بعد مرور صيف ساخن عانينا منه أشد المعاناة, خصوصا نحن سكان القاهرة لما صاحب حرارته المرتفعة من تلوث بعادم السيارات والمصانع والمسابك والمكامير الي جانب انبعاث نواتج حرق الغاز الطبيعي المنبعثة من المداخن المثبتة خارج كل شقة وما ان هل علينا شهر سبتمبر وانحسر الارتفاع في درجة الحرارة وعادت درجات الحرارة حول معدلاتها الطبيعية في هذا الوقت من السنة( قرب قدوم الخريف) حتي بدأنا نشعر بشئ من الراحة بعد طول عناء خصوصا كبار السن, وما يعانونه من أمراض مزمنة, لكن المسئولين أبوا ان يتركونا ننعم بهذه الراحة وأطلقوا علينا ما سمي بالسحابة السوداء التي نعاني منها سنويا, وهذا العام جاءت السحابة مع روائح تزكم الأنوف, وأصبح الليل معاناة حقيقية لنا نحن كبار السن حيث نصاب بضيق شديد في التنفس وغثيان ودوار وتهيج في الشعب الهوائية وأرق وحساسية في العين نتيجة لتنفس هذه الغازات السامة( غازات الكربون والكبريت والنيتروجين وغيرها). إن من أبسط حقوق الإنسان المصري التي كفلها القانون والدستور والمواثيق الدولية ان يتنفس هواء نقيا كبقية خلق الله في المعمورة, حيث ينص الدستور المصري علي ان حماية البيئة واجب وطني وينظم القانون التدابير اللازمة للحفاظ علي البيئة الصالحة, وبهذا النص صار لدينا السند الدستوري الأصيل للحق في بيئة نظيفة وصالحة للحياة, كما نص قانون البيئة علي عدد من النصوص القانونية التي تضمن تمتع المواطن بالحق في وجود بيئة نظيفة حيث أفرد القانون مادة واحدة مكونة من أربع فقرات علي تلك الضمانات فإذا عجز المسئولون عن توفير هذا الحق حماية للدستور والقانون, فمن حقنا نحن دافعو مرتبات هؤلاء المسئولين من الضرائب ان نطالبهم بالرحيل؟ د.فاروق فهمي أستاذ الكيمياء المتفرغ بعلوم عين شمس