بعد انقضاء أسبوعين من العام الدراسي الجديد بالجامعات والذي يسبقه اجراءات قبول طلاب جدد من خلال مكتب التنسيق الذي يشهد حاليا عددا من الاجراءات الجديدة. أو القرارات يمكنها أن تحدث تطويرا في المنظومة الجامعية يختلف أو يتفق حولها الخبراء واساتذة الجامعات وأولياء الأمور والطلاب. وفي حوار مع الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي حول الجامعات والمستقبل والموقف الراهن أجاب الوزير عن العديد من الأسئلة التي قد تكشف عن الشكل والمضمون وحالة التعليم ومدي تأثيرها في المجتمع. ** متي سنشهد تطويرا في المناهج الجامعية وأساليب التدريس واستخدام المراجع والتكنولوجيا الحديثة؟ - الوزير: الجامعات تقوم بتطوير جميع برامجها من خلال لجان القطاعات بالمجلس الأعلي للجامعات ويتم حاليا إدخال برامج دراسية حديثة تواكب العلوم الحديثة بالمشاركة مع الأساتذة في مختلف التخصصات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الدرجات والفصول التطبيقية والورش والمعامل أصبح سمة والكليات تستعين بها وفقا لبرنامج ومازل أمامنا مراحل أخري لتطوير منظومة المناهج وأساليب التدريس وتحويل جامعاتنا إلي جامعات منافسة عالمية, وقد بدأ بالفعل عدد كبير من الاساتذة والباحثين بالجامعات والمراكز البحثية في نشر ابحاثهم باللغة الانجليزية في المجلات والدوريات العالمية وبدأنا نظهر بشكل جيد في التصنيفات العالمية للجامعات, ولكن نؤكد أيضا أن أمامنا طريقا يحتاج إلي جهد وتكاتف من الجميع. ** علي سبيل المثال كليات التربية بأنواعها كثر الحديث حول دورها ونوعية الخريجين خاصة أنهم معلمون يؤثر دورهم في بناء شخصية التلاميذ.. وحال المدارس حاليا لا يسر؟ - الوزير: المجلس الأعلي للجامعات سوف يبحث خلال جلسات مقبلة هذه القضية الخطيرة خاصةوأن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء مهتم كثيرا بهذه القضية وعقد عدة اجتماعات وزارية لأهمية تطوير برامج هذه الكليات التي تمتد إلي جميع محافظات مصر ويسهم خريجها في جميع المدارس, وإن كان هناك اختلاف بين تطبيق النظام التكاملي أو التتابعي واؤكد اننا بحاجة الي النظامين وسنحافظ علي التوازن بينهما والمجلس الأعلي للجامعات يدرس حاليا برنامجا لدعم وتنمية اعضاء هيئات التدريس بهذه الكليات وبما يتناسب مع المعايير الدولية.. ولدينا قناعة بأن كليات التربية تحتاج خلال هذه الفترة إلي استكمال التطوير الشامل والجذري لتؤدي دورها العظيم تجاه المجتمع وتستكمل اهتمامها بتخريج النوعية التي تسهم بشكل كبير في تحسين العمليةالتعليمية. ** في العام الماضي بدأ العام الدراسي بمشكلة الطالبات المنتقبات.. وهذا العام بدأ بعضوات هيئات التدريس من المنتقبات وعدم دخولهن المحاضرات في بعض الجامعات؟ - الوزير: تصادف ذلك فقط خلال بدء الدراسة العام الماضي والحالي بسبب العديد من المشاكل التي تواجه الجامعات وتضر بالطلاب والعملية التعليمية وهناك احكام قضائية في هذا الشأن ونحن ملتزمون بها.. دخول الطالبات المنتقبات الامتحانات وفقا لأحكام القضاء وعلي الطالبة ان تكشف عن وجهها متي طلب منها ذلك والوقت المطلوب فترة الامتحان اماالمدن الجامعية للطالبات وكل ساكنيها من الطالبات والمشرفات لا يوجد مبرر ان تخفي طالبة وجهها عن زميلاتها.. بالنسبة لعضوات هيئات التدريس داخل المدرجات فهذه الظاهرة غير صحية وإلا كيف سيحدث التواصل والتفاعل بين الأستاذ والطالب كذلك داخل المعامل والورش والفصول الدراسية.. وإذا ارادت الأستاذة الالتزام بالنقاب فعليها الجلوس في مكتبها وسيقوم الطلاب بمخاطبتها من خلال التليفون لانه لاضرورة في هذه الحالة.. ** ومازالت هناك حتي الآن مشاكل خاصة بالطلاب المصريين الحاصلين علي الشهادات الأجنبية في القبول بالجامعات بعد مرور11 عاما من الحصول عليها.. وكذلك هناك قضايا. - الوزير: المجلس الاعلي للجامعات طبق اسس المعادلة للثانوية العامة مع اعتبار السلم التعليمي11 عاما منها8 سنوات تعليم اساسي و3سنوات تعليم ثانوي تطبيقا لقرارمعادلة الشهادة الانجليزية الصادر من وزير التربية والتعليم عام1990 والذي ينص علي قضاء3 سنوات بعد التعليم الاساسي00اما بالنسبة لل12 عاما فسيطبق من العام الدراسي المقبل اي تنسيق2011-002012 والجامعات الخاصة والاهلية اتخذ مجلسها بعض القرارات التي تتغلب علي بعض الصعوبات التي تواجه الطلاب هذا العام. **..وكيف تسمح للجامعات الخاصة مالم تسمح به للجامعات الحكومية ؟ - الوزير: تقدمت الوزارة الي مجلس الجامعات الخاصة بمذكرة لمحاولة ايجاد مخرج لهؤلاد الطلاب المخالفين في ضوء وجود اماكن بهذه الجامعات لهذا العام وكذلك توافق النظام الدراسي بها الذي يعتمد علي الساعات المعتمدة والنقاط مع نظام الثانوية الانجليزية الذي درس لهؤلاء الطلاب فقرر المجلس قراره بالتحاقهم خلال يناير المقبل وهو لايتوافر في الجامعات الحكومية التي تدرس وفقا لنظام الفصلين الدراسيين0 ** ولكن هناك جامعات تقبل الطلاب المقرر قبولهم في الفصل الدراسي الثاني بالفصل الدراسي الأول وتقيدهم ويسددون المصروفات؟ - الوزير: هذا الاجراء مخالف لقرار مجلس الجامعات الخاصة.. وإذا قامت جامعة بذلك تكون قد خالفت القرار والقواعد المنظمة له.. وفي النهاية هؤلاء الطلاب يتم تسجيل ملفاتهم بمكتب القبول بالوزارة وإذا حدث وخالفت جامعة فسيتم محاسبتها من مجلس الجامعات الخاصة.. ونحذر اولياء الأمور والطلاب من هذا الاجراء حفاظا علي مستقبل اولادهم. ** يشتكي بعض اوائل الكليات من عدم تعيينهم معيدين.. وكذلك خلال اختيار المبعوثين إلي الخارج للحصول علي الدرجة العلمية؟ - الوزير: المعيدون يتم تعيينهم بترشيح من كلياتهم وبقرار من مجلس الجامعة ولكن من الضروري ان يتم تعيينهم في كل قسم علمي في إطار الاحتياجات الفعلية وهيكل القسم العلمي والجامعة, ونواب ووكلاء الجامعات لشئون الدراسات العليا والبحوث يعرفون ذلك جيدا, حيث لكل جامعة خطة بحثية واحتياجات من التخصصات الفعلية وعلي اساسها فتقوم الجامعات بالتعيين في حالة الحاجة اليهم. والجامعات مستقلة وفقا للقانون في تقدير احتياجاتها.. أما بالنسبة للمبعوثين إلي الخارج تقوم الجامعات ايضا بتحديد المجالات والتخصصات المطلوبة في البعثات ويتم التقدم لكل بعثة معلن عنها من بين الجامعات ومراكز البحوث ويتم الترشيح لمن يفوز بالبعثة علي اساس التنافسية والجودة بين المتقدمين وذلك بهدف اختيار أفضل العناصر. ** متي تتزايد أعداد الكليات أو الجامعات للتقدم إلي هيئة الجودة للحصول علي الاعتماد خاصة أن الجودة أصبحت عاملا اساسيا في تقدير قيمة وقدرة وقوة الجامعة تعليميا وبحثيا؟ - الوزير: الجامعات مهتمة جدا بقضية الجودة والحصول علي الاعتماد.. ولكن في البداية لم تكن مستعدة وجاهزة للتقدم.. والدولة خصصت مليار جنيه للجامعات علي مدي5 سنوات لتعدل برامجها وتتقدم للهيئة وحاليا هي بصدد تطبيق معايير الجودة علي جميع الكليات والمعاهد سواء الحكومية أو الخاصة وقد حصلت كليتان بالفعل علي الاعتماد من الهيئة و4كليات لها مهلة تحصل خلالها علي الاعتماد قبل مرور عام وهناك خطة لتقدم أكثر من103 كليات للاعتماد خلال العامين القادمين بعد الانتهاء من التأهيل.. وسوف يتم تخصيص بعض الحوافز للكليات التي تحصل علي الاعتماد في إطار تشجيعها والحفاظ علي مستواها الذي وصلت إليه.. ** أعضاء هيئات التدريس دائما يتساءلون عن مشروع الحافز وتأخر الصرف بالجامعات.. وهل مازال مستمرا؟ - الوزير: المشروع مستمر لزيادة دخول أعضاء هيئات التدريس بما يتناسب مع مكانتهم العلمية والمجتمعية وهو ما نؤكد عليه وكذلك الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء اكد ذلك خلال لقائه برؤساء الجامعات ولكنه مرتبط بجودة الاداءويحتاج إلي تدقيق من العمداء ورؤساء الأقسام في تنفيذ الضوابط المطلوبة في إطار هذا المشروع وذلك تمهيدا للدخول في المرحلة الثانية منه, حيث اننا مازلنا في المرحلة الأولي منه. ** واجه اعداد من الطلاب نهاية العام الدراسي الماضي مشاكل وصعوبات في بعض الجامعات بتخفيض درجات الرأفة مما تسبب في رسوب اعداد علي درجة أو درجتين في المواد.. والآن هناك حديث عن إلغائها.. كيف ذلك؟ - الوزير: أولا المجلس الأعلي للجامعات شكل لجنة منذ عام وأكثر لدراسة مشكلة درجات الرأفة التي تحتسب لعدد من الطلاب الراسبين في مادة أو أكثر.. وفي نفس الوقت هناك مشكلة أخري تتعلق بالجودة واعتماد الكليات.. فكيف تعتمد هذه الكليات من هيئة الجودة وطلابها كانوا راسبين وتم نجاحهم بدرجات إضافية تضر في نفس الوقت الطلاب المتفوقين والذي يعني أن نظام التعليم داخل هذه الكليات ليس سليما ولا يحدث ذلك في أي دولة في العالم.. بل وصل الأمر إلي أن احد الطلاب يطلب زيادته في مادة ما بدرجة أو درجتين حتي يحصل علي درجات الرأفة لينجح وكأن ذلك قانوني ومتاح ونظام متبع واصبح الطلاب يتعاملون معه علي اساس انه حق لهم.. لذلك الاتجاه في المجلس الأعلي للجامعات أن يتم تفعيل لجان الممتحنين كما هي في القانون التي تقوم بدراسة نتائج امتحانات كل مادة وتحدد متوسط النجاح وترفع النتائج وفقا للنتيجة العامة باحتساب درجة أو درجتين او غيرها لجميع الطلاب وليس للراسبين فقط.. أما موضوع درجات الرأفة وزيادة درجات للراسبين فسيتم إلغاؤه لأنه لا يحقق ايضا العدالة بين الطلاب ويؤثر علي الطلاب المتفوقين ولا يمكن للجامعات أن تساعد الراسبين وتضر المتفوقين. ** الانتخابات الطلابية وتشكيل الاتحادات اقترب موعدها وفي نفس الوقت يتساءل البعض عن الأنشطة الطلابية علي مدي العام الدراسي واهتمام الجامعات لحاجة الطلاب إليها.. وان هناك جامعات ليس لديها المفهوم الواضح للقيام بتنفيذ برامج حقيقية للأنشطة؟ - الوزير: انتخابات الاتحادات الطلابية ليس بها جديد غير ضرورة ان يشارك الجميع في العملية الانتخابية لنأتي بالطلاب القادرين علي خدمة زملائهم في الكليات والتدريب علي المشاركة الايجابية واختيار الاصلح وهي فرصة متاحة للجميع وفقا للائحة الطلابية للمشاركة والتي ترتبط بالأنشطة الطلابية وضرورة اهتمام الجامعات بها لأن دور الجامعة لا يقتصر فقط علي العملية التعليمية ومشاركة الطلاب في العمل التطوعي لخدمة المجتمع واكسابهم سلوكيات الترشيد للطاقة والمياه والغذاء وغيرها والتعود علي العمل كفريق واحد وتبصيرهم بالقضايا الداخلية والخارجية المرتبطة ببلادهم والاستماع إلي آراء الآخرين واحترامها والاختلاف. ** وأخيرا يشتكي البعض من المواطنين من الخدمة داخل المستشفيات الجامعية؟ - الوزير: المستشفيات الجامعية تقدم خدمة علاجية للمواطنين بجانب دورها الأساسي: الابحاث العلمية والتعليم والتدريب, ونبحث حاليا عن وسائل أخري للارتفاع والارتقاء بالخدمة العلاجية ويتم حاليا اعداد مشروع لتطوير هذه المستشفيات في15 جامعة حكومية, وسوف يتم الاعلان عن نتائج الدراسة في بداية عام002011 وللعلم المستشفيات الجامعية تعالج بين12 و14 مليون مواطن سنويا خاصة ممن يحتاجون الي العلاج المتخصص بالمجان. [email protected]