أنا من ابدعت احتفالية شهر رمضان بتقديم الفوازير منذ سنة55, وكانت هادئة وراقية ويتابعها كل الناس, ثم حين توليت منصب مديرة إذاعة الشرق الأوسط . أحدثت المسلسلات بطولة العمالقة كعبدالوهاب وكانت البرامج القصيرة ضيوفها عبدالحليم وفريد وفيها كانت القضايا تثار ويلتف الناس لسماعها والمشاركة فيها. كان الإبداع والأفكار الجديدة والبرامج اللاذعة هدف حياتي التي أفنيتها في عشقي للعمل الإذاعي, وكنت أجد كل السعادة في أن يكون بيرم التونسي وصلاح جاهين هما كتاب الفوازير في زمن العمالقة. طوال رمضان وأنا أفطر في الإذاعة لألحق بإرسال إذاعة الفوازير, وزمان كنت أفطر بعد الأذان بساعتين لكن بعد وجود الكافتيريات بالإذاعة أفطر مع مهندس المونتاج وعمال الاستوديو, وأجد سعادة في النجاح وحب جمهوري عن الطعام. نعم في أول رمضان أفتقد أمي فكانت تجيد عمل الملوخية البوراني التركية التي كانت تطهوها بورقها سليما وكانت تطهو لنا الشركسية اللذيذة ولا تسأليني عن الطريقة لأني لا أجيد الطهو وعندي غذاء الروح والارتقاء بالأفكار من خلال عمل يلتف الناس حوله أجمل ألف مرة من أن أفكر في نوعية أي طعام. اشتاق للزيارات العائلية ولكنها أصبحت ولائم للمظهرة و لا ترمز أبدا للمة والارتباط الأسري لذلك لا أهتم بها. الفساد لحق ببعض الناس في عدة أمور.. ورمضان لحقه أيضا فساد الفكر والاتجاه, فأنا كرهت عيشتي هذه الأيام بسبب المسلسلات التي أظنها إفسادا لعقلية المواطن العربي والمصري.