فى العادة، تتكون الجامعة أى جامعة من عدد كبير من الكليات فى تخصصات مختلفة، وفى مكان واحد، ويحيط بها صور كبير ، يسمى الحرم الجامعي أما أن إطلاق مسمى جامعة، على فيلا، و3 مراكز دراسية، فذلك امر يثير الفضول! الجامعة التى نتحدث عنها هى الجامعة المصرية للتعلم الالكترونى .. المسمى كبير، لكنه يكاد مجهولا للغالبية من الناس، فربما لم يسمع أحد من قبل عن هذه الجامعة، باستثناء سكان حى الدقى الذى يقع فيه مقر الجامعة، ولم يسمع بها خريجو الثانوية العامة، الذين يتوافدون بمئات الآلاف على مقر مكتب التنسيق ، بدليل أن عدد طلاب هذه الجامعة، لايتجاوز 052 طالبا فى أحسن الحالات!! فى شارع المساحة بالدقي، يقع مقر الجامعة، وهو لايزيد عن كونه فيلا تضم المقر الإدارى للجامعة، ومكتب القائم بأعمال رئيسها ، ولايحمل المبنى من مظهر الجامعة، إلا الاسم فقط، فسكان الحى يعرفون أن هذه الفيلا هى مقر الجامعة المصرية للتعلم الإلكترونى. ولمن لا يعرف، فقد انطلقت فكرة إنشاء الجامعة كما يقول الدكتور ياسر دكرورى القائم بأعمال رئيس الجامعة فى عام 5002، بمبادرة من صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء ، وفى عام 6002 تم إعداد دراسة الجدوى الخاصة بإنشاء الجامعة وفى اغسطس من عام 8002 صدر قرار جمهوري بإنشائها، وقد بدأت الدراسة فى الجامعة فى اكتوبر من عام 9002، وفى فبراير من عام 0102 ، صدر قرار من مجلس أمناء الجامعة بتكليفى بمنصب القائم بأعمال رئيس الجامعة. مصادر تمويل الجامعة أما مصادر تمويل الجامعة، فهى معروفة، فهى تتلقى دعما من صندوق تطوير التعليم بقيمة 05% من احتياجاتها المالية ، وتدبر الباقى من الرسوم الدراسية التى يسددها الملتحقون بالجامعة ، فضلا عن أى دعم آخر ، تحصل عليه الجامعة من الاتفاقيات والمنح الخارجية. والجامعة الإلكترونية، تخضع للقانون رقم 101 لسنة 1991 ، الخاص بالجامعات الخاصة ، وهى جامعة خاصة لاتهدف الى الربح، ولايملكها اشخاص، وسوف تصبح الجامعة اهلية بعد صدور اللائحة التنفيذية لقانون الجامعات الأهلية. وتنفق الجامعة ماتحصل عليه من دعم حكومي، أو منح، أو مصروفات دراسية، على توسيع النشاط التعليمي، وتطوير العملية التعليمية، لكنها تخضع لوزارة التعليم العالى شأنها فى ذلك شأن الجامعات الخاصة، وتقدر المصروفات بنحو 8 آلاف جنيه فى العام (موزعة على فصلين دراسيين)، للطالب المنتظم الذى يحضر جميع المقررات الدراسية، وتختلف الرسوم للطالب الذى يدرس لبعض الوقت، حسب المقررات الدراسية التى يقوم بالتسجيل فيها. الدراسة فى 3 تخصصات فقط وقد يسأل البعض عن الكليات ، أو التخصصات الموجودة بالجامعة الإلكترونية ولهؤلاء نقول أنها تضم 3 تخصصات فقط، تشتمل على كليتين فقط الأولى لإدارة الأعمال، والثانية لتكنولوجيا الحاسبات والمعلومات ، وتمنحان درجة البكالوريوس، أما التخصص الثالث والذى من المقرر أن تبدأ الدراسة به قريبا فهو برنامج الدراسات التربوية، والذى يمنح دبلوم الدراسات العليا فى هذا التخصص. معايير القبول بالجامعة والقبول كما يقول القائم بأعمال رئيس الجامعة له نفس الشروط، والقواعد التى يتم بمقتضاها قبول الطلاب بالجامعات، الخاصة ، والتى أقرها المجلس الأعلى للجامعات، وللقبول بكلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات يشترط الحصول على شهادة الثانوية العامة علمى بمجموع لا يقل عن 26% ويشترط ألا يكون قد مضى عليها أكثر من 01 أعوام، وتقبل الجامعة خريجى الثانوية الأزهرية، على ألا يقل مجموع المواد الثقافية عن 26% ، وألا يكون قد مضى عليها أكثر من 01 اعوام، كما تقبل الحاصلين على الثانوية المعادلة الأجنبية بشرط مرور 3 سنوات بعد حصول الطالب على الشهادة الإعدادية، مع إحضار التسلسل الدراسى الكامل، بشرط الا يقل مجموع الطالب فى امتحان SAT عن 0021 درجة، كما تقبل الثانوية المعادلة (صناعى قسم الكترونيات) بمجموع لايقل عن 57% وألا يكون قد مضى عليها أكثر من 01 أعوام، وأن يجتاز الطالب اختبار اللغة والرياضيات. الجامعة ومكتب التنسيق! ولايتم التقديم للدراسة بالجامعة الإلكترونية فى مكتب التنسيق كما هو معتاد بالنسبة لخريجى الثانوية العامة، بل يمكن للطالب أن يتقدم لمقر الجامعة مباشرة، لتتولى الجامعة إرسال ملفه للمجلس الأعلى للجامعات لمراجعتها، والتأكد من مطابقتها للقواعد التى وضعها المجلس فى هذا الشأن، كما تخضع المناهج لمتابعة وإشراف اللجان القطاعية فى المجلس الأعلى للجامعات، ويشترط أن تصلح البرامج الدراسية لتخريج طلاب بمستوى جيد، وتبدأ الدراسة فيها فى نفس مواعيد الدراسة بالجامعات الأخري، وتضم الجامعة حاليا نحو 011 طلاب من العام الدراسى الماضي، ومثلهم أو يزيد قليلا هذا العام، ويرجع انخفاض عدد الطلاب فى الموسم الدراسى الحالى بسبب أزمة السنة الفراغ التى قللت عدد الملتحقين بالكليات من خريجى الثانوية العامة فى محتلف الجامعات. فصول افتراضية! نأتى إلى أسلوب إدارة العملية التعليمية وهو الأم وعنه يقول الدكتور ياسر دكرورى، إن نظام التعليم بالجامعة يقوم على أن الطالب يعلم نفسه بنفسه، فالطالب هو محور العملية التعليمية، وهناك أعضاء بهيئة التدريس، يقومون بالتواصل مع الطلاب الكترونيا، حيث تتم الدراسة بنظام الفيديو كونفرانس، من خلال قاعات مجهزة، ومتصلة بمراكز دراسية فى 3 محافظات هي: القاهرة، والغربية، وأسيوط بحيث يجلس الأستاذ فى القاعة، ويلقى محاضرته التى يتابعها فى نفس الوقت طلاب الجامعة، ويتواصلون مع أستاذهم، يناقشونه، ويسألونه، ويرد هو على استفساراتهم فى نفس اللحظة، أما الطالب الذى لايستطيع الحضور إلى المراكز الدراسية، فيمكنه متابعة المحاضرة التى فاتته من خلال «بورتر الجامعة» على الانترنت، كما يتم تحديد مواعيد لانعقاد مايسمى «بالفصول الافتراضية» أو الإلكترونية، ويستطيع الطالب الدخول من منزله، أوأى مكان مزود بخدمة الانترنت فى الوقت المحدد لانعقاد الفصل الافتراضي، والانضمام إليه، وبمجرد قبول الطالب بالجامعة يتم إنشاء بريد الكترونى له، يتم من خلاله تبادل الرسائل والمعلومات الخاصة بالبرامج الدراسية، كما يتم إعداد نسخة الكترونية من المقررات الدراسية، وتقتصر الدراسة على يومين أسبوعيا، وهناك 3 فصول دراسية: الأول يبدأ فى سبتمبر وحتى يناير، والثانى من فبراير حتى يونيو، والثالث هو كورس دراسى مكثف ويبدأ فى يونيو وينتهى فى أغسطس، وهناك فرصة لالتقاء الطلاب بالمعيدين، والأساتذة فى المراكز الدراسية، وجها لوجه، فى إطار ما يسمى بالتعليم المختلط المماثل لنظام التعليم فى الجامعات العادية، بينما يشترط فى الامتحانات حضور الطالب إلى مقر المركز الدراسى للتأكد من هويته، وهناك امتحانات الكترونية، وورقية حسب طبيعة البرنامج الدراسى الذى يلتحق به الطالب، وتمنح الجامعة الطالب حقيبة دراسية تضم البرامج الدراسية ورقية، ونسخة على (CD) ويتم تزويد الطالب ب «فلاشة»، بحيث يتمكن الطالب المسجل بالجامعة فقط من استخدامها فى الدخول على الموقع المخصص لذلك على الانترنت، وهى مقصورة على البرامج التى يقوم طالب الجامعة بدراستها. قلت ألا ترى أن معدل الإقبال على الجامعة لايزال ضعيفا؟ القائم بأعمال رئيس الجامعة: نعم، لكن الجامعة بدأت الدراسة فى الموسم الدراسى الماضي، كما أن ثقافة التعليم الإلكترونى لاتزال غائبة عن الكثير من الناس، كما أنها أى الجامعة الإلكترونية لا تحظى بالثقة لدى الكثيرين. فيما يتعلق بجدواها التعليمية.