مرة أخرى تعود قضية هيكل وأسرة السادات للواجهة بعدما تناثرت أقوال كثيرة عن تنازل السيدة رقية السادات عن الدعوى المرفوعة ضد الأستاذ محمد حسنين هيكل وبرنامجه على قناة الجزيرة. و ذلك فى أعقاب تلميح هيكل لوالدها بأنه اغتال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بفنجان قهوة مسمومة أعدها السادات بنفسه قبل وفاة ناصر بوقت قصير إلا أن المحامى د. سمير صبري أكدت أن موكلته السيدة رقية السادات لم تتنازل عن الدعوى المقامة ضد الأستاذ محمد حسنين هيكل وأشار إلى أنه استمع هو أيضا لمثل تلك الشائعات التي سعى البعض إلى الترويج لها في الأيام الماضية التي أحيت فيها أسرة السادات ومصر كلها ذكرى استشهاد بطل الحرب والسلام يوم 6 أكتوبر ، مشددا إلى أن كل ما تردد ما هو إلا مجرد أقوال لا صحة لها مطلقا وأشار صبري إلى أن الدعوى لا تزال معروضة أمام النائب العام منذ ما يقرب من شهر ولم يبت بعد في أمرها وانه اى صبري – نظرا لطول تلك الفترة بصدد التقدم بناء على رغبة موكلته بطلب إلى النائب لاستيضاح موقفة من تلك الدعوى هل سيتم تحريكها قضائيا أمام المحكمة المختصة ام سيتم حفظها لافتا إلى أنة في حال اتخاذ النائب العام لقرار الحفظ فان ذلك سوف يدفعه وموكلته إلى تحريك الدعوى إلى القضاء دوليا ورفعها في قطر واختصام هيكل هناك مشددا على أن ما قام به هيكل في برنامج يعد افتراء على رمز كبير من رموز مصر ومحاولة لتشويه صورته وهو ما يندرج تحت طائلة جريمة السب والقذف والتشهير قال : نحن مستمرون في مقاضاة هيكل ولن نتنازل أبدا عن حقوقنا فما بدر منه خلال البرنامج تجاه الرئيس السادات يندرج تحت وصف جرائم السب والقذف والتشهير وهو أمر مثبت من خلال شريط الحلقة ولذا فالقضاء المصري يفصل بيننا. والمح صبري إلى إمكانية اللجوء إلى القضاء الدولي فى الفترة المقبلة كخطوة لا مفر منها في حال موقف النائب العام من حفظ القضية وعدم تحريكها قضائيا وذلك لرد الاعتبار للرئيس الراحل أنور السادات وأسرته من جهته يوضح الدكتور نبيل حلمي , أستاذ القانون الدولي ,والعميد السابق لكلية الحقوق جامعه الزقازيق , وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان , آليات الاحتكام للقانون الدولي لحل نزاع أفرزته الفضائيات, فقال :لابد أن يكون هناك مصلحة للشخص الذي يريد رفع دعوى دولية, مثل أن يكون مجني علية , أو تعرض لاتهام باطل , وعلية إذا أن يثبت ذلك وصفة المصلحة , وفى نفس الوقت علية أن يثبت أيضا الأقوال الواقعة في البرنامج, من خلال توفير شريط مسجل يتضمن ما يشكو منه ,وذلك بموجب الاتفاقيات الدولية التي تؤكد على حرية الصحافة, والرأي بصفة عامة بما لا يصل إلى حد القذف لأشخاص معينة , سواء كانوا بشخصهم أو بمواقعهم دون سند حقيقي لهذه الواقعة . وأضاف : في حال إثبات ذلك , يعاقب مقدم البرنامج بالعقوبة الجنائية التي تصل إلى السجن , مده أقصاها 3 سنوات , وفقا لنصوص القانون الساري في مصر, واعتقد أن قطر لديها نفس القانون تقريبا, وبعد ثبوت التهمة يحق للمجني علية رفع دعوى تعويض , عن الأضرار الجسيمة التي حدثت له . وفى سياق متصل أكد المحامى طلعت السادات نجل شقيق الرئيس الراحل والنائب في البرلمان المصري أنة لم ولن يتقدم ببلاغ في تلك القضية ضد هيكل لعلمه المسبق بما ستئول إلية الأحداث من حفظ القضية لان " هيكل لعبها صح ودس السم في العسل للمشاهدين دون أن يعطى لأحد فرصة للامساك به بتهمة القذف والتشهير " – على حد قول طلعت- والذى اشار إلى أنه لن يتأخر في مسانده أولاد عمومته, في معركتهم مع هيكل , في حالة الحاجة إليه, وإن كان يرى أن مستقبل القضية سيكون في القانون الدولي. لافتا إلى أنه لا وجه للمقارنة بين واقعة المستشار مرتضى والإعلامى أحمد شوبير والتي انتهت إلى منع شوبير من الظهور على قناة الحياة وتلك الواقعة لسبب واضح ويعلمه الجميع وهو أن قناة الجزيرة تبث من دولة أخرى ولا تخضع في ملكيتها لاى جهة مصريه مشددا على ملاحقة هيكل قضائيا في مصر بدعوى ارتكابه لجريمة السب والقذف يعد صعبا لكون هيكل سرعان ما تراجع في نفس الحلقة مبررا ذلك بأنها شائعات يرددها الناس وأنة لا يستطيع الجزم بصحتها وتابع : لكن هذا لا يمنع أن تكون معاقبته على ما اقترفه متعمدا بحق رمز كبير من رموز مصر وقائد نصر أكتوبر أن تكون وفقا للمادة الخاصة بأحداث الفتنه والبلبلة وإشاعة الأخبار الكاذبة في المجتمع وهى الجريمة التي سبق وعوقبت بها من قبل .. فأركانها في واقعة هيكل مستوفية ومكتملة ! واستطرد طلعت ليوضح مبررات ذلك قائلا: يعد هيكل واحدا من كبار الكارهين للسادات وعبد الناصر معا فإذا كان الجميع يعلم بأمر الخلافات والصدامات التي جمعته بأنور السادات فان الحقيقة الأخرى التي يجب أن يفطن لها الجميع أن هيكل لا يحب عبد الناصر أيضا أو يدين له بالفضل أو الولاء وإنما هو واحدا من الساخطين والكارهين له والأدلة على ذلك كثيرة أولا هيكل كان يرى أنة أحق بحكم مصر بدلا من عبد الناصر لكونه أكثر دارية وإطلاعا منة واتصالا بالقوى الخارجية وكان ينتظر في أعقاب نكسة يونيو 1967 وما تلاها من خطوات عبد الناصر لترتيب البيت من الداخل أن يبادر ناصر باختيار هيكل نائبا له إلا أنة فضل علية أنور السادات مما أحدث شرخا عميقا في نفسية هيكل فانقلب عليه ونتضح من ذلك محاولته توريط عبد الناصر في مبادرة روجرز وهذا الكلام مثبت في مذكرات مراد غالب . وأضاف طلعت السادات : بعد وفاة ناصر, قام هيكل بكتابة سلسلة مقالات تدين عبد الناصر, وفترة حكمة وتمجد في الخطوات الإصلاحية للسادات , وما قام به من ثورة تصحيح, إلى جانب مقالات أخرى بعنوان( لا سلم لا حرب ).. "هذا الكلام ليس من عندي" ولكنة مثبت في أرشيف مقالات هيكل الصحفي ولا يستطع احد إنكارها .. ولعل المتأمل لكل تلك المقالات يجد أن هيكل " قطع عبد الناصر بعنف وقسوة دون رحمه " بعدما حرمة من أن يصبح رئيسا لمصر .. وهناك غلاف نشرته مجلة " التايم " بعد حرب النكسة يصور مصر على أنها جزيرة تغرق هيكل وحده من يرفعها بيديه كي لا تموت والمعنى من الغلاف واضح ويحمل أكثر من مغزى من أن القوى الغربية كانت تنتظر اختيار هيكل لخلافة عبد الناصر, لهذا كله قال هيكل ما قاله في برنامجه, ليوحى للناس أن ناصر قد أخطا عندما فضل السادات علية كنائب !