نسبة بسيطة جدا لا تتعدي1,3% كانت كافية ليتغلب إد ميليباند علي شقيقه الأكبر ديفيد ويصبح الزعيم السابع عشر في تاريخ حزب العمال البريطاني بعد مائة عام علي تأسيسه. لكن الامر لم يكن سهلا علي الإطلاق, وإذا كانت المعارك العائلية قا إنتهت مع إعلان النتائج النهائية إلا أنها بدأت من جديد ولكن ليس بين الشقيقين هذه المرة إنما بين لويز شاكلتون زوجة المرشح الخاسر ديفيد ميليباند وبين أخوه زعيم حزب العمال الجديد. فرغم الإبتسامات المزيفة التي حاولت لويز إصطناعها امام وسائل الإعلام إلا انها لم تستطع ان تخفي مرارة حزنها علي خسارة زوجها, وإستشاطت عازفة الكمان المحترفة غضبا عندما علمت بالنتيجة إلي الحد الذي صرحت فيه لصحيفة الديلي ميل انها علي إستعداد لتكسير ستراديفاريوس وهي أغلي أنواع الكمان علي رأسه! وسبب هذا الغضب الجامح كما يري البعض هو أن الفوز غير المتوقع لإد ميليباند أسدل الستار نهائيا علي طموحات زوجها السياسية العملاقة وحرمانها بالتالي من أن تصبح سيدة الحزب الأولي وربما سيدة البلاد الأولي في الانتخابات المقبلة. حزن لويز غضب الزوجة سرعان ما تحول إلي حزن عميق ودموع غزيرة في الكواليس عندما كان زوجها يلقي خطاب ضرورة الوحدة ويهنئ أخاه علي فوزه أمام مؤتمر الحزب بمانشيستر. مما اضطر زوجها بعد إنهائه خطابه للجلوس معها فترة طويلة من أجل تهدئتها. وكعادة زوجات الساسة في بريطانيا فهن يتدخلن في كل ما يدور في حياة أزواجهن السياسية, فطلبت لويز(49 عاما) من زوجها أن يدير ظهره لأخيه وألا يقبل حتي بمنصب وزير الخزانة الذي قالت شائعات أخري إنه سوف يشغله في حكومة الظل, يبدو بالفعل أن لويز في حالة من الغضب والحزن بحيث أنها تخلت عن التظاهر بأن كل شيء علي ما يرام ولا تمانع الآن في أن يري الناس الوجه الأخر خلف القناع. ورغم نشاط لويز المستمر خلال حملة زوجها الانتخابية إلا أن البعض يعتقد انها لم تكن متحمسة لفكرة انشغاله بمستقبله السياسي علي حساب أسرته الصغيرة. فقد لعبت دورا رئيسيا في إقناع ديفيد بعدم السعي لخلافة توني بلير بعد تنحيه عام2007 حيث كان الزوجان قد انتهيا لتوهما من إجراءات تبني طفلهما الثاني. صديقة إد وبينما كان الحزن يلقي بظلاله علي زوجة الشقيق الخاسر ديفيد كانت مشاعر السعادة والفرح ترفرف علي جستين ثورنتون صديقة الشقيق الفائز إد الذي أصبح بعلاقته بها أول رئيس حزب بريطاني يعيش مع إمرأة وينجب منها خارج إطار الزواج. إد وجستين اللذان التقيا للمرة الأولي قبل خمس سنوات ينتظران ميلاد طفلهما الثاني, وهما لا يجدان مشكلة في كونهما غير متزوجين, فأهم شئ بالنسبة لهما هو الإستقرار في حياتهما العائلية, إلا أن إد واجه أسئلة كثيرة عن حياته الخاصة أثناء عاصفة إعلامية عقب خطابه الأول بصفته زعيم الحزب في مؤتمر مانشيستر وهيمن هذا الخبر- إضافة إلي آثار انتصاره علي أخيه الأكبر ديفيد- علي لقاءاته رغم محاولاته التركيز أكثر علي السياسة ورؤيته الحزبية, مما دفعه إلي التأكيد علي أن الناخبين لا يرون غضاضة فيما إن كان السياسيون متزوجين أم لا, وقال إن المسألة المهمة هي توفير الثنائي منزلا مستقرا لأطفالهما. وإستطرد قائلا ربما نعقد قراننا يوما ما, لكني لا اعتقد أن الناس سيمانعون إن لم نفعل ويري المراقبون ان هذا الموقف غير الأبه بالزواج من جانب إد مناقض تماما لموقفي رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون ونائبه الليبرالي الديمقراطي نيك كليج, كما يرون تغيرا كبيرا في فكر الناخب البريطاني الذي كان يعتبر حتي وقت قريبا أن الدخول في علاقة غير شرعية يعني الإنتحار السياسي لكل من أراد ترشيح نفسه لمنصب عام, فما بالك برئاسة واحد من أهم أحزاب بريطانيا؟