في ختام مهرجان الاسكندرية السينمائي السادس والعشرين لدول البحر المتوسط(14 19 سبتمبر) طلبت الممثلة البوسنية زرنيكا سفتيزتش الفائزة بجائزة أحسن ممثلة عن فيلم علي الطريق الكلمة .وقالت أن الجائزة الحقيقية التي ربحتها من المهرجان أنها التقت وصافحت عمر الشريف. وكم كانت صادقة هذه الممثلة فوجود عمر الشريف منح المهرجان قوة وأكسبه صفة الدولية سواء في حفل الافتتاح أو في فاعليات المهرجان لعدم وجود أي مخرجين كبار أو نجوم من دول المتوسط في ضيافة المهرجان. ورغم أن ادارة مهرجان الاسكندرية برئاسة ممدوح الليثي حرصت علي مشاركة14 دولة متوسطية في المسابقة الرسمية واختارت مجموعة لا بأس بها من الافلام إلا أن المسابقة خلت من أي فيلم عرض أول وهو الامر الذي تتفاخر به المهرجانات الكبيرة كما أن ميزانية المهرجان المحدودة حالت دون دعوة أو استضافة المخرجين والنجوم الكبار من دول المتوسط لذلك وجدنا جوائز المسابقة الرسمية التي كانت ترأسها المخرجة التونسية مفيدة تلاتلي يصعد لتسلمها فوق خشبة المسرح ممثلين من سفارات الدول الفائزة كما حدث مع الفيلم الفرنسي مرحبا الفائزة بجائزتي أحسن فيلم وأحسن سيناريو. هذا الامر لم يستطع ممدوح الليثي رئيس المهرجان تداركه ووجدت ضالته في عمر الشريف ليصبح ضيف شرف المهرجان وبطل فيلم الافتتاح المسافر اخراج أحمد ماهر بل ان ندوة فيلم المسافر كانت الحدث الأهم بين كل فاعليات المهرجان لما حدث فيها من جدل بحضور عمر الشريف وعموما فأن مهرجان الاسكندرية يعاني طوال تاريخه من عدم استطاعته تحقيق مهرجان لدول المتوسط يجعل له مكان بين مهرجانات المتوسط ولعل سر استمراره هو مدينة الاسكندرية نفسها التي تحظي دوليا بمكانة كبيرة. ولكن علي مستوي آخر حاول ممدوح الليثي تعويض هذا النقص بمحاولة جذب النجوم المصريين فقام بتكريم13 سينمائيا من بينهم عشرة سينمائيين مصريين وهو أمر يمكن تقبله في مهرجان محلي أو قومي ولكنه يصبح هنا نقطة ضعف.. وتكرر نفس الشيء من خلال استفتاء حول أهم عشرة أفلام منذ بداية القرن الجديد وهذا الاستفتاء جذب عدد كبير من كبار المخرجين والنجوم المصريين واخذ معظم الاضواء من التوجه الاساسي للمهرجان المتوسطي ثم في حفل الختام كان استفتاء أفضل أفلام هذا العام وصعد الي المسرح41 ممثلا ومخرجا وفنيا مصريا الي خشبة المسرح فاصبحنا مهرجانا محليا بامتياز. نعم.. كانت هناك أفلام جيدة ومتميزة تستحق المشاهده بحق واقيمت ندوات جادة ومثمرة سواء تلك التي ناقشت سينما المرأة او التي استضافت سميرة أحمد وعلي بدرخان وجميل راتب وندوة الفضائيات التي حضرها اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون والتي اعلن فيها عن عودة التليفزيون للانتاج السينمائي وهو أمر ايجابي يجب دراسته حتي لا تتكرر تجربة التليفزيون السابقة والتي كم كانت يائسة وبشكل عام نستطيع القول بانه لم يكن هناك جديدا في هذه الدورة من مهرجان الاسكندرية ولكنها خرجت في اطار من التنظيم والانضباط التي افتقدته في دورات عديدة.. وكانت السلبية الأكبر هي أن المهرجان اصبح يتجه بقوة نحو المحلية ويكاد ينسي عنوانه الاصلي والحقيقي والمهم بانه مهرجان لدول البحر المتوسط.