900 عام هو عمر جامعة أوكسفورد البريطانية التي حصلت مؤخرا علي المركز العاشر في الترتيب الأكاديمي للجامعات من بين ألف جامعة علي مستوي العالم.. الجامعة تخرج فيها26 رئيسا للحكومة البريطانية و30 زعيما علي مستوي العالم . بينهم بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج.. حاولنا معرفة سر نجاح الجامعة واستراتيجيتها التعليمية, وميزانيها, فأوضح لناProfessorAndrewHamilton البروفيسور أندرو هاميلتون نائب رئيس مجلس الأمناء أن الجامعات في بريطانيا مستقلة عن الحكومة, وتضع استراتيجيتها الخاصة بها وتتخذ قراراتها التعليمية, التي لا تتغير بتغيير الوزراء أو الحكومات وقال إن ميزانية الجامعة850 مليون جنيه استرليني( حوالي7.5 مليار جنيه مصري) يخصص منها350 مليونا(3 مليارات جنيه مصري) للبحث العلمي, وتتنوع مصادر تمويل الجامعة, ولكن لا يتدخل الممولون نهائيا في سير العملية التعليمية. وبرغم من أن الجامعات المصرية لم يكن لها وجود في الترتيب الأكاديمي العالمي, فإن عدد الطلاب المصريين الذين يدرسون بأكسفورد هم الأكثر من بين الدول العربية.. وإلي نص الحوار: بمناسبة حصولكم علي المركز العاشر في التصنيف العالمي للجامعات, فهل يمكن أن توضح لنا سر هذا النجاح؟ احتلت أوكسفورد المركز ال10 في تصنيف جامعة شنغهاي جياو تونج. ووفقا لتصنيف نشرة تايمز للتعليم العالي البريطانية, جاءت أكسفورد في المرتبة الخامسة علي مستوي جامعات العالم. كما تأتي أكسفورد علي قمة جميع قوائم ترتيب أفضل الجامعات البريطانية. وقوائم الترتيب المختلفة تستخدم معايير مختلفة لتقييم الجامعات, لكن معظمها ينظر إلي جودة البحث, وجودة التعليم, وجودة التسهيلات. ويتم قياس هذه المعايير بطرق مختلفة. وتعتبر أكسفورد من الجامعات المحظوظة لإحتوائها علي مجموعة من أذكي الأكاديميين والطلاب في العالم, الذين يتوافدون عليها من جميع أنحاء العالم: فثلث طلاب أكسفورد و40% من هيئتها الأكاديمية يأتون من خارج المملكة المتحدة. وعلي مستوي الدراسات العليا, ف63% من الطلاب المتفرغين يأتون من خارج المملكة المتحدة. أكسفورد تركز علي التميز,وبصرف النظر عن التركيز علي الصرامة الأكاديمية التي تسري في كل شيء, فإن الجامعة لديها بعض الخصائص المميزة: ما هي أهم إنجازات الجامعة؟ أبحاث أكسفورد تساهم في إفهام البشرية بعض التحديات الأكثر إلحاحا في القرن21: الصحة العالمية, وتشيخ السكان, والتنمية الاقتصادية, والحكم العالمي, وتغير المناخ, وذلك علي سبيل المثال لا الحصر. لا يسهم هذا البحث فقط في تقدم فهم الإنسانية ومعرفتها, ولكن يساعد أيضا في تطوير حلول عملية. فعلي سبيل المثال, تقوم أكسفورد بتطوير أكثر اللقاحات المرشحة عالميا لمكافحة السل ليحل محل لقاح السل غير الفعال, وأيضا لقاحات قيد التطوير لمكافحة الملاريا وفيروس نقص المناعة المكتسب; كما طور علماء الاجتماع بأكسفورد معيارا جديدا للفقر وذلك لتوجيه تخصيص الموارد, أطلقوا عليه اسم مؤشر الفقر متعدد الأبعاد. وعلي الصعيد التعليمي, تقوم أكسفورد بتثقيف وتعليم أذكي العقول في بريطانيا والعالم أجمع, إما عن طريق البحث أو تقديم مساهمات علي أعلي مستوي في جميع المجالات وفي جميع البلدان. فقد تخرج في أكسفورد26 من رؤساء وزراء بريطانيا وأكثر من30 من زعماء العالم, بما في ذلك رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. هل لك أن توضح لنا عدد الكليات وكم تبلغ ميزانيتها؟ وحجم المبالغ المالية المخصصة للأبحاث العلمية في الجامعة؟ تضم جامعة أكسفورد حوالي300 دائرة رئيسية وفرعية, و38 كلية, ويبلغ عدد طلابها20 ألفا, وتقدر ميزانيتها بحوالي850 مليون جنيه إسترليني سنويا,ويشمل ذلك المواضيع غير العلمية والتعليم فضلا عن البحث. وتتصدر أكسفورد جميع الجامعات البريطانية من حيث نسبة إيراداتها من البحث العلمي, ولذا تتلقي تمويلا للبحوث العلمية أكثر بكثير مما تتلقاه الجامعات الأخري. تبلغ إيرادات البحث للمواضيع العلمية أكثر من350 مليون جنيه استرليني في العام. ويمكن اعتبار شعبة العلوم الطبية بأكسفورد, بمفردها, كخامس أكبر الجامعات في بريطانيا التي تعتمد علي إيرادات البحوث. وبالنسبة لما يتعلق بالموضوعات, فإن جامعة أكسفورد تغطي جميع فروع العلوم, من الطب إلي الكيمياء والفيزياء والرياضيات وعلوم المواد, والهندسة الحيوية, والنانو تكنولوجي( التقنيات المتناهية في الصغر), والحوسبة الكمومية, وغيرها كثير. هل هناك تناسب بين دخل الدكتور, ومستوي الأسعار في بريطانيا؟ أكسفورد تدفع رواتب تنافسية للأكاديميين فيها, وتتناسب مع مستوي المعيشة. عدد الطلاب المتواجدين من مصر والدول العربية في الجامعة؟ يعتبر الطلاب المصريون المتواجدون بالجامعة الأكبر علي مستوي الدول العربية, حيث يوجد27 طالبا يدرسون في الجامعة, يليها لبنان12 طالبا, والأردن والسعودية(11 طالبا) لكل منهما, وسوريا7 طلاب, والعراق والكويت والمغرب وقطر والامارات(4 طلاب), الجزائر والبحرين(3 طلاب), ليبيا وعمان والصومال والسودان( طالبان) وتونس واليمن والاراضي الفلسطينية( طالب واحد فقط).. ما هي, في رأيك, عيوب ومزايا نظام التعليم في بريطانيا؟ في بريطانيا توجد مجموعة متنوعة من المؤسسات التي تقدم مجموعة واسعة من الدورات الدراسية المختلفة, وطرق التدريس المختلفة, وبيئات التعلم, الخ. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقال عن الجامعات البريطانية إجمالا هو أنها تميل إلي تقديم شهادات جامعية تركز علي موضوع محدد إذ يمكن دراسة موضوع أو موضوعين بتعمق لمدة ثلاث أو أربع سنوات. وهذا يخالف نموذج الفنون الليبرالية في الولاياتالمتحدة حيث تتم دراسة العديد من المواضيع. وعلي مستوي الدراسات العليا, فرسائل الدكتوراة البريطانية تستغرق ثلاث سنوات فقط, وهو وقت قصير إذا تمت مقارنته بكثير من البلدان الأخري. ما هو دور رجال الأعمال في عملية التطوير؟ وفيما يتعلق بالتمويل, فالأولوية في أكسفورد هي الحصول علي مصادر متنوعة للدخل, وذلك يشمل عائدات استثمارات الوقف لدينا; التمويل الحكومي, والمنح البحثية من المؤسسات الخيرية وهيئات التمويل الأخري, وكذلك الهدايا الخيرية. وأهم شيء بالنسبة لأي مصدر تمويل هو أن تبقي الجامعة مستقلة وموضوعية, ولا يمكن للممولين أن يمولوا نتائج البحث أو محتوي التدريس. وتعد حملةOxfordThinking, لجمع التبرعات الخيرية للحصول علي تمويل, واحدة من أكبر الحملات لجمع تبرعات للجامعات في العالم, وتهدف إلي جمع ما لا يقل عن1.25 مليار جنية إسترليني. هل من الممكن تغيير الاستراتيجية أو التعليم الجامعي, بعد تغيير وزير التعليم في بريطانيا؟ الجامعات في بريطانيا مستقلة عن الحكومة, لذلك فهي تقوم بوضع استراتيجيتها الخاصة بها وتتخذ قراراتها فيما يتعلق بطريقة تدريس وتقييم الطلاب. ومع ذلك, فهي تتلقي تمويلا من الحكومة. وبالنظر إلي الركود الاقتصادي فمن الممكن أن يتعرض تمويل الجامعات في بريطانيا إلي تخفيضات, لذا فإن أكسفورد تركز علي مصادر أخري للدخل مثل الأعمال الخيرية. هل توجد منح دراسية لطلاب الجامعات المصرية؟ وفي أي المجالات؟ نعم توجد, علي مستوي الدراسات العليا. والمنح الدراسية الرئيسية هي: منحة ويدنفلد الدراسية: انطلقت عام2007, وتهدف منحة ويدنفلد الدراسية وبرنامج القيادة لتنشئة قادة المستقبل, خاصة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطي وروسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. منحة كلارندون الدراسية: تغطي هذه المنحة رسوم الكلية والدراسة بالكامل بالإضافة إلي منحة لتغطية نفقات المعيشة. وهي مفتوحة للطلاب من جميع أنحاء العالم, عدا دول الاتحاد الأوروبي. منحة مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية: أنشأ مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية هذه المنحة ليتيح للخريجين متابعة الدراسة التي تعود بالنفع علي العالم الإسلامي. ينبغي علي الطلاب أن يوضحوا, بطريقة أو بأخري, أن الموضوع المراد دراسته وثيق الصلة بالعالم الإسلامي.