وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من جنوب إفريقيا للتعرف على تجربة بنك المعرفة    كل ما تريد معرفته عن تشكيل وموعد الإعلان عن الحكومة الجديدة 2024    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم الاثنين 10-6-2024 في محافظة قنا    قبيل عيد الأضحى.. التموين: نضخ 150 طن من اللحوم يوميا وهذه أسعارنا    اقتصادية قناة السويس تستقبل طلائع مبادرة كلنا واحد جيل جديد    تراجع معظم مؤشرات البورصة في مستهل تعاملات اليوم    الحج قديما.. كيف ظهرت مهمة المطوف ليكون مسئول مباشرة عن الحجاج منذ وصوله إلى مكة؟‬    الاحتلال يواصل اقتحام مخيم الفارعة: شهيد و5 إصابات وتدمير للبنية التحتية    قيادي بحماس يحث أمريكا على الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب    ماكرون: الفرنسيون يختارون الأنسب في الانتخابات المبكرة    "الجارديان": استقالة جانتس من حكومة الحرب في إسرائيل تدفع نتنياهو نحو التحالف مع اليمين المتطرف    " رمضان صبحي لن يتم إيقافه يوم" تعرف على سيناريوهات أزمة نجم بيراميدز    الأرجنتين تنتصر وديًا على الإكوادور    يورو 2024| منتخب بولندا يحلم بتجاوز إنجاز نسخة 2016.. إنفوجراف    تصفيات المونديال| نيجيريا يواجه بنين.. وغانا يلتقي جمهورية أفريقيا الوسطى    طلاب الثانوية في بورسعيد يؤدون الامتحان في 15 لجنة    وزيرة التضامن تطمئن على الحالة الصحية للحجاج المصريين    الحكم في طعن «شيري هانم وابنتها زمردة» على سجنهما 5 سنوات| اليوم    عرض فيديو لمراجعة جماعية لمدرس جيولوجيا يثير الجدل في 6 أكتوبر    ياسمين عبد العزيز تنشر صورة لتوقيع عقد مسلسلها الجديد والعوضي يعلق "هتدغدغي الدنيا يا وحش الكون إن شاء الله"    «مرتبطون بوالدتهم ولا يفعلون شيء بدون رأيها».. احذري من رجال هذه الأبراج قدر الإمكان    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟.. «الإفتاء» توضح    الخشت: قافلة الجيزة الطبية استكمال لجهود الجامعة ومشاركتها للتحالف الوطني    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    ممنوعات يجب تجنبها مع طلاب الثانوية العامة طوال فترة الامتحانات    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى إمبابة دون إصابات    سنتكوم: أجرينا عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية إلى شمال غزة    بشير التابعي: الأهلي في حاجة للتعاقد مع أحمد حجازي    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    5 معلومات عن زوجة أمير طعيمة الجديدة.. ممثلة صاعدة وخبيرة مظهر    سها جندي: نعمل على تدشين المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة    أول إجراء من وزارة الرياضة بشأن أزمة «الدروس الخصوصية» في صالة حسن مصطفى    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    «ابعت الأسئلة وخد الحل».. شاومينج يحرض طلاب الثانوية العامة على تصوير امتحان التربية الدينية    توافد طلاب الثانوية العامة على لجان الدقي لأداء امتحاني التربية الوطنية والتربية الدينية    الثانوية العامة 2024| انتظام جميع لجان امتحانات المنيا    البابا تواضروس الثاني يدشن الكنيسة الجديدة باسم القديس الأنبا إبرام بالفيوم    مع فتح لجان امتحانات الثانوية العامة 2024.. دعاء التوتر قبل الامتحان    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    لميس الحديدي: رحلتي لم تكن سهلة بل مليئة بالتحديات خاصة في مجتمع ذكوري    لأول مرة مقاتلات أوكرانية تضرب عمق المناطق الروسية    السعودية تستضيف ألف حاج من ذوي شهداء ومصابي غزة بأمر الملك سلمان    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    ميدو: الجميع توقع خناقة بيني وبين عدلي القيعي.. ولم يكن هدفي أطلع ترند    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر: أنصح رمضان صبحي بالانتقال ل الزمالك.. وجوميز جيد ويكفي أنه تعلم من فيريرا    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 09 - 2010

نتائج الأهلي نتاج أزمة لا مشكلة‏.. نظرية شراء لاعبين لن يلعبوا طالت روح الفانلة الحمراء‏!‏ أعتقد أن فريق الأهلي الكروي تجتاحه واحدة من أخطر الأزمات التي مرت علي النادي العريق في تاريخه إن لم تكن هي الأخطر علي الإطلاق‏..‏ متخطية في خطورتها أزمة الستينات التي فيها كاد الأهلي يقترب من حافة منطقة الهبوط نتيجة تلاقي وتراكم وتفاعل عدد من المشكلات لم تجد من يواجهها منفردة‏..‏ فكان مستحيلا أن يجدوا من يتصدي لها مجتمعة‏..‏ ليشكل مجموع المشكلات أزمة مستعصية باتت الكلمة العليا لها ولا صوت يعلو عليها وأي خير ننتظر أو نتائج من إدارة تحت وطأة المشكلات‏...‏
أزمة الستينات أساسها خنقة مالية وعجز في موازنة الدخل والإنفاق وتطورت وتعقدت وطالت فريق الكرة‏..‏ وحتي لا تسرحوا حضراتكم بخيالكم وتتصوروا أرقاما مبالغا فيها أوضح أن الخنقة المالية التي كان الأهلي يعاني منها تم حلها بمبلغ خمسة آلاف جنيه دعما من الدولة‏..‏ أما الأزمات الأخري التي تراكمت وتجمعت وتلاقت فتم حلها بنوعية إدارة مختلفة وبقرار من الرئيس عبدالناصر بتولي الفريق عبدالمحسن كامل مرتجي رياسة الأهلي‏..‏ والإدارة الحازمة الحاسمة العادلة مع دعم الخمسة آلاف جنيه‏..‏ أوقفت التراجع وبدأت التقدم إلي أن وصل الأهلي إلي مكانته التي تتناسب وتاريخه وحجم شعبيته‏...‏
تلك كانت أخطر ما واجه فريق الأهلي من أزمات عبر تاريخه وأظنها لا ترقي إلي مرتبة خطورة الأزمة التي يعيشها فريق الكرة من فترة ليست بالقليلة ولم تطل بوضوح خلال هذه الفترة لأن النتائج تغطيها ولأن الفريق خلال الفترة التي ليست بالقليلة مازالت لديه بقايا نظام والتزام وروائح من روح الأهلي‏..‏ وعندما تذهب النتائج وتختفي الروح المميزة للأهلي‏..‏ طبيعي ومنطقي أن يظهر الأداء المسخ بوضوح وتظهر علامات الفوضي ويظهر الارتجال ويظهر ما كانت النتائج تغطيه‏...‏
الأزمة الأخطر في تاريخ الكرة بالأهلي‏..‏ لا هي تشكيل خاطئ أو تغيير غير موفق أو يوم ليس يوم الأهلي أو حظ معاند أو عدم توفيق‏...‏
هذه العوامل مجتمعة هي جزء قليل من الأزمة الأخطر التي الجزء الأكبر منها ناتج عن تراجع سمة مميزة للأهلي عمن سواه وأقصد تقاليد وأخلاقيات بعينها قائمة علي الاحترام المتبادل والكبير والصغير والنظام والالتزام وقبل كل هذه الأمور علاقة خاصة مميزة قائمة علي تقدير بالغ وحساب هائل يحمله اللاعبون لجماهير الأهلي التي حبها بلا حدود وأيضا غضبها يمكن أن يكون غير مسبوق‏...‏
الأزمة الأخطر في تاريخ الأهلي هي نتاج عوامل كثيرة أظن أن النقاط التالية أهمها‏:‏
‏1‏ نظام الاحتراف الكروي المنقوص الذي دخل مصر عام‏1990‏ ومضي عليه عشرون عاما ليس فيه ما يقنن أسعار اللاعبين ليكون معروفا الأساس الذي عليه تجري عملية تحديد سعر لاعب وليس فيه تحديد معالم للمبلغ الذي يقبضه اللاعب والمبلغ الذي يحصل عليه النادي وعليه‏!.‏
بورصة بيع وشراء اللاعبين لا قانون ولا لوائح ولا أسس تحكمها والحكاية علي الكيف وكل واحد وشطارته ولنا أن نتصور مدي الفوضي التي حكمت هذا السوق الذي تدور فيه سنويا فلوس تصل إلي‏250‏ مليون جنيه هي حجم عمليات البيع والشراء في‏16‏ ناديا بالدوري الممتاز فقط والأندية الكبيرة يصل متوسط الشراء عندها في الظروف العادية إلي‏20‏ مليون جنيه في النادي الواحد وتكون ضعف هذا المبلغ إذا ما اشتعلت الصفقات علي نجم جماهيري واحد في الشراء أو التجديد‏...‏
‏2‏ عندما يتعلق الأمر بتجارة يتم فيها تداول ربع مليار جنيه سنويا علي الأقل‏..‏ وغير محكومة بنظام ولا أسس للأسعار‏..‏ طبيعي ومنطقي أن يتحول الموضوع من رياضة وكورة إلي بيزنس ومصالح ومولد صاحبه غائب‏..‏ ومن لا يصدق يرصد عمليات البيع والشراء داخل كل ناد وقدر الاستفادة من هذه الصفقات التي أغلبها يتم شراؤه في أول السنة ويتم بيعه في آخرها وربما لم يلعب مباراة ولا أحد يعرف علي أي أساس تم الشراء ولأي الأسباب تم الاستغناء‏...‏
والأهلي يحدث فيه هذا ليس من اليوم إنما من أيام جوزيه الذي كانت ملاحظاته أوامر واللاعب الذي يطلبه لابد من شرائه حتي إنه في آخر عهده اشتري ستة أو سبعة لاعبين في تلك الشروة التي كلها أسماء لا أحد يعرفها ولا واحد منهم لعب مباراة واحدة وكلهم تركهم الأهلي‏...‏
أمر مثل هذا ينخر في الاستقرار ويقضي ببطء علي الروح‏..‏
أمر مثل هذا وافقت عليه إدارة الكرة بالأهلي انطلاقا من استقلالية الجهاز الفني والاستقلالية مطلوبة وأوافق عليها لكن بشروط ولو تم سؤال جوزيه من أول سنة لماذا تشتري لاعبين لا يلعبون ما تكرر الأمر لكن الأخطاء تخفيها رياح النتائج الشديدة المحملة بالرمال وجوزيه حقق ما لم يتحقق في تاريخ الأهلي من انتصارات كانت كافية لإخفاء الأخطاء مثل أي عاصفة في صحراء تغطي أي آثار لكنها تغطية مؤقتة لأنه مع أول عاصفة أخري تكشف الرمال وتنكشف الأرض ويبدو واضحا قبح الأخطاء‏.‏
‏3‏ الاحتراف المنقوص الذي نطبقه من‏20‏ سنة دون إصلاح للعيوب التي ظهرت والثقوب التي وضحت‏..‏ هذا الاحتراف ليس فيه تحديد واضح فاصل لأن اللاعبين درجات وفقا لمواهبهم وأن هذا التفاوت ينعكس علي سعر اللاعب وقيمة عقده ولعل نظام الباروميتر المعمول به في تحديد الأسعار في الكرة الإيطالية يضع نقاطا للموهبة وللعمر ولسنوات اللاعب وللمركز الذي يلعب فيه اللاعب وعدد المباريات التي لعبها في آخر موسمين وموقعه كلاعب أساسي أو لاعب احتياطي وعدد أهدافه إن كان مهاجما ونقاط أخري كثيرة من شأنها إرساء نظام لا يسمح باستخدام الشطارة أو أي شيء من الأشياء الموجودة عندنا‏..‏ ولهذا‏!.‏
مستحيل أن تجد لاعبا في أي فريق مقموص ونازل تقطيع لأنه يقبض أقل من فلان‏..‏ لا يستطيع أن يكون خميرة عكننة لأن العقد شريعة المتعاقدين ولأن أسعار العقود محكومة بنقاط كثيرة جزء كبير منها مرتبط بالموهبة والمستوي والقدرة علي العطاء ونسبة المشاركة في المباريات‏...‏
يستحيل أن تجد لاعبا يتحدث عن ترضية أو تجد لاعبا يقول لماذا فلان أكثر مني في قيمة عقده‏...‏
عندنا هذه المشكلة باتت نارا مشتعلة تحت الرماد وللأسف هي موجودة في كل الأندية‏..‏ وإذا كان الاستقرار الإداري يغطيها فهذا لا يعني أنها غير موجودة‏..‏ وللأسف نظام الاحتراف الخاطئ عندنا هو من خلقها وأشعلها والأندية هي التي تدفع ثمنها‏...‏
‏4‏ التنافس الهائل ما بين الأهلي والزمالك بدلا من أن يكون أفضل وسيلة لرفع مستوي الكرة في مصر تحول إلي كارثة‏...‏
سباق رهيب بينهما علي أي لاعب من أي ناد يسجل هدفا في مباراة لأجل ضمه إلي صفوفهما بصرف النظر عن احتياجاتهما‏..‏ هذا السباق دانت فيه الغلبة للأهلي علي الزمالك وأغلب الصفقات يفوز فيها الأهلي وسط نشوة الجميع الذين لا يعلمون أن ما يحدث كارثة لا فائدة‏..‏ وأن الصفقات التي لا طائل منها إلا حرمان الآخر أو الآخرين من وجود هؤلاء اللاعبين معهم‏..‏ هذه الحدوتة انعكست خطرا داهما علي الأهلي لأنه من سنوات وليس سنة أو اثنتين وفي صفوفه كل سنة ولمدة سنة علي الأقل مجموعة لاعبين غرباء ثقافتهم الكروية والعلمية والاجتماعية مختلفة وتم شراؤهم‏..‏ وبدأوا مبهورين وأصبحوا ناقمين لأنهم لا يلعبون ولن يلعبوا وسنة بعد سنة ظهرت في الأهلي ثقافة الغل وأمامها تراجعت ثقافة الروح‏..‏ روح الفانلة الحمراء لأن الذين لا يلعبون نوعان‏..‏ نوع هو في الحسبان وهو لا يلعب لأن‏11‏ لاعبا فقط هم الموجودون في الملعب وفرصته قائمة لأنه في الاحتياطي والنوع الثاني هو من يكتشف بعد شهرين من قيده أنه لن يلعب حتي ولو تغير القانون وال‏11‏ أصبحوا عشرين لن يلعب لأن التعاقد معه لم يكن لأجل اللعب أساسيا أو احتياطيا إنما ليحرم الآخر منه‏...‏
تذكرون حضراتكم وهذه أمثلة لا حصر‏..‏ تذكرون عمرو سماكة ومحمد عبدالله وحسين علي وأحمد حسن دروجبا‏..‏ لماذا أصر جوزيه علي التعاقد معهم ولماذا لم يلعبوا؟‏.‏ أعرف أن اللعب من عدمه قرار المدير الفني وحده ولا أحد يستطيع إجباره عليه‏..‏ لكنني أعرف أيضا أن اللاعب الذي لا يلعب لأسباب منطقية يصبح وجوده خطرا داهما علي الالتزام والنظام وعلي الروح‏..‏ وأعرف ثالثا أن المسألة لم تكن غلطة ومرت إنما هي عمل مستمر عن قناعة وأنه مع استمرار سياسة قيد لاعبين لن يلعبوا تستمر وتكبر وتنمو وتتضخم روح العداء والرفض داخل فريق الأهلي علي حساب روح الأهلي التي كانت سمة مميزة للاعبي الأهلي يتوارثونها جيلا بعد جيل‏...‏
الانفتاح العشوائي الذي قام به جوزيه نقل إلي جسد الكرة بالأهلي فيروسا لم يتنبه إليه أحد لأن النتائج كما قلنا تغطي أي شيء‏...‏
الذي أريد قوله إن الحصاد الذي يجنيه الأهلي اليوم نتاج منطقي لأخطاء تمت زراعتها ورعايتها والاهتمام بها من سنوات‏...‏
‏5‏ ورحل جوزيه لكن سياسته بقيت والذي قام به حسام البدري من سياسة إعطاء الفرصة للوجوه الصاعدة من أبناء الأهلي‏..‏ الذي قام به الموسم الماضي تخلي عنه هذا الموسم والوجوه المبشرة الصاعدة وأظنهم ستة أو سبعة تم الاستغناء عن نصفهم إعارة أو بيعا المهم أنهم ليسوا موجودين والموجودون لم يلعبوا‏...‏
أعلم أن الإحلال والتجديد له أصول وأدرك يقينا أن النجوم الكبار في الأهلي مستحيل الاستغناء عنهم والواحد منهم يسند فريقا بأكمله‏...‏
أدرك يقينا هذا لكنني أيضا أدرك أنه لابد من استفادة الصغار من خبرات الكبار وهذا لن يأتي إلا بإعطاء فرص المشاركة للصغار بما لا يؤثر علي قوام الفريق وأدائه‏..‏ وإذا كان الأهلي في حاجة للكبار فهو أيضا في حاجة للدفع المقنن بالصغار لأجل أن تسير عملية الإحلال في صورتها الطبيعية‏..‏ التي فيها عندما يفكر الكبير في الاعتزال يكون الصغير اشتد عوده وقادرا علي ملء الفراغ والاستمرار‏.‏
مهم جدا أن يعود الأهلي للاعتماد علي إنتاجه من النشء‏..‏ وهذه النقطة نفذها الزمالك الموسم الماضي وظروف الفريق ونتائجه المتراجعة هي التي فرضت علي مسئوليه أن يقلبوا في دفاتر الناشئين ولم يحتاجوا إلي وقت لأنها بالفعل عامرة وخلال أسابيع كانت خمسة وجوه صاعدة يلعبون بصفة أساسية في الفريق الأول بل هم الأساسيون وبهم ومعهم انقلبت النتائج‏...‏
بين يوم وليلة الزمالك أصبح عنده فريق جديد متوسط أعماره انخفض في لحظة سنوات ومستوي أدائه ارتفع في لحظة إلي السماء‏..‏ لكنها فرحة ما تمت‏...‏
عدوي جوزيه انتشرت وكأن الاعتماد علي أبناء النادي عيب‏...‏
‏6‏ أعلم أن حماية أسرتك الصغيرة من الفوضي الموجودة في الشارع مسألة صعبة بل غاية في الصعوبة‏..‏ فما بالنا والمطلوب أن تحمي فريق كرة من أمراض الكرة المصرية شديدة العدوي ومختلفة الأشكال الموجودة حوله في كل مكان‏...‏
حالة النظام والالتزام والروح التي تميز بها الأهلي وحرص الأهلي علي حمايتها‏..‏ هذه الحالة أظن أنها أصيبت بأكثر من عدوي والمسئول الأول جوزيه الذي راح يبني مجدا شخصيا له علي حساب ثوابت أخلاقية هي مصدر قوة الأهلي‏!.‏
فريق الكرة بالأهلي معروف أنه لا أحد فيه كبير علي النظام الموجود والأعراف المتوارثة‏..‏ فريق فيه الاحترام متبادل وفيه الكبير وفيه الصغير ولكل مقامه والمقامات محفوظة ومن رابع المستحيلات أن يرفع الصغير عينه في الكبير والكل يجمعهم هدف واحد هو الأهلي‏...‏
سنوات البحث عن أرقام قياسية أغفلت هذه الأمور‏..‏ وتحققت الانتصارات والأرقام وأيضا تفسخت روح الفريق‏..‏ روح الأهلي لأنه لم يعد هناك كبير أو صغير ولم يعد هناك ذلك الحب ولم يعد باقيا من تقاليد الأهلي إلا البقايا المتناثرة هنا وهناك‏...‏
‏7‏ الذين يقولون لو أن فرصة واحدة من الفرص التي لاحت في مباراة الشبيبة سجل الأهلي منها هدفا وفاز بالمباراة‏..‏ هل كانت ستظهر هذه الغضبة الهائلة؟‏.‏
وأقول أنا‏:‏ طبعا لا والغضب سيتحول إلي فرحة‏..‏ صحيح أنها فرحة بطعم العلقم لكنها في النهاية فرحة حققت الهدف من المباراة ويحلها سيدك فيما هو قادم‏...‏
أعلم أنه ولا مخلوق واحد في مولد الفرحة بإمكانه أن يسمع كلمة تحذير واحدة مثلما أعلم أن النتائج تؤجل انفجار أي أزمة وأظن أن نتائج الأهلي الأخيرة غطت علي سلبيات كثيرة وقعت وليس معني أنها تغطت ولم نرها أنها لم تحدث ولم تكن‏...‏
النتائج تغطي علي الأخطاء والتغطية حاجز يمنع رؤيتنا للأخطاء لكنه أبدا لا يمنع نموها وتعاظم خطرها وأظن أن هذا الخطر موجود ومتملك من فريق الأهلي الذي لم يحدث في تاريخه الأفريقي أن خسر ثلاث مباريات متتالية التي لعبها خارج أرضه‏!.‏ وأظن أنها المرة الأولي التي يخسر فيها هذا العدد من النقاط في هذا العدد القليل من المباريات‏..‏ أفريقيا ومحليا‏!.‏
‏8‏ الذي نراه الآن من نتائج لفريق الأهلي أسبابه بدأت من سنوات وكثيرون شركاء فيه لكن هذا لا يعني أن حسام البدري لا يتحمل جزءا من المسئولية‏!.‏ هو مسئول عن استمرار عملية شراء لاعبين لا يلعبون وإذا كان أمير سعيود جاء أيام جوزيه فإن غدار اللبناني جاء في عهده ولم يلعب وواضح أنه لن يلعب‏..‏ طيب لماذا جاء؟‏.‏ لماذا تضيف لقائمة المتذمرين واحدا جديدا لا يلعب؟ لماذا تعضد جبهة الرافضين بضيف جديد مؤكد أنه سيكون غاضبا متذمرا حانقا رافضا؟‏.‏ لماذا الإصرار علي إضافة قوي جديدة لجبهة اللاعبين الذين لن يلعبوا والذين غضبهم يضرب في مقتل روح الفانلة الحمراء‏...‏
أعلم أن الجهاز الفني ومدير الكرة ليسوا المسئولين عن أسباب حالة انفلات موجودة‏..‏ لكنهم مسئولون عن استمرارهم بتقاعسهم في حسمها ومواجهتها‏..‏ ومنذ متي ولاعب صغير في الأهلي يتحدث بطريقة غير لائقة مع لاعب كبير؟‏.‏
هذا الانفلات القائم اليوم أسبابه بدأت وقت اخترع جوزيه نظرية الاستحواذ علي أي لاعب يظهر في أي ناد بصرف النظر عن كونه لن ينزل مباراة رسمية واحدة مع الأهلي‏...‏
هذه النظرية خلقت قسما جديدا داخل الفريق‏..‏ هناك أساسي وهناك احتياطي وهناك من لن يلعبوا‏..‏ صحيح هم في الأهلي لكنهم لن يلعبوا‏...‏
هذه النظرية لم تلتفت كثيرا إلي خطورة من لن يلعبوا داخل فريق الأهلي علي فريق الأهلي نفسه‏!.‏ هؤلاء ترس موجود داخل الفريق لكنه يدور في الاتجاه المعاكس مخلفا وراءه دمارا‏!.‏
نظرية حرمت الأندية من جهود اللاعبين ومزقت روح الأهلي بردود فعل هؤلاء اللاعبين‏..‏ الذين لن يلعبوا ومن ثم هم يدركون أنهم خارج المنظومة وخارج حسابات مسئوليها فكيف ننتظر منهم أن يحترموا نظاما؟‏.‏ لاعبون لا كبير ولا صغير عندهم ولا نظام ولا التزام يلزمهم وكيف يلتزمون ولماذا يلتزمون مع جهاز لم يلتزم معهم وضحك عليهم‏..‏ وإذا كان هؤلاء اللاعبون ضحية فالضحية الأكبر فريق الكرة بالأهلي الذي ظهر من داخله من يدمره‏...‏
هذه النظرية قائمة من قبل البدري وهي السبب في معظم المصائب التي يعاني منها البدري وكان عليه أن يوقفها لا أن يبقيها ويحافظ عليها ويشتري لاعبين لا يلعبون ليتفرغوا لتمزيق جسد الفريق‏!.‏
النقاط السابقة محاولة قراءة في ملف بالغ التعقيد ومهم جدا لمن يريد الإصلاح‏..‏ التعرف عليها وعلي غيرها من الأمور‏..‏ لأن ما يعاني منه الأهلي اليوم حصاد خطايا بدأت زراعتها من سنوات ولابد أن نعرفها‏..‏ لا أن نستسهل الأمور ونرجع تراجع المستوي واهتزاز النتائج للحاضر ونعتبر ما حدث في مباراة الشبيبة تشكيلا خطأ وتغييرا خطأ ولاعبين في يومهم الخطأ‏...‏
سهل جدا أن نجد كبش فداء يتحمل الحدوتة كلها ويتم ذبحه معتبرين أنه أخذ معه الشر ورحل‏...‏
سهل جدا إيجاد مبررات وصعب جدا أن تبحث وتنقب عن الأسباب وتملك جرأة الاعتراف بها‏...‏
لابد أن يملك الأهلي جرأة الاعتراف بالأخطاء التي أوصلت الفريق إلي هذه الحالة‏...‏
حالة الترهل التي طالت روح الفانلة الحمراء‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.