أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن سرطان الرئة هو السبب الأول للوفاة نتيجة الإصابة بالسرطان علي مستوي العالم, وأن التدخين هو السبب الرئيسي في87% من حالات الإصابة, كما أن التعرض الطويل للتدخين السلبي يسبب إتلاف الحمض النووي للخلايا ومن ثم الإصابة بأورام الرئة. جاءت هذه النتائج من خلال حلقة نقاش علمية تحت عنوان' معا ضد سرطان الرئة' وأشار الباحثون فيها إلي أن70% من المرضي يتم تشخيصهم في حالات متأخرة, وتمثل حالات الإصابة بمصر في الرجال أكبر من السيدات حيث تمثل2,8% من الرجال و4,2% من الإناث من إجمالي حالات السرطان في العالم العربي. ووفقا لأحدث تقرير للمعهد القومي للسرطان تؤكد الدكتورة رباب جعفر أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام أن متوسط أعمار المصابين بسرطان الرئة في مصر5,62 عاما بالنسبة للرجال, كما يشير التقرير إلي أن سرطان الرئة يعد ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا, حيث يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي بالنسبة للسيدات وبعد سرطان البروستاتا بالنسبة للرجال. ومن أهم أسباب الإصابة بسرطان الرئة تلوث البيئة والتدخين والاسبستوس وكذلك الإشعاع مثل أشعة جاما, الأشعة السينية, وغاز الرادون, كما يعد الاستعداد الوراثي أيضا من الأسباب المهمة, وهذه العوامل تنشط الخلايا السرطانية وتتلف الحمض النووي, ويعد التدخين السبب الرئيسي في87% من حالات الإصابة بسرطان الرئة, كما أنه كلما زاد التعرض للتدخين السلبي أدي ذلك إلي إتلاف الخلايا والإصابة بأورام الرئة. وتوضح الدكتورة رباب جعفر أن سرطان الرئة هو نمو خلايا نشطة أو غير طبيعية يصعب السيطرة عليها في إحدي أو كلتا الرئتين, وتستمر هذه الخلايا في الانقسام لتكون كتلا من الأنسجة تسمي أوراما وتؤثر هذه الأورام علي وظيفة الرئة التي تتمثل في تزويد مجري الدم بالأكسجين ليتم نقله لجميع أجزاء الجسم, ونظرا لكبر حجم الرئتين قد يستمر السرطان في النمو لسنوات دون أن يكتشف. وهناك نوعان لسرطان الرئة هما سرطان خلايا الرئة الصغيرة ويمثل20% من حالات الإصابة بسرطان الرئة ويتميز بتكاثر خلايا الرئة الصغيرة بشكل سريع مع انتقالها لأجهزة الجسم الأخري, أما سرطان خلايا الرئة غير الصغيرة فيمثل80% من حالات سرطان الرئة. وتعتمد أعراض المرض علي عدة عوامل مثل مكان الورم ومدي انتشاره وحجمه وقد لا تظهر الأعراض علي حوالي5% من المصابين حتي يتم تشخيص إصابتهم, وتتضمن السعال ومخاط مصحوب بدم وصعوبة بالتنفس مع بحة بالصوت وألم بالصدر يحدث في40% من المرضي, علاوة علي الشعور بالإجهاد والتعب. وفي حالة تطور المرض قد يحدث فقدان الوزن وآلام بالعظام وارتفاع بالحرارة مع تورم بالوجه والرقبة. ويتم تشخيص سرطان الرئة, كما يقول الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة بالأشعة المقطعية والمنظار الرئوي الذي يدخل القفص الصدري ويأخذ عينة لتحليلها, وقد يتطلب الأمر أشعة الرنين المغناطيسي لتحديد نوع الورم بدقة, ويوجد أربع أنواع للعلاج علي حسب مرحلة المرض وهي الجراحة وتكون فعالة في حالة الورم السرطاني الموضعي الصغير, والعلاج الإشعاعي ويعتمد علي نوع معين من الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وتقليل حجم الورم, أما العلاج الكيميائي فهو يدخل مجري الدم لقتل الخلايا السرطانية وإيقاف تكاثرها وقد يتلف الخلايا السليمة ويؤدي لظهور أعراض جانبية مثل الغثيان والقئ وفقدان الشعر, وأخيرا ظهر العلاج الموجه والذي يصيب الخلايا السرطانية دون إيذاء الخلايا السليمة, وقد ثبت أنه يزيد نسبة السيطرة علي الحالات المتقدمة من25% إلي30% مقارنة بالعلاج الكيميائي منفردا.
