى داخل البلاد وتنقل الفحم الحجرى والقمح والكبريت والاخشاب .. والثانية نقليات بين مواقع داخل البلاد وتشمل فوسفات وطفلة واحجار ووقود سائل ومواد بناء .. والثالثة نقليات من داخل البلاد الى الموانئ البحرية وتشمل فحم الكوك والمولاس . وعقب ذلك قام الرئيس مبارك بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا بافتتاح هويس قناطر الدلتا الجديدة .. ثم قام الرئيس بالضغط على ذر الاطلاق ايذانا بافتتاح بوابة الهويس .. واستمع الرئيس من المهندس علاء فهمى الى شرح على لوحات بيانية حول اسلوب التحكم فى الهويس .. ثم شاهد مرور مركب بضائع بالهويس اثناء الشرح . وعقب ذلك وصل الرئيس الى قنطرة فم وهويس الرياح التوفيقى حيث قام بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا بافتتاح القنطرة واستمع الى شرح من الدكتور نصر علام وزير الموارد المائية والمهندس عصام بدر مفتش مشروعات الخزانات بوزارى الرى عن المشروع ، وشاهد الرئيس اثناء الشرح مرور احد المراكب بالهويس الملحق بالقنطرة .. وعقب ذلك حيا الرئيس مبارك الحاضرين وغادر القناطر الخيرية .