فتاة مسلمة فقيرة تعمل في محل يمتلكه مسلم, تكفل بنفقات زواجها صاحب المحل المجاور المسيحي, حدث هذا في نجع حمادي التي قفز اسمها الي صدراة الاحداث بعد الاعتداء الاجرامي علي مسيحيين عشية عيد الميلاد المجيد. عبد المسيح نجار بسيط عاش زمنا في قرية نجع ابراهيم الملاصقة لمدينة نجع حمادي, كان جزءا من نسيج البيوت قبل أن يتقاعد من مهنته الشاقة ولم يكن مجرد صانع للاثاث والابواب والشبابيك بطريقة يدوية بدائية كانت هي السائدة منذ40 عاما مما كان يستدعي مكوث النجار في البيت اياما طويلة لاتمام العمل يأكل مما يأكل منه أصحاب البيت ويشرب مما يشربون. نموذجان اكتفي بسردهما يجسدان علاقة الناس في نجع حمادي التي ظلمها كتاب بعيدون لايعرفونها وصوروها بيئة للتطرف الديني والقتل العشوائي رغم كونها بلدا مسالما ولاتعرف قراها الثأر باستثاء قريتي حمردوم والشعاينة اللتين اضيفتا الي زمام مركز نجع حمادي ولم تكونا جزءا منه. إن من الخطأ في التعليق علي ماحدث في نجع حمادي ترديد كلام ساكت بلغة أهل السودان في أشارتهم الي الكلام الذي لافائدة منه عن التحام عنصري الأمة والهتاف بحياة الهلال مع الصليب.. كما أنه من الظلم للجميع وضد مصلحتهم تصوير الامر علي أنه حرب أهلية بين المسلمين والمسيحيين. والحقيقة أن هناك توترات بدأت منذ أواخر السبعينيات حيث ظهرت أصوات متطرفة في صفوف المسلمين تتنكر لمبادئ الدين الاسلامي في معاملة غير المسلمين مثلما ظهرت أصوات متطرفة علي الجانب المسيحي تغذيها أطراف تعيش في الخارج رأت أن من مصلحتها رفع لواء المسألة القبطية في مصر ونسجت قصصا خيالية عن الاضطهاد الذي يعانيه المسيحيون دون ادراك أن أغلبية المسلمين والمسيحيين في تلك البقعة المنكوبة بالفقر والمنكوبة بنواب في مجلس الشعب لايعملون من أجل الناس في منطقة توقفت فيها التنمية في السبعينيات مع اقامة مجمع الالومنيوم وكأن الناس توقفوا عن النمو بعدها. وزاد الطين بله التعامل الامني مع المشكلات التي تحدث بين المسلمين والمسيحيين وهي واردة وتحدث بين الاخوة الاشقاء, حيث جري التعامل معها علي أنها قضايا أمن دولة وفيما انكفأ مسلمون علي ذواتهم واعتبروا التعامل مع المسيحيين رجسا من عمل الشيطان, اعتبر مسيحيون أنفسهم نسيجا مختلفا متمتعا بحماية الخارج وأنهم أصحاب البلد التي أغتصبها المسلمون دون ادراك من الجانبين أن الظلم هو المغتصب الحقيقي وأن ضحاياه من الجانبين بينما هناك يدخل نفر قليل في التمتع بثروات البلد.واشير الي أن نجع حمادي تتحول الي مدينة ساكنة يوم الاحد لأن معظم النشاط الاقتصادي في ايدي المسيحيين, ولايتخذ المسلم قرار الشراء والبيع استنادا الي الدين وإلا لما ازدهرت تجارة المسيحيين. إن ماحدث من اجرام في نجع حمادي عشية عيد الميلاد يجب ألا يغطي علي أصل الصورة التي يميز معالمها التعايش والتسامح مثلما يجب أن يلفت الانتباه الي خطورة وجود مسجلين خطر يمشون بين الناس ويرتكبون الجرائم التي يدفع ثمنها الابرياء الذين ليس من مصلحتهم اشعال فتنة بينما أغلبهم لايجد قوت يومه.