أعاد المركز القومي للترجمة طرح نسخ جديدة في مكتبات القاهرة من الترجمات العربية التي صدرت لأعمال ماريو فرجاس يوسا. وكان المركز قد أصدر لفارجاس كتابين قامت بترجمتهما هالة عبد السلام وراجع الترجمة محمد أبو العطا أستاذ اللغة الاسبانية وآدابها في كلية الألسن( جامعة عين شمس) وصدر الكتابان ضمن سلسلة( الإبداع القصصي) التي يشرف عليها خيري دومة أستاذ الأدب العربي في جامعة القاهرة, الكتاب الأول:( الجراء) رواية قصيرة كتبها يوسا عام1967. والكتاب الثاني هو( الرؤساء) ويشمل ترجمة لمجموعة من القصص القصيرة صدرت في لغتها الأصلية عام.1959 وما يميز هذه الترجمة أنها مترجمة مباشرة عن لغتها الأصلية فضلا عن حصول المركز علي حقوق نشرها باللغة العربية. بدأت الحياة العملية ل يوسا عندما نشرت مجموعته الرؤساء عام1956. في إسبانياوفاز بها بجائزة ليوبولدو ألاس كما فازت إحدي قصص المجموعة بجائزة إحدي المجلات الفرنسية, وكانت الجائزة رحلة إلي باريس لمدة خمسة عشر يوما, وكان قبل ذلك قد كتب مسرحيته هروب الإنكا ومثلت علي خشبة المسرح عام1952. وكانت مجموعة الرؤساء هي الأولي والأخيرة في مسيرة يوسا الإبداعية, الذي تفرغ فيما بعد لكتابة الرواية والمسرح لكنه ظل يحمل حنينا خاصا لهذه المجموعة,لأنها كتبت في أصعب فترات حياته, حين كان يبحث عن لقمة العيش, كما أن هذه المجموعة ظهرت عبر موضوعات أخري في أعماله اللاحقة, لذلك كان يعتبرها يوسا عالما مصغرا لبقية أعماله. وفي بعض قصص المجموعة استوحي يوسا عالم المدرسة, الذي استمده من تجربته الذاتية عندما التحق بإحدي المدارس العسكرية,وهو يتبني في أعماله الواقعية التي تتضمن إلي جانب ذلك واقعا متخيلا. وكان يوسا يلتقط أنفاسه بعد ما أنهي روايته المنزل الأخضر عام1965, وقبل أن يشرع في كتابة روايته الثالثة,قرر كتابة قصة كانت تجول في خاطره منذ زمن, وبالفعل انتهي من كتابة الجراء التي ظهرت طبعتها عام1967 والحادثة المركزية في القصة حدثت بالفعل في بيرو وقرأها يوسا خبرا في الجرائد, وأخذ الموضوع يتبلور في ذهنه إلي أن خرج للنور في شكل قصة قصيرة طويلة. تقول هالة عبدالسلام في مقدمة القصة إنها انصهار بين ذكريات الكاتب والحادثة التي قرأ عنها في الصحيفة, حيث تدور الأحداث في مدرسة تشبه تماما مدرسة دي لاسال, التي درس بها الكاتب_, والتي تقع في مكان متواضع نوعا ما,ونجد في هذه القصة أن تلاميذ المدارس, لكي يتخطوا جدار السلوك العائلي المنغلق والتربية التقليدية يكذبون للوصول إلي أغراضهم, وينتهي بهم الأمر إلي أن يصبحوا سربا من الكلاب أو مغتصبي أدوار الأكبر سنا. وبمناسبة حصول يوسا علي جائزة نوبل هذا العام يقيم المركز معرضا للأدباء الحاصلين علي الجائزة, والذين ترجم المركز اعمالهم وذلك في مقر الجزيرة لمدة اسبوع. طارق عزب