«صحة البحر الأحمر» تنهي استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك    أسعار الجمبري اليوم الجمعة 14-6-2024 في محافظة قنا    أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 14-6-2024 في قنا    تشكيل الاهلي أمام فاركو في الدوري المصري    الحماية المدنية بالجيزة تواصل تبريد حريق منطقة "الزرايب" بالبراجيل| صور    حالة الطقس اليوم الجمعة 14-6-2024 في محافظة قنا    القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا مسيرة بحرية وزورقين ومسيرة تابعة للحوثيين    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 14-6-2024 في الصاغة والملاذ الآمن عالميًا    تجاوزت 10 ملايين في يومين.. تركي آل الشيخ يحتفل بتصدر «ولاد رزق 3» شباك التذاكر (تفاصيل)    عزيز الشافعي يحتفل بتصدر أغنية الطعامة التريند    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    صلاح عبد الله: أحمد آدم كان يريد أن يصبح مطرباً    عيد الأضحى 2024| ما حكم التبرع بثمن الأضحية للمريض المحتاج    إنبي: نحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع اللاعبين.. وسنصعد ناشئين جدد هذا الموسم    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير جهاز استشعار للدفاع الجوي في منطقة للحوثيين    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات خلال عيد الأضحى    حزب الله يبث لقطات من استهدافه مصنع بلاسان للصناعات العسكرية شمال إسرائيل    ترامب: علاقاتى مع بوتين كانت جيدة    مساهمو تسلا يقرون حزمة تعويضات لإيلون ماسك بقيمة 56 مليار دولار    هاني شنودة يُعلق على أزمة صفع عمرو دياب لمعجب.. ماذا قال؟    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكائه في مباراة سموحة وبيراميدز    "هذه أعمالهم" ماذا يفعل الحجاج في يوم التروية؟    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة قلقيلية وتداهم منازل المواطنين    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    مودرن فيوتشر يكشف حقيقة انتقال جوناثان نجويم للأهلي    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    هشام قاسم و«المصري اليوم»    بايدن يزيد من آمال أوكرانيا في الحصول على المزيد من منظومات باتريوت من الحلفاء    سموحة يعلن موافقته على تطبيق نظام الدوري البلجيكي في مصر    ننشر صور الأشقاء ضحايا حادث صحراوي المنيا    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    تحرير 14 محضر مخالفة فى حملة للمرور على محلات الجزارة بالقصاصين بالإسماعيلية    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    أهم الأعمال التي يقوم بها الحاج في يوم التروية    عيد الأضحى 2024| هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    صحة دمياط: تكثيف المرور على وحدات ومراكز طب الأسرة استعدادا لعيد الأضحى    أماكن ذبح الأضاحي مجانا بمحافظة الإسماعيلية في عيد الأضحى 2024    جامعة الدلتا تشارك في ورشة عمل حول مناهضة العنف ضد المرأة    بايدن يحدد العائق الأكبر أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار في غزة    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    تحرك نووي أمريكي خلف الأسطول الروسي.. هل تقع الكارثة؟    حبس المتهم بحيازة جرانوف و6 بنادق في نصر النوبة بأسوان 4 أيام    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    5 أعمال للفوز بالمغفرة يوم عرفة.. تعرف عليها    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    بشرة خير.. تفاصيل الطرح الجديد لوحدات الإسكان الاجتماعي    رئيس "مكافحة المنشطات": لا أجد مشكلة في انتقادات بيراميدز.. وعينة رمضان صبحي غير نمطية    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    بعد ارتفاعه في 8 بنوك .. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 14 يونيو قبل إجازة العيد    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل فرضت الحصار علي غزة وتراوغ في تحقيق السلام
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 01 - 2010

أكد المشاركون في الندوة باختلاف تياراتهم الفكرية والسياسية ان حركة حماس لا تملك قرارها‏..‏ وانها منذ انقلاب السابع عشر من يونيو العام السابع من هذه الألفية الميلادية الجديدة وهي تنفذ استراتيجية غير عربية بتعليمات من ايران وكشفت المناقشات بعض الأسرار ومنها ان المصالحة الفلسطينية هي وحدها الطريق الي الحل عندما يبرز الكيان الفلسطيني وحدة واحدة متماسكة قوية تدعمه الدول العربية والصديقة ومن ثم تحرك دولي يضغط علي اسرائيل لتفعيل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وحصول الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة كاملة وارساء السلام العادل الشامل في المنطقة ولقد كان موعد توقيع وثيقة المصالحة في القاهرة متفقا عليه بين الفصائل الفلسطينية المختلفة وفي المقدمة فتح وحماس لكن رئيس المخابرات الايرانية ذهب الي دمشق وأمر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعدم التوقيع وهكذا‏..‏ تعطلت مسيرة الوفاق‏!‏ وأكدت‏'‏ الندوة‏'‏ ان حماس‏..‏ اذا كانت هي التي تسببت في حصار غزة وفيما حدث نتيجة ذلك من تداعيات سلبية فان هذه لا يعفي اسرائيل من مسئولياتها ومن ممارساتها التي تتعارض مع كل المواثيق وترتكب جرائم يعاقب عليها القانون الدولي‏.‏ ومن ذلك انها مسئولة قانونا باعتبارها دولة احتلال عن سلامة الشعب الخاضع للاحتلال بما في ذلك توفير كل اسباب الحياة له‏..‏ وبما في ذلك الحفاظ علي الأرض والتراث والتاريخ وعدم تغيير أو تشويه البيئة‏.‏ وتري‏'‏ الندوة‏'‏ انه لابد ان يتحرك المجتمع الدولي فورا لحماية الفلسطينيين وفك الحصار وتري في هذا الصدد وعلي وجه السرعة ايجاد آلية دولية تختص بالمجال الانساني مثل توفير الحقوق الأساسية للمواطنين الفلسطينيين من غذاء وكساء‏..‏ ورعاية صحية واجتماعية وتهيئة فرص الحياة و‏..‏ حماية وتنمية وتحديث الانتاجية الصناعية والزراعية والخدمية وتسويق منتجاتها‏..‏ لأن غياب هذا وعدم تنفيذه يعد مساهمة في استمرار الحصار وفي تجويع وابادة الشعب‏..‏ وبحيث يكون ذلك كله وفق آليات محترمة وملزمة‏..‏ وبرعاية فاعلة عربية ودولية‏..‏ حتي لا تصبح مجالا للابتزاز والمزايدة‏!!‏
واتصالا بهذا‏..‏ فان الندوة تؤيد الموقف المصري الذي أخذ علي عاتقه وتحت مسئوليته فتح منفذ رفح لعبور المواطنين الفلسطينيين والمساعدات الانسانية‏..‏ وهذا تواصلا مع دور مصر وما بذلته وتبذله ومستعدة لاستمرار البذل والعطاء من أجل القضية الفلسطينية في اطار المسئولية العربية لمصر واهتماما بقطاع غزة التي هي رمانة الميزان في الصراع‏..‏ بحكم مكانتها وكثافتها السكانية وموقعها‏.‏ وتدين الندوة المغامرة الاستعراضية التي قام بها منظمو شريان الحياة الثالث وما ارتكبته المصاحبون لها والمفترض انهم متطوعون يحملون فكرا سياسيا ناضجا من أعمال وشغب وبلطجة في ميناء العريش‏..‏ وما فعلته حركة حماس التي دفعت بعناصرها الي الناحية الأخري من منفذ رفح لتمارس اعمالا غير مشروعة وليقوم‏'‏ قناص‏'‏ فلسطيني للأسف بتعلميات من قيادته باطلاق الرصاص علي الجندي المصري أحمد شعبان‏..‏ وتصر‏'‏ الندوة‏'‏ في الحاح علي حتمية ألا يمر هذا مثل حوادث سابقة ولذلك لابد من تسليم قاتل الشهيد الي السلطات المصرية طبقا للقانون والأعراف وهذا لا تنازل عنه محاكمته في غزة محاكمة علنية بحضور مصري‏..‏ كما تؤيد‏'‏ الندوة‏'‏ قرار مصر بتنظيم المساعدات علي أساس تسليمها الي الهلال الأحمر المصري لينقلها الي الأخوة الفلسطينيين وهذا ما حدث في مساعدات عديدة سابقة بعثت بها دول عربية فان الهدف هو‏'‏ وصول المساعدة‏'‏ وليس القيام بعمل استعراضي وافتعال أزمات تزيد من تعقيد الأزمة‏.‏ كما تؤيد الندوة أيضا باجماع المشاركين فيها عدا واحد قرار اعتبار جورج جالاوي شخصا غير مرغوب فيه‏.!‏ ولقد كان هذا بعض ما أوصت به ندوة‏'‏ الأهرام‏'‏ التي شهدت حوارا ساخنا‏..‏ وهذه وقائعه‏:‏
‏*‏ محمود مراد‏:‏ هذه الندوة مهمة‏..‏ وربما أبدأ في عجالة من تداعيات ما حدث مؤخرا مصاحبا قافلة ما سمي بشريان الحياة الثالث والأحداث التي وقعت بدءا من الضجة المفتعلة في مدينة العقبة الأردنية‏,‏ فهذه العملية كانت مدبرة ومخطط لها سلفا بدليل ان الذين قادوا هذه القافلة سبق ابلاغهم من قبل ان تجئ المساعدات الي ميناء العريش‏..‏ وان مصر ترحب بذلك وانها مستعدة لاستقبال أي شحنات وتحميلها علي سيارات مصرية تنقلها الي منفذ رفح لتدخل غزة‏..‏ لكنهم رغم هذا الابلاغ توجهوا الي العقبة وأثاروا الضجيج الذي نعمل جميعا الي ان عادوا واتجهوا الي ميناء العريش حيث بدأ الشغب مرة أخري وأشعلوا النيران وما الي ذلك وحاولوا فرض دخول سيارات خاصة ليست للمساعدة وانما للاتجار وتحلي المصريون بالصبر الي ان انتقلت المساعدات ومعها المتطوعون‏(!!)‏ بسيارات مصرية الي رفح ومرة أخري تجددت المشاغبات ليس فقط من هذا الطرف ولكن أيضا من جانب بعض الأخوة الفلسطينيين الذين دفعتهم حركة حماس لاثارة المتاعب بالتظاهر والقاء الحجارة وتطور الأمر الي مقتل الجندي المصري وصاحب هذا التوتر تنشيط كاميرات بعض الفضائيات وتحديدا الجزيرة التي كانت مرافقة للقافلة وتبث بثا مباشرا‏..‏ وأخذت تعرض وتذيع أكاذيب تقلب الحقائق وتتهجم علي مصر في مخطط بدا انه مرسوما وانه جزء من خطة المؤامرة المدبرة‏..‏ ولقد كان يمكن عقب استشهاد الجندي المصري ان يتطور الموقف الي أسوأ لولا ضبط السلطات المصرية لأعصابها‏..‏ ولقد أعادت هذه الأحداث طرح القضية برمتها‏..‏ ومن ثم فانني أستاذنكم في طرح عدد من النقاط للمناقشة‏:‏
‏1-‏ هل ما حدث خلال تلك الأيام الأخيرة من العام الماضي والأول في بداية هذا العام جائزة وطبيعية‏..‏ أم‏..‏ انها بالفعل مؤامرة لا تستهدف مصر فقط بما تمثله وما تقوم بها وبرعايتها وتبنيها للمصالحة الفلسطينية وانما أيضا تستهدف العمل العربي بشكل عام والقضية الفلسطينية علي وجه الخصوص لأنها تضعها في بؤرة الفتن والتشتت‏!‏
‏2-‏ لقد أعلنت مصر وشددت ان أي مساعدات مقبلة لابد ان تجئ عن طريق ميناء العريش‏..‏ وتسلم الي الهلال الأحمر ليتولي نقلها الي رفح‏..‏ وقد سبق ان حدث هذا مع مساعدات سابقة‏..‏ فهل القضية توصيل مساعدات أم قضية دعاية وافتعال معارك وهمية والاساءة‏!‏
‏3-‏ ماذا بعد استشهاد الجندي المصري انه اذا كان قد سقط خلال تشابك مسلح‏..‏ لكان الأمر قد بدا عاديا أو‏..‏ عفويا لكن ان يقتل الجندي برصاص قناص عمدا وترصدا في وقت لم يكن به أي اشتباك أو استخدام للسلاح فهذا دليل علي انه أمر مبيت وجزء من خطة المؤامرة لاستثارة أعصاب المصريين وتطوير الموقف لحدوث اشتباك مسلح بين المصريين والفلسطينيين‏..‏ وفيما أعلم شخصيا وفق معلوماتي الخاصة فان بعض زملاء الجندي أوشكوا علي إطلاق نيرانهم ولكن السلطات المصرية كبحت جماح الموقف وأرسلت انذارا الي قيادة حماس‏..‏ بأنه اذا لم يكفوا عن هذه الاستفزازات فسوف يكون الرد بالمثل وعليهم ان يتحملوا المسئولية‏..‏ وهنا فقط بعد الإنذار وقفت كل الاستفزازات‏..‏ لكن هذه العملية ليست هي الأولي ومن قبل سقط شهيدان‏..‏ فهل من المناسب ان تسكت مصر أم‏..‏ المطالبة بضرورة تسليم كتلة الشهيد لمحاكمته هنا اذا كانت هناك اتفاقيات قانونية واعراف دبلوماسية تجيز هذا‏..‏ أو وهذا محتم فلابد من المطالبة بمحاكمة هؤلاء القتلة محاكمة علنية بحضور مراقبين مصريين وبدون هذا‏..‏ أري ان تقطع مصر كل علاقة لها مع حركة حماس ولا تتعامل معها الا في الحدود التي تفيد المصالح الفلسطينية العليا‏.‏ وهنا لابد من التوضيح اننا لا نطالب بتعليق القضية بسبب فرد مع كل قيمة له ولكن لأن الحادث قد تكرر‏..‏ وتكررت الاستهانة استغلالها لتسامح مصر وطيبتها وصارت المسألة‏'‏ استهبال في استهبال‏'!!‏ مما يستدعي اتخاذ خطوة حاسمة حازمة مع هؤلاء الناس‏!‏
‏4-‏ واتصالا بكل هذا لابد من الاشارة الي الدور الاعلامي وتحديدا التليفزيون المصري باعتباره يبث‏24‏ ساعة متواصلة وأظن انه يجب توجيه اللوم اليه‏..‏ لأنه أخفق خلال الأحداث الأخيرة كما أخفق خلال العدوان الاسرائيلي علي غزة العام الماضي‏..‏ والاخفاق هنا بمعني عدم متابعته لحملة التهجم علي مصر والرد عليها فوريا بذكر الحقائق وتعرية الأكاذيب‏..‏ وتلك بالدرجة الأولي مسئولية التليفزيون والاذاعة بحكم استمرارها ليل نهار وهذه ليست مسئولية الصحافة التي كانت تنشر وتفند ولكن كل‏24‏ ساعة‏..‏ وقبل ذيوع وانتشار التليفزيون كانت الصحف خلال الأزمات تصدر خمس وست طبعات يوميا‏..‏ ولكن بعده يصبح الأمر معلقا به‏.‏
‏5-‏ وبعد كل هذا‏..‏ هل يستمر الوضع العربي كما هو‏..‏ ان ما حدث علي منفذ رفح والعريش يمس غزة وهي رمانة الميزان في الصراع ويؤثر في القضية الفلسطينية التي هي محور القضية العربية‏..‏ وبالتالي الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط كله‏..‏ فهل يستمر الوضع كما هو انه توجد وثيقة للمصالحة باسم‏'‏ اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني‏'‏ وهي جاهزة واتفق الجميع عليها وحددوا موعدا للتوقيع عليها في القاهرة ثم ماطلوا ثم تراجعوا‏..‏ وحتي الآن لم تحدد حركة حماس بالذات موعدا للتوقيع مع ان حركة فتح قد وقعت‏..‏ فلماذا وأليس هذا‏..‏ استكمالا لخطة مؤامرة تستهدف بقاء الحال علي ما هو عليه‏..‏ وتبقي غزة فيما يتوهم حكامها ان تصبح امارة اسلامية‏..‏ وتبقي تحالفات مع غير الأمة العربية‏..‏ وتبقي تدخلات اقليمة ودولية‏..‏ وتبقي حالة التشتت والتشرذم‏!‏ فأين المفر‏..‏ وأين المخرج‏..‏ وماذا نحن فاعلون‏..‏ والي أين نحن قادمون‏.‏
حرب جديدة في غزة
‏*‏ السفير محمد صبيح‏:‏ كما تعودنا‏..‏ فاننا نوجه الشكر‏'‏ للأهرام‏'‏ ولندواته التي تعالج دائما بموضوعية وحكمة قضايا متنوعة ومنها القضايا السياسية العربية وبالذات قضية فلسطين‏..‏ ودائما فان ندوة‏'‏ الأهرام‏'‏ تتميز وتتفرد عن غيرها‏..‏ وأبدأ بما يجب وهو تجريم اطلاق الرصاص علي الجندي المصري الشهيد فهذه جريمة بشعة وأدينها بكل الصور والأشكال‏..‏ فان اطلاق النار علي جندي عربي‏..‏ من عربي هي جريمة لا تغتفر ويرتكبها حاقدا أو جاهل أو مدسوس‏..‏ ونقدم العزاء لأسرته وللشعب المصري كله‏..‏ وبعد ذلك فإنني في هذه الندوة‏..‏ أرجو ألا نغوص في التفاصيل وان كنت أود التركيز علي عدة نقاط منها‏:‏ ان من حق مصر ان تحمي حدودها‏.‏ فان أي دولة في العالم تفعل هذا ولا تسمح بانتهاك حدودها‏..‏ ومنها ان مصر تفتح منفذ رفح دائما خلال الثلاثين شهرا الماضية‏..‏ ولم تضع أي عائق في الدخول والخروج من غزة‏..‏ ولكن الأمور تطورت وصارت الأنفاق تستخدم لتهريب المخدرات والأسلحة وتجارة البشر وغيرها مما يشكل خطرا علي الأمن القومي المصري‏..‏ وعموما فاننا لا نريد ان نحصر القضية في معبر رفح فهناك العديد من المعابر‏..‏ وهي ست معابر تتحكم فيها اسرائيل كما تريد ولا يعترض أحد‏..‏ ولا يتحدث أحد‏..‏ وهذه ظاهرة تستدعي الانتباه‏..‏ فلماذا‏..‏ لماذا يطلقون العنان ضد مصر بالتهجم‏..‏ ويتركون اسرائيل التي تحاصر وتتحكم ولماذا اتساقا مع ما قاله الأخ محمود مراد تجئ هذه القافلة وتحدث هذه الضجة واذا كانت تريد الدعاية والضجة ضد الحصار‏..‏ فلماذا لم تتجه الي ميناء غزة‏..‏ أو الي ميناء‏'‏ أشدود‏'‏ تحت سيطرة اسرائيل لكي تثير الرأي العام ضد الحصار وضد الاسرائيليين‏.‏ لماذا يسكتون علي اسرائيل التي لا تسمح لأي صياد فلسطيني ان يصطاد سمكتين لاطعام اسرته‏..‏ ويشنون الهجوم علي مصر
انني ألوم الاعلام العربي الذي انساق وينساق وراء هذا‏..‏ ولماذا لا يكشف ما يجري قبل اسرائيل‏..‏ ولقد اوضحنا مرارا ومن خلال ندوة‏'‏ الأهرام‏'‏ ان اسرائيل تريد ان تخلق مشكلة عربية عربية في سيناء فهناك مخطط اسرائيلي لتهجير فلسطينيين الي سيناء و‏..‏ خلق مشكلة مع مصر باستقطاع أرض مصرية‏.‏ فالقضية اذن خطيرة ويجب تناولها بعناية وفهم‏..‏
ومما أود التركيز عليه أيضا‏..‏ قضية استشهاد الجندي المصري وأتفق علي ضرورة تسليم القاتل ومحاكمته علنا حتي نعرف ما هي الدوافع الحقيقية‏..‏ اذ اننا نرفض أي مبررات تقال في هذا الصدد‏.‏ خصوصا وان مثل هذا الحدث تكرر‏..‏ والمقصود هو تقويض العلاقة المصرية الفلسطينية والاساءة اليها‏..‏ وهي علاقة قائمة علي كل الاحترام والتقدير وهي تاريخية منذ ايام أحمس وتحتمس وغيرهما في مصر الفرعونية حيث تقوم مصر بدورها في صد الغزاة من الحيثيين الي الهكسوس والمغول وحتي الآن‏..‏ فهذا دور مصر انطلاقا من الأمن القومي لها‏..‏
ولذلك أقول‏..‏ لا بأس من تسليم المساعدات الي الهلال الأحمر المصري بعد وصولها الي ميناء العريش‏..‏ فلقد قام الهلال بدور كبير وهام ولم يتأخر عن تقديم المساعدة ليس فقط الي غزة خلال الفترة الماضية ةلكن أيضا خلال كل معارك العرب‏..‏ كما ان التقدير موصول أيضا الي كل منظمات الهلال الأحمر العربية‏..‏ ومنظمات المجتمع المدني التي قدمت العون‏..‏
وهذا يقودنا الي تحديد احتياجات غزة‏..‏ ثم تأمين هذه الاحتياجات عربيا ومصريا‏..‏ فانه لايجوز ان يجوع شعب غزة‏..‏ ولا يجوز ان يبقي قطاع غزة تحت الحصار لأي سبب كان‏..‏ ولايجوز اعفاء اسرائيل من مسئوليتها عن ذلك بل ان اسرائيل تريد فصل الدولة الفلسطينية الي اقليمية‏..‏ لتنفذ استراتيجيتها‏..‏ وهناك مسئولية علي الجانب الفلسطيني لأنه ينفذ هذا الهدف‏.‏ أما عن الجهد المصري‏..‏ فهو جهد صبور وهادئ وعقلاني في تحمله لعملية المصالحة‏..‏ ويبدو ان المعادلة في هذه المنطقة لا تريد المصالحة‏..‏ وأول من لا يريد المصالحة إسرائيل التي تهدد الآ لحرب جديدة علي غزة‏..‏ ومن هنا تصبح المصالحة الوطنية‏..‏ ضرورة حياتية‏..‏ وليست فقط سياسية فالقضية الفلسطينية لها خصوصية والمفروض ان الفصائل تضعها فوق كل اعتبار‏..‏ فالاسرائيليون يتمادون‏..‏ والقدس تتعرض للتهويد والمسجد الأقصي مهدد وان حدث لا سمح الله وهدم‏..‏ فان ذلك سيكون أكبر جناية يشارك فيها الجميع‏!‏
المصالحة سترفع الحصار
أنني أرجو من‏'‏ ندوة الأهرام‏'‏ هذه‏..‏ أن تضغط لإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية‏..‏ وفي تقديري فان المصالحة سوف ترفع الحصار عن غزة‏..‏ أعود فأقول‏..‏ انه يجب معالجة ما جري مؤخرا حتي لا يتكرر ولا يتحول إلي ما تريده إسرائيل وهو خلق مشكلة عربية عربية‏..‏ وان نوجه السهام إلي من يستحقه وهو المجرم القاتل الإسرائيلي‏..‏ مع ضرورة اتمام المصالحة الوطنية‏.‏
‏*‏ عبد العظيم الباسل‏:‏ في معالجة ما جري مؤخرا‏..‏ وهل ما حدث في العريش ورفح‏..‏ أمر عفوي أم كان معدا من قبل وفي اعتقادي‏..‏ فانه كان مرتبا في غاية الدقة‏..‏ فقد سبق لمنظمي شريان الحياة الثالث ان جاءوا من قبل مرتين ودخلوا بمنتهي الترحيب والتأمين وأوصلوا المساعدات التي جاءوا بها في سلام‏.‏ ولكن في هذه المرة كانت النية مبيتة لافتعال أزمة‏..‏ ولقد كان مقررا بناء علي اتصالاتها مع السلطات المصرية ان تجئ يوم‏9‏ نوفمبر‏2009‏ لكنها أخرت لتصل يوم‏28‏ ديسمبر مع ذكري العدوان الاسرائيلي علي غزة‏..‏ وبدلا من ان تصل وفق الاتفاق السابق معها الي ميناء العريش‏..‏ فانها قد ذهبت الي العقبة‏..‏ طلبا للذهاب الي نوبيع وحدث ما حدث حتي رضخت واتجهت الي العريش وافتعلت أزمة دخول سيارات خاصة وجري تحطيم باب في الميناء واشتعلت النيران وكانت كاميرات الفضائية المصاحبة تصور وتسجل وفق الخطة المبيتة‏..‏ في محاولة للنيل من الدور المصري واحراج السلطات المصرية‏..‏ واطلاق دعاية سامة بان مصر تحاصر غزة‏..‏ وهذا افتراء بالطبع‏..‏ ولا داعي لسرد ما فعلته مصر وتعداد شهدائها ومنهم الشهيد الجندي أحمد شعبان وقبله الرائد ياسر‏..‏ ومن قبلهما العقيد معوض‏..‏ وكلهم شهداء حدود‏..‏ لذلك فانه من المطلوب كما قال السفير محمد صبيح اتمام المصالحة الفلسطينية‏..‏ لكي لاتستفيد اسرائيل من حالة التمزق‏..‏ فهي ولا شك‏:‏ الرابح الوحيد وتريد تصدير المشكلة الي مصر‏..‏ وتجعل الأزمة بين غزة ومصر‏..‏ وتريد نفض يديها من مسئولية غزة رغم انها سلطة احتلال‏.‏
هناك أيضا نقطة مهمة أشار اليها الأستاذ محمود مراد وهي خاصة بدور الاعلام خاصة التليفزيون فانه لم يكن موفقا في التغطية‏..‏ فقد كانت مع القافلة ووفق الخطة بعثات لقنوات فضائية تنقل وتتحامل وتتهجم علي مصر‏..‏ وهذا‏..‏ يفرض ان يكون هناك دورا فاعلا متحركا للاعلام وبالات التليفزيون وللأسف لم يفعل هذا‏..‏ كما لم يفعله ولم يوفق خلال العدوان علي غزة‏..‏
وأكرر‏..‏ أهمية اتمام اتفاق المصالحة لدعم الموقف الفلسطيني‏..‏ وهذا سيؤدي الي رفع الحصار وفتح كل المنافذ الست وليس فقط رفح‏..‏ ولعلي انضم للسفير صبيح في التساؤل‏..‏ لماذا لم يذهبوا الي تلك المنافذ والتظاهر أمامها‏..‏ وبالمناسبة فان الانفاق التي تقرر غلقها لم تكن تخدم سوي التهريب والمهربين وقد قال مسئول الصيدلة في غزة ان هذه الأنفاق قد أصبجت وبالا وضررا علي الشعب الغزاوي ذاته‏..‏ لأنها تستخدم في تهريب المخدرات من غزة واليها‏.‏ وقد تم ضبط كما قال المسئول الفلسطيني أربعة ملايين قرص من الحبوب المخذرة‏!‏ كذلك فان هذه الأنفاق يحفرها ويديرها أشخاص يشكلون مافيا غير شرعية وأختم فأقول انه اذا كانت مصر قد قدمت مائة وعشرين ألف شهيد‏..‏ فانها مستعدة لتقديم شهداء جدد‏..‏ ولكن في نضال عربي مشروع‏..‏
‏*‏ الدكتور نبيل حلمي‏:‏ في البداية أهنئ ندوة الأهرام علي مرور ثلاثين سنة علي بدايتها منذ نشر أول ندوة يناير‏1980‏ وقد حرص‏'‏ الأهرام خلالها علي مناقشة قضايا حساسة وهامة وشائكة‏..‏ وبعد فانه لابد من معرفة الوضع القانوني للقضية التي نتناولها‏..‏ وبالنسبة لوضع غزة فانها مع وجود الحكم الذاتي تعد قانونا تحت الاحتلال‏..‏ وبالتالي فهناك مسئولية معلقة بدولة الاحتلال وهي اسرائيل‏..‏ ولذلك فانها تغلق كل المنافذ الي غزة وتترك منفذ رفح تحت المسئولية المصرية حتي تخلق وربما تساهم في افتعال الأزمات بين مصر وبين الفسلطينيين‏..‏ وتسعي لأن تتفاقم هذه الأزمات لولا هدوء وحكمة القرار المصري في معاملة مع هذه الأوضاع‏..‏ واذا شئنا الدقة فان منفذ رفح تحكمه قانونا اتفاقية سنة‏2005‏ بيد السلطة الفلسطينية واسرائيل والاتحاد الأوربي مع مراقبة من الولايات المتحدة الأمريكية من خلال كاميرات خاصة‏..‏ ولكن بعد انفصال حركة حماس بغزة‏..‏ وخروج السلطة الفلسطينية‏..‏ تجمدت الاتفاقية‏.‏ وللتأكيد فان منفذ رفح مخصص أساسا لعبور الأفراد‏..‏ في حين ان البضائع والسيارات مخصص لها منفذ كرم ابو سالم‏..‏ لكن مصر تستخدم منفذ رفح علي مسئوليتها‏..‏
ولعله مفيد للذين لا يعلمون تكرار بعض ما تقدمه مصر وحتي الآن لقطاع غزة خدمة للأخوة الفلسطينيين ومن ذلك كمثال‏:‏ ان مصر تمد غزة بعشرة في المائة من الطاقة الكهربائية المستخدمة تبلغ قيمتها ثلاثين مليون جنيه سنويا‏..‏ مجانا‏.‏ كما انها سمحت خلال عام‏2009‏ فقط بمرور كميات هائلة من البضائع عبر المنفذ منها نحو‏2500‏ طن أغذية ولحوم و‏8000‏ طن أدوية و‏14000‏ كيس دم وست ثلاجات دم و‏194‏ عيادة متنقلة مجهزة و‏700‏ سيارة اسعاف و‏26‏ شاحنة مدارس متكاملة تضم كل منها مدرسة بها أحد عشر فصلا مدرسيا و‏75‏ ألف حقيبة مدرسية وذلك بخلاف القوافل الكبري التي سمحت مصر وساعدت علي عبورها وتضم سيارات اسعاف وآلاف الأطنان من الأغذية والأدوية وغيرها‏..‏ اضافة الي عبور نحو ستة آلاف حاج ومعتمر‏..‏ ومئات المرضي والجرحي الذين عولجوا في المستشفيات المصرية‏..‏ لكن‏..‏ من الذي من الناحية القانونية يحاصر غزة ان اسرائيل من الناحية القانونية وباعتبارها دولة احتلال هي التي تحاصر‏..‏ لكن أيضا ينبغي القول ان استيلاء حماس علي غزة اسقط اتفاقية المعابر وبالتالي فان ذلك أدي الي الحصار‏!!‏
وبالنسبة للانفاق‏..‏ فانها غير قانونية‏..‏ وفي مرحلة كانت الأنفاق من مصلحة اسرائيل حتي تلقي علي مصر بمسئولية السماح بالتهريب وزعزعة الأمن‏..‏ وتحملها كل التبعات المترتبة علي ذلك‏..‏
اشترك في الندوة
‏*‏ السفير محمد موسي صبيح‏:‏ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية‏.‏
‏*‏ السفير نبيل فهمي‏:‏ سفير مصر السابق في واشنطن وعميد كلية الشئون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية‏..‏
‏*‏ السفير د‏.‏ بركات الفرا‏:‏ سفير فلسطين في مصر‏.‏
‏*‏ د‏.‏ نبيل أحمد حلمي‏:‏ أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان‏..‏
‏*‏ د‏.‏ مصطفي علوي‏:‏ رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشوري‏.‏
‏*‏ د‏.‏ إبراهيم البحراوي‏:‏ أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس‏.‏
‏*‏ الأستاذ عبد العظيم الباسل‏:‏ نائب رئيس تحرير الأهرام وعضو مجلس الشعب‏..‏
‏*‏ د‏.‏ مصطفي كامل السيد‏:‏ أستاذ العلوم السياسية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.