يفتتح السيد الرئيس محمد حسني مبارك قريبا الأكاديمية المصرية للفنون بالعاصمة الإيطالية روما، بعد إنتهاء مشروع تطويرها بمراحله المختلفة وتأثيثها بالكامل. إضافة لمبان الأكاديمية التى روعي في تصميمها المعمارى المميز الجديد تطعيمها باللمسات المصرية العصرية، لتنفرد إبداعا وأصالة بين كل ماحولها من الأكاديميات العالمية الكائنة بحدائق فيللا بورجيزى الشهيرة في أروع أحياء روما . صرح بذلك فاروق حسني وزير الثقافة، الذي وصف الأكاديمية المصرية للفنون بالعاصمة الايطالية روما بأنها حدث ثقافي غير عادي، ومشروع مشرف إلى أبعد الحدود، بعدما أصبحت المؤسسة الثقافية الوحيدة المتكاملة خارج مصر، والتى أصبح لها شكل ومضمون يعبر عن مصر بحضارتها وتاريخها العريق، ولتكون بحق سفيرة للعرب بوصفها الأكاديمية العربية الوحيدة بين 17 اكاديمية عالمية للفنون بروما . وقال إن الاكاديمية شرفت مؤخرا بزيارة للسيد الرئيس حسني مبارك تفقد خلالها سيادته مشروعات التطوير المختلفة ومبان الأكاديمية ومتحف الآثار والقاعات الجديدة، حيث أعرب سيادته خلال الزيارة عن إعجابه الشديد بالأكاديمية فى ثوبها الجديد، كونها علم مصري كبير جدا فى الخارج . وأضاف فاروق حسني أن مبنى الاكاديمية في ثوبه الجديد يعتبر نقلة معمارية كبيرة، لتتلائم مع المستحدثات الفنية العالمية، بدءا من الواجهات الخارجية المصممة من الستائر الزجاجية العاكسة وبلاطات الرخام المنقوشة بالزخارف الغائرة بالحروف الهيروغليفية، حتي القاعات الداخلية المصممة بتصميمات عصرية ذات الطابع المصري، حيث أزيلت كافة الحوائط الداخلية القديمة وتم العمل بالمبنى بداية من الحوائط الخرسانية ليصل الى هذا الشكل المعماري المبهر والقيم لهذا الصرح الثقافي المصري بروما. من جانبه أشار مدير الأكاديمية الدكتور أشرف رضا إلى "المتحف المصرى" الذى يقام لأول مرة خارج مصر بشكل دائم داخل الاكاديمية والذي يفتتح أيضا مع الإفتتاح الرسمى للأكاديمية، ويضم أكثر من 120 قطعة أثرية من مختلف الحضارات المصرية، من الآثار الفرعونية والقبطية واليونانية الرومانية والإسلامية، حيث تم إختيار مجموعة متميزة منها كقطع من مجموعة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون ومومياوتان وتمثال للملك خفرع ورأس الأسكندر الأكبر وآخر لإخناتون وبعض لوحات "وجوه الفيوم" وعدد من الحلى والعملات والبرديات والأوان والخزف . وأضاف أشرف رضا أنه قد تم إستحداث العديد من القاعات الجديدة بالأكاديمية المصرية بروما منها قاعة "الفن الحديث" التى تضم أعمال فنانى الرعيل الأول والثانى للفنانين المصريين، وقاعة "الإيجيبتومينيا" المقصود به الولع بالمصريات، والتى تضم مقتنيات الملك فاروق الأول من الأثاث الفرعونى من مقتنيات ركن حلوان، وقاعات للمعارض التشكيلية والمؤتمرات، وقاعة للسينما والمسرح تم تجهيزها بأحدث التقنيات الصوتية والضوئية، لإستقبال العروض الفنية ومهرجانات السينما . يذكر أن إفتتاح الاكاديمية المصرية للفنون بروما يتزامن مع الاحتفالات بمرور ثمانين عاما علي انشائها، حيث يتم الآن اعداد خطة الاحتفالية التي تشمل العديد من الندوات الثقافية والفنية عن تاريخ الفن المصري، واصدار مجموعة من الكتب التاريخية تحكي أعمال الفنانين المصريين في مختلف الاساليب الفنية، وكذا معارض الفن التشكيلي لكبار الفنانين وعلي رأسهم الفنان الراحل راغب عياد صاحب فكرة إنشاء الأكاديمية المصرية بروما . ومن المعروف أن الأكاديمية المصرية للفنون انشئت عام 1929، وهي الاكاديمية العربية والافريقية الوحيدة بالعاصمة الايطالية روما، وتهدف إلي نشر وتعريف الثقافة المصرية والعربية في إيطاليا وأوروبا، ومزج الابداع المصري بالايطالي عن طريق الانشطة الفنية والثقافية، والتعاون مع المؤسسات الثقافية الإيطالية في تخطيط وتنفيذ برامج التعاون الثقافي بين الدولتين الصديقتين مصر وإيطاليا .