إستدعى وزير الخارجية الصينى يانغ جيه تشى السفير اليابانى لدى الصين وقدم له شكوى وإحتجاجا شديد اللهجة ضد الاستيلاء غير المشروع على سفينة صيد صينية. فى المياه الواقعة قبالة جزر متنازع علي سيادتها بين البلدينوالواقعه في بحر الصين الشرقي (تسميها الصين دياويوى بينما تسميها اليابان سنكاكو).وذكرت وزارة الخارجية الصينية فى بيان أصدرته اليوم أن الوزير يانغ أبلغ السفير يويتيشيرو نيوا إصرار الحكومة الصينية على الدفاع عن سيادة جزر دياويوى ومصالح الشعب الصينى الثابتة فيها .وطلب الوزير يانغ من اليابان الافراج الفورى وغير المشروط عن السفينة المحتجزة منذ يوم الثلاثاء الماضى وكل أفراد طاقمها البالغ عددهم 14 شخصا والموجودين حاليا فى جزيرة إيشيجاكي جنوباليابان ، وكذلك ربان السفينه تشان تشى شيونغ الذى يبلغ من العمر 41 عاما والذى تم إقتياده صباح اليوم إلى مركز شرطة محلى فى جزيرة ايشيجاكى فى محافظة أوكيناوا حيث مثل أمام محكمة محلية .فى سياق متصل ، أكدت المتحدثه بإسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوى أن بلادها تعارض بمنتهى الحزم الطريقة التي تتناول بها اليابان حادث سفينة الصيد الصينية، وأنها لن تقبل مطلقا ان يطبق الجانب الياباني قوانينه المحلية على سفينة صيد صينية تعمل في تلك المنطقة" .. وأضافت "يتعين على اليابان إطلاق سراح السفينة وطاقمها على الفور لتجنب تصاعد الحادث".وقالت جيانغ "إن اليابان تتناول القضية بطريقة غير معقولة وغير قانونية وباطلة ، نتمنى أن يدرك الجانب الياباني مدى خطورة الوضع وجديته"، فيما أعادت التأكيد على أن جزر دياويوى هي أرض لا يمكن فصلها عن الصين وتطبيق الجانب الياباني للقانون المحلي على قوارب الصيد الصينية التي تعمل في هذه المنطقة سخيف وغير مشروع وغير سليم ولن تقبل الصين ذلك أبدا".ودعت الجانب الياباني إلى "التصرف برصانة" بشأن قضية النزاع على الأراضي واصفه إياها بأنها قضية بالغة الحساسية وإذا لم تتم معالجتها على نحو ملائم، فانها ستقوض بشده الوضع العام لمجمل العلاقات الصينية-اليابانية الأوسع نطاقا.وأكدت أن الصين أرسلت سفينة من ادارة الصيد لتنفيذ القانون للمياه القريبة من جزر دياويوى، معتبره ذلك التحرك يتفق مع القوانين الصينية ويهدف الى الحفاظ على الصيد وحماية أرواح وممتلكات الصيادين الصينيين في المياه".من ناحية أخرى، يواصل قرابة مائة مواطن صينى منذ يوم أمس الأول الأربعاء التظاهر بالقرب من السفارة اليابانية فى بكين إحتجاجا على ذلك الحادث .ويتولى الاشراف على تنظيم تلك التظاهرات التى تستمر لمدة نصف ساعه يوميا الاتحاد الصينى غير الرسمى للدفاع عن جزر دياويوى.وذكر شهود عيان أن المحتجين رددوا النشيد الوطنى الصينى ورفعوا الأعلام الوطنية ، وحملوا لافتات كتب عليها "لتخرج اليابان فورا من جزر دياويوى ، هذه الجزر صينية وكل بحر الصين الشرقى صينيا "وإنتقد لى ون المسئول بالاتحاد ، تصرف اليابان ووصفه بأنه عدوان وطالب بإطلاق سراح قارب الصيد وإخلاء سبيل الربان وأفراد الطاقم ، كما طالب الحكومة اليابانية بالإعتذار ودفع تعويضات عن الحادث .وهدد بأنه حال لم يتم الاستجابة لمطالبنا ، فسوف يقوم الاتحاد بتنظيم المدافعين عن جزر ديايوى للنزول على الجزيرة خلال الاحتفالات بالعيد الوطنى والتى تقام طوال الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل .يذكر أن سفينتين تابعتين لقوات خفر السواحل اليابانية إصطدمتا بسفينة الصيد الصينية يوم الثلاثاء الماضى ولم يتم الابلاغ عن وقوع إصابات جراء هذا التصادم ، بيد أنه تم إحتجاز القارب وأفراد الطاقم وإعتقال قبطانها.يذكر أن العلاقات الصينية اليابانية كانت قد تدهورت الى حد كبير في غامى 2005 و2006 ، وبذل البلدان الجاران الآسيويان جهودا حثيثة لتحسينها وإن ظلت قضية تنازع السيادة على جزر فى بحر الصين الشرقى النقطة الأكثر سخونه التى طالما عكرت صفو الأجواء بين البلدين.وكانت الصين واليابان قد عقدتا 13 جولة من المشاورات لتسوية القضايا الخلافية العالقه بينهما حول السيادة وحقوق التنقيب عن الموارد الطبيعية والصيد فى بحر الصين الشرقى بالتبادل بين بكين وطوكيو ،غير أن أيا منها لم يسفر عن تحقيق أى إختراقه بالنظر الى هوة الخلافات بينهما ،وإن إتفقا من حيث المبدأ على الالتزام بتسوية نزاعاتهما سلميا والتسريع بترسيم الجرف القارى والمناطق الصخرية وسلسلة الجزر غير المأهوله فى بحر الصين الشرقى وتعزيز التنمية المشتركة للموارد البحرية فى هذه المنطقة وتحويل بحر الصين الشرقي من بحر للنزاع والخلاف والتوتر بين الجارين الآسيويين وجعله بحرا للسلام والتعاون والصداقة وبما يتماشى مع المصالح الأساسية للبلدين والشعبين.يشار الى أن اليابان والصين تحتلان المركز الثانى والثالث كأكبر مستوردين للنفط الخام على مستوى العالم وهو مايجعل خلافاتهما على موارد الطاقة فى بحر الصين الشرقى الرقم الأصعب فى المعادلة اليابانية الصينية شديدة التعقيد.