خبيئة الغوري التي انفرد الأهرام بالكشف عنها, ونشر تفاصيلها كاملة وتحولت لقضية رأي عام عاد وزير الثقافة فاروق حسني محاولا إغلاق ملفها في مؤتمر صحفي ضخم. ووسط حضور إعلامي متميز حرص وزير الثقافة علي التأكيد علي العثور عليها لدرجة أنه سمح وللمرة الأولي بدخول الصحفيين وكاميرات التصوير داخل مخازن متحف الجزيرة أحد أهم مخازن المقتنيات المتحفية في مصر.. المؤتمر الذي كان تأكيدا لوجود الخبيئة كان أيضا إعترافا رسميا بأن ما كتبنا عنه قبل أكثر من عشرة أيام لم يكن مجرد معلومات مجهلة أو أدعاءات غير حقيقية كما بدا من تصريح الوزير الأول عن الخبيئة عندما قال إنه لا يعلم عن وجود تلك الخبيئة شيئا. وبعد أن نشرنا وثيقة تؤكد أن الوزير يعلم بل وشارك في عرض الخبيئة ونسب اليه فضل رعايتها جاء بيان رسمي أول أيام عيد الفطر ليؤكد اكتشاف مكانها ثم مؤتمر الوزير ليعرضها لكاميرات التصوير حسما لأي محاولة للتشكيك في وجودها وعدم تعرضها للضياع.. ولكن ما جاء في مؤتمر وزير الثقافة يثير المزيد من التساؤلات حتي لو كان الوزير وكما صرح لا يعتبر ضياع لوحة زهور الخشخاش ضياع الدنيا علي حد قوله فنحن نعتبر ضياع3 لوحات من الخبيئة بداية النهاية لضياع مزيد من ثرواتنا الفنية والتاريخية فقد صرح السيد الوزير فاروق حسني أن ما لدي الوزارة80 لوحة فقط من لوحات الخبيئة وأنها كما قال التي تسلمتها الوزارة.. ولو كانت83 لوحة فنحن لا نعرف من أخذ الثلاث الأخري. ونحن نسأل ممن تسلمت الوزار ة اللوحات وهي أساسا التي اكتشفتها والاكتشاف تم علي يد أحد كبار موظفي الوزارة الفنان عز الدين نجيب وبحضور الدكتور أحمد نوار الذي كان يتولي وقتها قطاع الفنون التشكيلية وخرجت من الوكالة لمكانين لا ثالث لهما أولهما المتحف الاسلامي بباب الخلق حيث تم نقل الخبيئة إليه وتشكلت لجنة برئاسة مدير المتحف وقتها حيث تم توثيقها واكتشاف قيمتها التاريخية وإعداد تقرير كامل عنها والذي أكد ندرتها وتميزها ثم المكان الثاني وهو متحف الفن الحديث بدار الأوبرا حيث عرضت لمدة اسبوعين في سبتمبر واكتوبر1996 تحت رعاية وزير الثقافة نفسه وعادت بعد ذلك الخبيئة لحجرتها المغلقة بوكالة الغوري لتظهر أخيرا80 لوحة فقط في مخازن الوزارة أيضا. ويبقي سؤال هل من الممكن أن تتحرك خبيئة ضخمة ونادرة من مكان لآخر بدون محاضر رسمية يتم بموجبها تسلمها وتسليمها بين موظفي الوزارة وأين هذا المحضر وكما يؤكد الفنان عز الدين نجيب مكتشف الخبيئة أنها83 لوحة كما أكد خبراء المتحف الاسلامي واللجنة الرسمية التي تسلمت منه الخبيئة. وحتي تكتمل منظومة الاسئلة التي تحتاج لاجابات واضحة من وزارة الثقافة وأولها إذا كانت الوثائق موجودة فلماذا لا يراجعها وزير الثقافة ليتأكد من الرقم الحقيقي للوحات الخبيئة فربما يكون هذا بداية للعثور عليها في مخزن أخر وربما ليجيب عن سؤال آخر ما هي هذه اللوحات المفقودة وما هي قيمتها خاصة أن خبيئة الغوري تمثل أكثر من3 قرون من بدائع فن الخط العربي وتتفاوت قيمتها التاريخية والمادية.. والسؤال الأهم إذا كانت تلك الخبيئة ليست مسئولية وزارة الثقافة فمن المسئول عنها؟